الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

مسلسل فتح الأندلس يُثير جدلاً على السوشيال ميديا.. ونقاد: مليء بمغالطات تاريخية

مازال مسلسل «فتح الأندلس» مثار جدل كبيراً عبر وسائل التواصل الاجتماعي ببلاد المغرب العربي خصوصاً في الجزائر والمغرب، حيث اعتبر رواد التواصل الاجتماعي في كلتا الدولتين أن المسلسل يُعد تشويهاً لتاريخ الدولتين.

و«فتح الأندلس» مسلسل كويتي رصدت له ميزانية بأكثر من 3 ملايين دولار، ويجري تصويره بين مدينتي بيروت وماردين التركية.

ويتناول المسلسل قصة طارق بن زياد وفتوحاته الكبيرة في مدن طنجة وسبت وطليطلة وصولاً لفتح الأندلس وخلافه الشهير مع القائد موسى بن نصير.



المغرب

واستمرت الانتقادات الموجهة للمسلسل الذي يُبث على القناة الأولى، ووصل الحال حد المطالبة برحيل فيصل العرايشي، المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية، وتصدر هاشتاغ: «العرايشي ارحل»، و «أوقفوا مسلسل فتح الأندلس»، منصات التواصل الاجتماعي بالمغرب.

وأكد رواد مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب، أن المسلسل مليء بالتحريف للوقائع والشخصيات التاريخية على رأسها طارق بن زياد، حيث قالوا إن لغته هي الأمازيغية وليست العربية الفُصحى كما ظهر بالمسلسل.



اقرأ أيضاً: «راجعين ياهوى» يتصدر «التريند».. وناقد: روح أسامة أنور عكاشة سر نجاحه



وزاد رواد التواصل الاجتماعي بالمغرب بأن المسلسل يحاول طمس الهوية الأمازيغية ودورها التاريخي في البطولات والفتوحات الإسلامية.

وأشار المتابعون إلى أن المسلسل الذي يحكي سيرة طارق بن زياد ويقدم تأريخاً لفتح الأندلس، قد تجرأ أيضاً عند ترجمة بعض الكتب وغيّر فيها بما لا يتفق مع الحقيقة، كما ذكر بيتاً شعرياً لأبى الفتح البستي والذي ولد نحو 300 سنة بعد فتح الأندلس.



وطالب النائب البرلماني المغربي المهدي الفاطمي، وزير الشباب والثقافة مهدي بنسعيد، من خلال سؤال كتابي، بالكشف عن الإجراءات التي ستتخذها الوزارة للحفاظ على تاريخ المغرب من التزييف والتدليس والمغالطات التاريخية، بحسب ما جاء في سؤاله، فيما لم يتم استشارة المؤرخين حول المعلومات التي وردت فيه، كما أنه لا يتضمن «تفاصيل عن شخصية طارق بن زياد الأمازيغي».

وقال مصدر تابع لهيئة التلفزة المغربية وفقاً لصحيفة «هسبريس المغربية»: «إن العمل درامي يستمد أحداثه من التاريخ، وفيه شيء من الخيال، فمثلاً فاكهة الأناناس لم تكن موجودة.. وليس عملاً وثائقياً يتطلب التحقيق التاريخي»، معتبراً أن الأمر يتعلق بـ«مسألة أذواق»، إذ هناك من راق له المسلسل وهناك من لم يرقه.



الجزائر

كما أثار المسلسل أيضاً جدلاً واسعاً في الجزائر، بسبب ما قيل من تجاهل أصول طارق بن زياد الجزائرية. وفي هذا السياق رجّح مؤرخون جزائريون أن بن زياد جزائري أمازيغي لم يكن يتقن العربية، وبهذا عاد الجدل بين المغاربة والجزائريين حول هوية طارق بن زياد وأصوله هل تعود للمغرب أم إلى الجزائر.



مغالطات تاريخية

الناقد الفني خالد عاشور يقول لـ«الرؤية» إن المسلسل مليء بالمغالطات التاريخية، حيث حولت دراما المسلسل طارق بن زياد الى ابن لقيط لا هوية له.

اقرأ أيضاً: بعد تصدره.. «رامز موفي ستار» على ميزان النقاد.. ماذا قالوا؟



وتابع عاشور: «صحيح أن الدراما التاريخية ليست عملاً وثائقياً فهي في المقام الأول تهتم بالإثارة والتشويق وأدوات الدراما والسينما والكاميرا والتصوير لجذب المشاهد، ولكنها في النهاية يجب ألا تحيد عن الحقيقة، وأن تتحرى الدقة في عدم تزوير التاريخ».

واستطرد: «نحن حتى الآن نستقي تاريخ الناصر صلاح الدين الأيوبي من فيلم يوسف شاهين عنه والمليء بالمغالطات التاريخية.. ومسلسل فتح الأندلس يندرج تحت مسمى دراما تاريخية بعقلية «كيد النسا» بين الدول العربية.. للأسف».





ضد المنع ولكن

المخرج والناقد المغربي عبدالإله الجوهري يرى أن الكتابة أو تصوير فيلم أو مسلسل عن التاريخ وتوظيف أحداثه، مهمة ليست سهلة، لأنها حقائق، وهذه الحقائق يمكن التصرف فيها وفق رؤية فكرية وفنية محددة، وبالتالي على كل كاتب ومُخرج أن يجتهد في إعادة تفسير ما استقر على أنها حقائق تاريخية دون خلق حقائق بديلة.

وتابع حديثه بضرورة توفير ميزانيات قادرة على إعادة كتابة وتصوير هذا التاريخ بما يحفظه من المسخ والتطاول، وقبل ذلك إسناد المهمة لكتاب سيناريو ومخرجين مثقفين عارفين، وليس لبعض من يتحكم في الآلة والتقنية فقط، أعني المخرج المتفوق تقنيا لكنه الجاهل ثقافياً".



اقرأ أيضاً: إلهام الفضالة: أجري يراوح بين 70 و80 ألف دينار.. وهذا مهري من شهاب جوهر



وفي نفس الوقت ورغم انتقاده للمغالطات التاريخية التي جاءت بالمسلسل، انتقد الجوهري وبشدة الدعوات الرافضة لمنع عرض المسلسل عبر شاشات التلفزة المغربية.

وقال الجوهري: «عندما انتقد الكثير من المشاهدين المغاربة المسلسل، لم يكن يفكر جلهم في أن ينبري أحدهم للحديث بالنيابة عنهم، ويقوم بعمل أهوج، أي المطالبة بوقف البث، لقد كان النقاش تعبير عن وجهات نظر مختلفة، والمطالبة في نفس الآن بضرورة إنتاج وبث أعمال في المستوى تعكس توهج تاريخنا».