الثلاثاء - 16 أبريل 2024
الثلاثاء - 16 أبريل 2024

سجاد ملون من الزهور والخشب في الشوارع! أنت في جواتيمالا

يفرش أهالي مدينة أنتيغوا في جواتيمالا الشوارع بالسجاد الملون المصنوع من بتلات الزهور وأوراق النخيل ونشارة الخشب المصبوغة في الأسبوع المقدس سيمانا سانتا الذي ينتهي في عيد الفصح.

وذكرت مجلة سيمثسونيان أن الأهالي يستخدمون المواد التي تم انتزاعها أو استخلاصها مباشرة من الطبيعة لتحويل الشوارع والأزقة إلى سجاد ملون أو«الفومبرا».

ويعد ذلك التقليد النابض بالحياة جزءاً مهماً من تراث أنتيغوا الثقافي منذ عدة قرون.



أصل الاحتفال

وبدأت جذور ذلك الاحتفال الفريد لأول مرة في عام 1524، عندما سافر الغزاة الإسبان من المكسيك التي تم غزوها حديثاً لغزو غواتيمالا، وجلبوا معهم تقاليدهم في صناعة السجاد.

ويرى البعض أن البداية تعود إلى أبعد من ذلك، وتمتد إلى سانتا كروز دي تينيريفي، عاصمة جزر الكناري، وهي إقليم إسباني، كان يحتفل بعيد كوربوس كريستي الديني بنسج السجاد وفرشه في الشوارع.

ويشارك الجميع في نسج وصناعة السجاد بغض النظر عن هويتهم الدينية، بعد أن أصبح ملمحاً تراثياً أصيلاً، يتم على مدار أسبوع من الاحتفالات والبهجة.



سجادة فنية

ويتنافس أهالي كل شارع وحي في صنع سجادة فنية من نشارة الخشب الملون وأوراق الأشجار، ويلتزمون أحياناً في كل سنة بثيمة معينة وفق الأحداث الجارية.

وتؤكد خبيرة التراث اليزابيث بيل، التي انتقلت إلى غواتيمالا عندما كانت في الرابعة عشرة من عمرها مع عائلتها، أن المهرجان أصبح من أهم عوامل الجذب السياحي في البلاد، ومناسبة للبهجة يشارك فيها الكبار والصغار.

وتشير إلى أنه في أي يوم خلال سيمانا سانتا أو أسبوع الاحتفالات، يتم عرض مئات من السجاد في جميع أنحاء المدينة، حيث يشارك كل شخص في تصميم وصنع السجاد الذي لا يقتصر على الرموز الدينية بل ويشمل أيضاً الزخارف الطبيعية مثل الطيور والحيوانات وباقات الزهور.



الزهرة الجهنمية

وتعد نشارة الخشب واحدة من أكثر المواد شيوعاً للاستخدام، حيث يتم شراؤها من المناشر المحلية أو محلات النجارة وصبغها بمختلف الألوان، بما في ذلك اللون الأزرق والبنفسجي والأحمر والبرتقالي والأخضر.

تقول بيل: «يشتري الناس النشارة من السوق المحلية أو يستخدمون الزهور المقطوفة من حدائقهم، وذات عام قطفت زهرة الجهنمية من حديقتي واستخدمت بتلاتها».

ويبدأ الأهالي التفكير في تصميم السجاد وشكله قبل الاحتفال بعدة أشهر، وخاصة بالنسبة للأعمال الكبيرة، حيث يشاركون في مجموعات كبيرة لإنجاز السجاد في الوقت المناسب.

ولإنشاء السجاد، يتم رش الماء أولاً على سطح الطريق لإزالة أي حطام موجود.

وإذا كان الطريق مرصوفاً بالحصى، فسوف يملأ الناس الشقوق بالرمل أو نشارة الخشب غير المصبوغة لصنع سطح مستوٍ.



قوالب استنسل

ويستخدم بعض الفنانين قوالب استنسل من الورق المقوى لإنشاء أنماط وتصميمات معقدة ويستخدمون ألواحاً خشبية طويلة تمتد فوق العمل الفني (مثل السقالات تقريباً) حتى لا تتأثر السجادة أثناء العمل.

وبمجرد اكتمال السجادة، ينضم الآلاف من الأشخاص إلى المواكب اليومية التي تسير عبر شوارع المدينة، وتعبر الأحياء المختلفة.

وسيكون احتفال هذا العام مميزاً لأنها المرة الأولى منذ عامين التي تعقد فيها المدينة فعاليات رسمية لسيمانا سانتا، بسبب جائحة كوفيد-19.

وتشمل المواكب عزف والرقص والغناء.



صوت المواكب

ويقوم سكان كل حي أو شارع بالانتهاء من وضع اللمسات النهائية للسجادة التي تمثلهم بمجرد سماعهم صوت المواكب وهي تقترب، وعادة ما يتم الانتهاء من صنعها قبل لحظات من أي يطأها الحشد المقبل.

وبعد مرور الحشد، تقوم شاحنات التفريغ وعمال النظافة، بحمل ما تبقى من السجاد وإعادة تدويره وتحويله إلى سماد.

وفي غضون 20 دقيقة، يتم مسح كل شيء وتصبح الأرض نظيفة لمزيد من السجاد التي سيتم صنعها في اليوم التالي، وعلى مدار الأسبوع.