الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

محمد بن زايد.. الحارس الأمين على الأصالة والتراث الإماراتي

أحمد الشناوي

يجسد التراث بجانبيه المادي والمعنوي في فكر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة «حفظه الله» ركناً أساسياً من أركان الهوية الوطنية الإماراتية وأحد عناصر قوة المجتمع وتحصينه، حيث يعتبر سموه راعياً وحامياً للأصالة والتراث، سائراً سموه في ذلك على درب المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.

ولا شك أن اهتمام سموه بالتراث يعود جزء منه إلى نشأته في بيئة تنضح بالأصالة والتراث، لذلك يبدي سموه اهتمامه الدائم بالتراث، حيث أكد في أكثر من مناسبة أن التراث الوطني الأصيل دائماً محل اهتمام ورعاية قيادة الدولة منذ نشأتها على يد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، «طيب الله ثراه»، الذي غرس في أبنائه محبة تراث وطنهم وتقاليده وهويته والحفاظ عليه.

كذلك أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، أنّ صون التراث، وتوجيه الجهود لإثراء الساحة المحلية بالأنشطة والأعمال التي تربط الأجيال به مطلبٌ ضروري، منوهاً بأهمية أن يظل أبناء الوطن على علاقة وطيدة وراسخة بتراثهم، فالتقدم والتغير سمة العصر وتحقيق الإنجازات والتطور يجعلنا أكثر تمسكاً بهذا الإرث الكبير.



توصيات مثمرة

وصف سعيد المناعي، مدير إدارة الأنشطة في نادي تراث الإمارات، صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، برجل التراث الأول، حيث تربى في مؤسسة مؤسس الدولة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، «طيب الله ثراه»، على الاهتمام بالتراث، كما أن سموه دائماً ما يرعى الكثير من الاحتفالات والمهرجانات التراثية ذات المستوى العالمي، حيث يرعى سموه مهرجانات الإبل والسباقات البحرية التراثية، وكل ما له علاقة بالتراث.

وأوضح المناعي أنّ توصيات سموه المثمرة بالعناية بالتراث والموروث الشعبي، خير دليل على هذا الاهتمام، حيث سبق أن قال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بعد زيارته للمعرض الدولي للصيد والفروسية: «زرت اليوم المعرض الدولي للصيد والفروسية، الذي يجسد جانباً مهماً من العراقة واﻷصالة الإماراتية والعربية.. نواكب الحاضر وحداثته ونحافظ على هويتنا من خلال حفاظنا على تراث اﻵباء واﻷجداد».

وأكد المناعي اهتمام سموه بالتراث وغرسه في نفوس الأجيال كموروث عريق، حيث أولى عناية كبيرة بسباقات الهجن، والسباقات البحرية، وسباق الصيد بالصقور، والرياضات الأصيلة التي يحرص على أن تتوارثها الأجيال.



برامج ثقافية

وقال الباحث في التراث سالم الطنيجي، إنّ صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد أبدع في جميع المجالات على المستوى الحكومي والإنساني والسياسي والاجتماعي والثقافي والتراثي، وعندما وجّه سموه في رؤية أبوظبي 2030 بأن تنطلق من المحافظة على الماضي الذي يحتوي على التراث الثقافي والتراث المادي والأصالة والعراقة، والانطلاق للمستقبل من خلال هذه الثوابت الثقافية التراثية، فكان ذلك ترجمة لكلمات باني ومؤسس دولة الشيخ زايد «من ليس له ماض ليس له حاضر».

وأضاف: «إننا نجد اليوم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، يركّز على البرامج الثقافية ومنها مهرجان زايد التراثي، وكذلك شاعر المليون، وأيضاً على المسابقات التراثية المختلفة ومسابقات الإبل ودعم المؤسسات التراثية، وهذا جزء مما قام به سموه، ونتوقع أن نلمس في الفترة المقبلة جهوداً كبيرة من سموه لدعم التراث المحلي؛ لإيمانه بالدور الذي يلعبه التراث في الحضارة المحلية».



مدرسة عريقة

وصف الباحث في التراث فهد المعمري، صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» بالحاضن والمشجع لكل ما يمت إلى التراث والموروث بصلة، وذلك يعود إلى نشأته في مدرسة تراثية عريقة أسسها والده المؤسس المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذي يعتبر رجل التراث الأول في العالم.

وأشار المعمري إلى حرص سموه على حضور المهرجانات التراثية والتجوّل فيها، ودعمها من أجل إنجاحها واستمراريتها، وذلك لإيمانه العميق والراسخ بأهمية التراث، ومكانته في تعزيز الهويّة الوطنيّة الإماراتية.

ولفت إلى أن المهرجانات التراثية شهدت طفرة كبيرة بفضل متابعة سموّه الحثيثة والعمل على تذليل كافة المعوقات، لتحقيق النجاحات الدائمة والداعمة للتراث والموروث الإماراتي.

فروسية وهجن

يظهر اهتمام صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بالتراث في رعايته للعديد من الفعاليات والمهرجانات التراثية، حيث يوجّه سموه على الدوام بضرورة الاهتمام البالغ برياضة الصيد بالصقور والفروسية، والحفاظ على مقومات البيئة المحلية المتنوعة والغنية وتنميتها والتعريف بها باعتبارها موروثاً وطنياً مهماً.

وتشمل هذه الرياضات التراثية: الفروسية، وسباقات الهجن، والصيد بالصقور، وسباقات القوارب الشراعية، وسباقات التجديف، وذلك ضمن إطار عام يُعبر عن الاهتمام بالتراث الإماراتي وثقافته التي توارثتها الأجيال.



صيد مستدام

وفي مجال الصيد، افتتحت مدرسة محمد بن زايد للصقارة وفراسة الصحراء في ديسمبر 2016، وهي أول منصة رائدة متخصصة على مستوى العالم في تعليم فن الصقارة العربية، إذ استقبلت المدرسة حينها أول دفعة من الطلبة الذين تراوح أعمارهم بين 7-17 عاماً.

ودأبت المدرسة على المشاركة في أهم الفعاليات التراثية للتعريف ببرامجها، وفي مقدمتها مهرجان الشيخ زايد، ومعرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية، وغيرهما.

وتبنى سموه مبادئ الصيد المستدام، وشجع على استخدام الصقور المكاثرة في الأسر بديلاً عن الصقور البرية، وبحلول عام 2002 أصبح صقارو الإمارات يعتمدون بنسبة 90% على الصقور المكاثرة في الأسر، ما جعل الإمارات البلد العربي الأول الذي أصبح يعتمد على استخدام الصقور التي يتم إكثارها في الأسر في رياضة الصيد بالصقور.

كما بذل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، من خلال رئاسة مجلس إدارة الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى، الذي أُسس في عام 2006 بقرار منه، جهوداً بارزة في الحفاظ على طائر الحبارى، اقتداءً بتوجيهات المغفور له الشيخ زايد، والتي بدأها في السبعينيات.





الصناعات التقليدية

أولى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان اهتماماً كبيراً بالصناعات والحرف التقليدية، من أجل استمرارها والنهوض بها، وتوفير إطار يضم العاملين فيها، مثل إنشاء «مركز الصناعات التقليدية والحرف اليدوية» في الاتحاد النسائي العام في أبوظبي، الذي يجمع الصانعات اللواتي يمارسن الحرف اليدوية التقليدية.

من هذا المنطلق اهتمت دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي بـ«حاميات التراث» وحرصت على مشاركتهن في الفعاليات الثقافية التي تقام في مختلف أنحاء العالم للتعريف بتراث الإمارات، وتعمل حالياً على توثيق وحفظ الحرف التراثية عبر سجل أبوظبي للحرفيين، أحد السياسات الثقافية التي أطلقتها دائرة الثقافة والسياحة بأبوظبي لصون التراث واستدامة ممارسته.

وتعمل الدائرة حالياً على توثيق وحفظ الحرف التراثية عبر سجل أبوظبي للحرفيين، أحد السياسات الثقافية التي أطلقتها الدائرة لصون التراث واستدامة ممارسته، من خلال حصر ممارسي الحرف والصناعات التقليدية، ذكوراً وإناثاً، وتوزعهم الجغرافي وإسهاماتهم في المحافظة على المنتجات التقليدية وطرق دعمهم لتطوير هذه المنتجات واستمرارية ممارستها.

كما تعمل على تعزيز مكانة المنتجات التقليدية في الناتج الوطني وبيانات أخرى تسهم في تحقيق أهداف هذا السجل، وباعتبار دولة الإمارات دولة طرفاً في اتفاقية اليونسكو لعام 2003 لحماية التراث الثقافي غير المادي تمثل التشريعات التالية نقاطاً مرجعية رئيسية للحصول على اعتماد الحرفيين في أبوظبي.

بيرق الشعر

رعى سموه برنامج ومسابقة «شاعر المليون»، الذي نبع من فكرة لسموّه، وتم إطلاقه في عام 2006، وحقق طفرة في مجال البرامج التراثية التلفزيونية، وهو الأغلى بين هذه الفئة، إذ يحصل الفائز بالمركز الأول على لقب شاعر المليون، إضافة إلى بيرق الشعر و5 ملايين درهم، بينما يحصل الفائز بالمركز الثاني على 4 ملايين درهم، والثالث على 3 ملايين درهم، والرابع على مليوني درهم، والخامس على مليون درهم، والسادس على 600 ألف درهم.

وبتوجيهات من سموه بذلك الجهات المختصة جهوداً من أجل حماية التراث الثقافي غير المادي بالتعاون والتنسيق مع منظمة «اليونسكو» من خلال عمليات البحث والجرد والتوثيق للتاريخ الشفهي والتقاليد والقيم المحلية، الأمر الذي أسهم في حفظ الثقافة التقليدية وشجع على تطوير مبادرات محلية جديدة في مجال الآداب والفنون والحرف اليدوية.