الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

بي بي سي تتحول للعالم الرقمي وخطة لتوفير 2 مليار دولار

أعلنت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أنها ستفصل ما يصل إلى 1000 موظف خلال السنوات القليلة المقبلة مع إيقاف بث القنوات الخطية الأصغر، مثل قناة الأطفال CBBC و BBC Four.

تأتي هذه الخطوة في الوقت الذي وضع فيه المدير العام تيم ديفي خططاً أولية حول كيفية توفير بي بي سي لحوالي 1.5 مليار جنيه استرليني (2 مليار دولار) خلال السنوات القليلة المقبلة نتيجة تجميد رسوم الترخيص الذي فرضته الحكومة على مدار العامين المقبلين.

وكشفت الإذاعة العامة أيضاً أنها ستدمج قناتَيْ بي بي سي وورلد نيوز وبي بي سي الإخبارية في قناة تلفزيونية واحدة تعمل على مدار 24 ساعة حيث تسعى للاتجاه بقوة نحو العالم الرقمي، وتوفير منصات رقمية لخدماتها على مدار السنوات القليلة المقبلة.

العالم الرقمي

وفي هذا الإطار، ستنتقل محطة Radio 4 Extra الخاصة بها عبر الإنترنت إلى BBC ساوندز بدلاً من عبر منفذ البث التقليدي.

وفي إعلان للموظفين يوم الخميس، قال المدير العام تيم ديفي للموظفين «هذه هي لحظتنا لبناء أول بي بي سي رقمي».

ولا تشكل تلك الخطوة مفاجأة بالكامل قياساً بما تردد في الشهر الماضي حول إعادة هيكلة هيئة الإذاعة البريطانية.

وأكد المدير العام تيم ديفي أن هناك خطة قوية مطبقة لنقل هذه القنوات إلى BBC iPlayer، مع طموح للوصول إلى 75% من مشاهدي BBC عبر iPlayer كل أسبوع.

توفير النفقات

ستقوم الشركة بتكثيف الاستثمار في برامجها الإقليمية مع بذل جهود أكبر لتسريع النمو الرقمي عبر برامجها التلفزيونية والإذاعية.

وتمثل المرحلة الأولى توفير 500 مليون جنيه استرليني (628 مليون دولار) من النفقات السنوية وإعادة الاستثمار لجعل بي بي سي رقمية بالأساس.

وكجزء من هذا، ستساهم الشركة بـ200 مليون جنيه استرليني (251 مليون دولار) لمواجهة فجوة التمويل السنوية البالغة 285 مليون جنيه استرليني (358 مليون دولار) بحلول عام 2027/28، والتي نجمت عن تسوية رسوم الترخيص في وقت سابق من العام الجاري.

وسيتم تغطية فجوة التمويل المتبقية في السنوات الثلاث الأخيرة من الفترة الانتقالية.

تسريح متعدد

والحقيقة أن بي بي سي خضعت بالفعل لجولات متعددة من تسريح الموظفين في السنوات العشر الماضية، لذا فإن هذا الإعلان الجديد سيكون بمثابة ضربة أخرى للموظفين.

وتبلغ رسوم ترخيص هيئة الإذاعة البريطانية 159 جنيهاً استرلينياً (200 دولار أمريكي)، ولكنها ستبدأ في الارتفاع مع التضخم عندما يتم رفع التجميد بعد عامين.

وقال ديفي للموظفين: «عندما توليت هذه الوظيفة، قلت إننا بحاجة للقتال من أجل شيء مهم: محتوى وخدمات الخدمة العامة» المعركة تتصاعد، والمخاطر كبيرة.

وأضاف: "هذه هي لحظتنا لبناء أول بي بي سي رقمي. شيء جديد حقاً، مؤسسة قوية تلائم للعصر الرقمي، وتشكل قوة إيجابية للمملكة المتحدة والعالم.

وأكد أن رهانه أن تكون المؤسسة مستقلة وحيادية ومبتكرة باستمرار وتخدم الجميع.

وتعهد بنشأة مؤسسة وسائط رقمية عالمية جديدة لم يسبق لها مثيل من قبل مدفوعة بالرغبة في جعل الحياة والمجتمع أفضل لدافعي رسوم الترخيص والعملاء في بريطانيا وخارجها.

وأضاف "نحتاج في بي بي سي إلى التطور بشكل أسرع واحتضان التحولات الضخمة من حولنا".

وداعاً بلو بيتر

في السياق نفسه، من المقرر أن يختفي Blue Peter - أطول برنامج تلفزيوني للأطفال في العالم من الشاشة إلى فضاء الإنترنت في إطار هيكلة بي بي سي التي تشمل إلغاء CBBC قناة، ونقل BBC Four عبر الإنترنت، ووضع Radio 4 Extra على BBC Sounds فقط، وإلغاء 1000 وظيفة كجزء من خطط توفير النقود الرئيسية.

وتمثل هذه الخطوة نهاية مؤسفة لبرنامج عزّز الإبداع بين أجيال من الأطفال، حيث كان يتابعه ثمانية ملايين مشاهد قبل أن ينخفض عدد المشاهدين بصورة كبيرة في السنوات الأخيرة.

تنويع الموظفين

وكانت الحكومة البريطانية قد طلبت من هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أن تسعى ليكون واحد من كل أربعة من موظفيها من خلفيات اجتماعية واقتصادية بسيطة لمساعدتها على تحقيق «قدر أكبر من الحياد».

فشل إعلامي

الجدير بالذكر أن BBC أُنشِئت للتثقيف والإعلام والترفيه، وقد حظيت بإعجاب في جميع أنحاء العالم؛ لما تقدمه من إنتاج إخباري عالي الجودة ودراما وأفلام وثائقية من قبل المذيعين مثل ديفيد أتينبورو.

لكنها كافحت في السنوات الأخيرة للتغلب على الخلافات السياسية والثقافية المتزايدة التي تجتاح بريطانيا، ولا سيّما بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، حيث قال منتقدون إن وجهة نظرها المتمركزة حول لندن والمدينة الكبرى فشلت في أجزاء كبيرة من البلاد.

خطة التطوير

من جانبها، قالت وزيرة الثقافة نادين دوريس: «ستبني هذه المراجعة على التقدم الذي أحرزناه مؤخراً لجعل هيئة الإذاعة البريطانية أكثر عرضة للمساءلة أمام أولئك الذين يموّلونها، وضمان استمرارها في العمل لصالح الجمهور».

وتهدف خطة تطوير بي بي سي إلى التأكد من أن 60% من الإذاعة و50% من إنفاق إنتاج البرامج التلفزيونية خارج لندن بحلول نهاية عام 2027، وتقديم 1000 تدريب مهني سنوياً بحلول عام 2025.

النشأة والجذور

الجدير بالذكر أن هيئة الإذاعة البريطانية تأسست عام 1922، كنوع من التطوير لشركة الإذاعة البريطانية، وكانت قد تأسست على يد مجموعة من الشركات الخاصة عام 1923.

وكانت الهيئة تفخر دائماً أن حيادها الإعلامي ناجمٌ عن عدم تلقيها أي دعم حكومي، وأن تمويلها يأتي مباشرة من المواطن البريطاني وعبر الضرائب التي تفرضها الدولة على كل جهاز تلفزيون في بريطانيا.

ومنذ نشأتها في 1 يناير 1927، لعبت هيئة الإذاعة البريطانية دوراً بارزاً في الحياة والثقافة البريطانية وفي العالم أجمع، وشكّلت جزءاً من القوة الناعمة لبريطانيا، التي تشمل أوجهاً عديدةً من بينها الصحف البريطانية، الأدب، كرة القدم، الفن.

وكان جون ريث أول مدير عام لها، وتبنت الشركة الجديدة شعار «الأمة تتحدث بالسلام إلى الأمة».