الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

10 حرف نسائية تتحدى الاندثار في «زايد التراثي»

منورة عجيز ـ أبوظبي

يستعرض مهرجان الشيخ زايد التراثي في الوثبة بأبوظبي مجموعة واسعة من الحرف النسائية التقليدية، التي يفوح منها عبق الماضي وخصوصية مهن ومهارات الأجداد والآباء، وتعلقهم بالطبيعة ومفرداتها وتطويعهم المفردات المحيطة بهم آنذاك لإنتاج قطع فنية ومشغولات يدوية راقية.

ويعج الحي الإماراتي بالكثير من الحرفيات اللاتي يقدمن نحو عشر حرف تقليدية من الموروث الشعبي المحلي، لا تزال تتحدى طوفان الاندثار، منها «صناعة الحناء، قرض البرقع، السفافة، الدخون والبخور، صناعة الدمى، حياكة الملابس خصوصاً (ثوب الميَزع)، صناعة الكحل، نسج السدو، حياكة التلي، والمعقصة (أي الماشطة والمجدلة)».ورش تفاعلية


تعبر الحرف التقليدية النسائية أبرز المهن التي اعتادت المرأة في الماضي مزاولتها لتوفير احتياجاتها ومستلزمات أفراد أسرتها، حتى أصبحت تلك المهن أحد أبرز أركان الموروث الثقافي الذي ما زالت تتناقله الأجيال حتى الآن، وسعت إلى الحفاظ عليه وحمايته، فهي عصية على الاندثار.


وتتضمن الحرف النسائية في مهرجان «زايد التراثي» غزل الصوف وصناعة البادلة باستخدام الكاجوجة، وحرفة حياكة الملابس المنزلية والتراثية باستخدام الكرخانة (آلة يدوية)، وسف الخوص.

ويقدم الحدث لزواره مجموعة من الورش الحيّة التفاعليّة للحرف الإماراتية القديمة في البيئات الأربع البرّ، البحر، الواحة، والجبل، وذلك ضمن جناح العادات والتقاليد في الحي الإماراتي، الذي يجسد العادات والتقاليد وروح الضيافة المتأصلة في الحضارة الإماراتية.

ويحيط الحي الإماراتي زواره بأجواء من الفلكلور الشعبي والمباني التاريخية المستوحاة من الطراز العمراني للبيوت الشعبية.

استعراض المفردات التقليدية

وقالت المنسقة في الاتحاد النسائي العام سميرة محمد، إن «الاتحاد» يشارك كل عام في مهرجان الشيخ زايد التراثي لاستعراض الحرف النسائية التقليدية، ما يتيح للزوار الاطلاع عليها عن قرب، والتعرف إلى مفرداتها ومكوناتها والأدوات المستخدمة فيها.

وأكدت أن تلك الحرف كانت تشكل مهنة تزاولها العديد من النساء في الماضي لتوفير احتياجاتهن ومستلزمات أفراد أسرهن أو لكسب الرزق، فيما تغدو حالياً ركناً من أركان الموروث الثقافي المحلي.

أدوات من البيئة

وذكرت المنسقة في الاتحاد النسائي العام أن النساء اعتمدن في الماضي على الأدوات المستخلصة من الطبيعة والبيئة الصحراوية المحيطة بهن، ومنها الاعتماد على صوف الأغنام ووبر الجمال وشعر الماعز لتستخدم في الغزل والحياكة، أو لتصنيع تصاميم مميزة تعكس الهوية الاجتماعية المحلية.قرض البراقع

لفتت الحرفية عتيقة المنصوري إلى اكتسابها مهارة «قرض البراقع» من والدتها منذ كان عمرها ثمانية أعوام، وانضمت للعمل في الاتحاد النسائي لصناعة البراقع منذ 35 عاماً.

وأكدت أن قرض البراقع من الحرف النسائية التراثية التقليدية التي يجب الحفاظ عليها من الاندثار، خصوصاً مع تراجع معدلات استخدامها، إذ كانت النساء ترتدينه في السابق لستر زينتهن وملامح وجوههن عن الرجال، فيما خصص «البرقع النيلي» صغير الحجم لارتدائه يوم الزفاف.

خياطة الميَزع

من جانبها، أكدت الحرفية أم محمد، أنها تمتهن خياطة ثوب الميَزع منذ عشرة أعوام، وتبدع في حياكة ذلك الثوب التراثي الإماراتي الأصيل، مستخدمة أقمشة الشيفون والحرير المكونة من عدة ألوان.

وتابعت: «ألوان أقمشة ثوب الميزع تتكون من البنفسجي، الأخضر، الأصفر، الأحمر، والأزرق ومن ثم يزين بالتلي، فيما كانت النساء والفتيات يرتدينه في الأعراس والأعياد».

خلطات الدخون

أما الحرفية مريم محمد حسن، التي تختص في صناعة خلطات مختلفة من الدخون والبخور، سواءً باستخدام العود أو المسك أو العنبر، فأشارت إلى أن البخور يسهم في تعطير الأجواء المنزلية لفترات طويلة.

وذكرت أن كل الأسر الإماراتية لا تستغني عن استعمال البخور بصورة يومية، كما تستخدمه النساء في تعطير العباءات والملابس المنزلية بالمبخرة، ويعد دليلاً على حسن الضيافة عند تمريره على زوار المنزل.