الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

53 طالباً ينقبون عن الذاكرة البصرية لفن العمارة الإسلامية

نقّب 53 طالباً من كلية الفنون الجميلة والتصميم في جامعة الشارقة عن الذاكرة البصرية لفن العمارة الإسلامية في خمسة بيوت في قلب الشارقة، إضافة إلى واجهة المجاز باعتبارها نموذجاً حياً للعمارة الحديثة التي تستلهم تصاميمها من واقع التراث الإماراتي لتثري بدورها أفق الشارقة العمراني.

ويضم المشروع الفني أفق والحديقة الإسلامية اللذين دشنتهما الكلية مساء أمس الأول ضمن مهرجان الفنون الإسلامية، أعمالاً فنية تبرز جمال العمارة الإماراتية وتقدم المنظور الروحي الذي يؤطر للفن الإسلامي المتفرد بخصوصيته وجمالياته.

ويرصد الإبداع الطلابي العناصر التصميمية والقيم الجمالية في أساليب فنون البناء المحلية التراثية منها والحديثة.


وأكدت الأستاذة في قسم التصميم الفني والمعماري في الكلية نادية البدري أن المشروع الفني المبتكر ينسجم مع ثيمة مهرجان الفنون المتمثلة في «الأفق»، والذي يعني اصطلاحاً في فن العمارة الإسلامية شكل تصاميم العمارة، مشيرة إلى أن الطلبة المشاركين شرعوا في البحث والعمل لرصد مظاهر المقارنة والتغيير الذي طرأ على الفلسفة العمرانية في الشارقة.


قيم جمالية

أكدت رئيسة قسم الإرشاد الثقافي في قلب الشارقة فاطمة الشويهي، أن مشروع الأفق حصاد عمل دؤوب ومكثف شبه يومي بالتعاون مع كلية الفنون لمدة استمرت أكثر من ثلاثة أشهر.

وساقت الشويهي ثلة من أهداف المشروع أهمها مقارنة العناصر التصميمية والقيم الجمالية في أساليب فنون البناء المحلية التراثية منها والحديثة، مشيرة إلى أنه جرى اختيار واجهة المجاز التي تعبر عن التطور العمراني الذي شهدته الإمارة لا سيما أن بعض مبانيها مستلهم من التصاميم التراثية القديمة.

وأشارت إلى أن المقارنة جرت لبيوت جدرانها الطينية ممزوجة بأصداف البحر والمرجان، منوهة بسعي الطلاب من وراء هذا المشروع إلى تقديم رسالة ثقافية تعزز مكانة وقيمة التراث العمراني الإماراتي.

إبداع هندسي

يجسد تصميم مشروع الحديقة الإسلامية عمق تجربة الإبداع الهندسي الإسلامي عبر سبع مجسمات، حيث استلهم الطلبة عملهم التركيبي من الهندسة المعمارية للحدائق الإسلامية، حيث تتألف من نافورة، ومجسمات، يتغيّر حجمها ومنظورها اعتماداً على مدى قرب المشاهدين منها.

وتشمل العناصر الرئيسة المكونة للعمل التركيبي، كلاً من المياه المتدفقة، الظلال، وأوراق الشجر والنباتات المتنوعة، والتي تمثل العوالم المادية والروحية.

وتختصر الحديقة التاريخ العريق للازدهار المعماري، فالمادة البصرية مغرية للمصور الضوئي، حيث جاءت المجسمات متعددة الطرز وذات جذور واحدة تفضي إلى مشهد متنوع تتلون معه الرؤى الفنية التي تعبر عن وحدوية الطراز الإسلامي، ما يساعد الجمهور على الاستمتاع بحالة فنية توثيقية ملهمة تبرز جماليات العمارة.

واعتبرت الأستاذة المساعدة في الكلية الدكتورة كريمة الشوملي، الحديقة الإسلامية عملاً فنياً ثابتاً سيظل شاهداً على إبداع الطلبة، مشيرة إلى أن العمل زود بمجسمات تعبر عن الزخرفة الإسلامية، ويبدو الإبداع واضحاً في التلاعب بالإضاءة لمنح المتلقي الشعور بالعمق الفني.