الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

ذاكرة الكاريكاتير .. 100 ألف رسم تجسد تراث النقد الساخر في مصر

يعمل باحث مصري على مشروع طموح تحت عنوان ذاكرة الكاريكاتير، ويستهدف جمع وتوثيق رسوم الكاريكاتير التي صدرت في الصحف والدوريات والكتب العربية والأجنبية بمصر منذ 1878 إلى اليوم، لكن بعد أن أنجز مرحلته الأولى يواجه عقبات مالية ولوجستية تهدد المشروع بأكمله بالجمود.

ونجح الباحث عبد الله الصاوي في جمع 100 ألف رسم كاريكاتيري في المرحلة الأولى بدعم من الجمعية المصرية للكاريكاتير ودار الكتب والوثائق القومية وأسر بعض فناني الكاريكاتير والمؤسسات الصحافية والأديرة والكنائس وكليات الفنون، لكن يظل التمويل وقلة عدد العاملين أبرز ما يهدد مستقبل مشروع ذاكرة الكاريكاتير.

ويعود المشروع الذي بدأ في 2012 إلى الصاوي الذي قادته الصدفة إلى بحث وتقصي تاريخ الكاريكاتير في مصر وتسليط الضوء على رواده الذين كان منهم أجانب جاؤوا لمصر وعاشوا فيها وتجنسوا بجنسيتها ليؤرخوا برسوماتهم أبرز الأحداث السياسية والاجتماعية والاقتصادية في القرنين التاسع عشر والعشرين.

وقال الصاوي (35 عاماً) "أثناء إعدادي للحصول على درجة الماجستير في موضوع الكاريكاتير والحركة السياسية في مصر اطلعت على مواد غاية في الأهمية ونادرة عن بدايات الكاريكاتير في مصر لكنها كانت للأسف مهملة ومعرضة للتلف".

وأضاف "من هنا ولدت فكرة حفظ أرشيف الكاريكاتير وسيرة أصحابه رقمياً وانشغلت بالمشروع لدرجة أني لم أكمل إعداد رسالة الماجستير."

وتابع قائلاً "الكاريكاتير بالنسبة لي ليس رسماً أو نكتة لكنه وثيقة يعتد بها في التأريخ لحدث ما أو فترة زمنية محددة."

وتغطي المرحلة الأولى من المشروع التي استغرقت سبع سنوات الفترة من 1878 حين ظهرت مجلة "أبو نظارة زرقا" ليعقوب صنوع، مروراً بالحقبة الليبرالية المصرية، وصولاً إلى ثورة 1952، وشملت أعمال وسيرة مجموعة من رواد فن الكاريكاتير أمثال الإسباني خوان سنتيس والأرمني ألكسندر صاروخان ومحمد عبد المنعم رخا وزهدي العدوي وحسين بيكار وأحمد طوغان من مصر.

وقال الصاوي "رسوم الكاريكاتير والدوريات والمجلات الصادرة خلال تلك الفترة شكلت أولوية قصوى للمشروع خصوصاً أن الكثير من المؤسسات التي كانت تصدر عنها لم تعد موجودة اليوم والنسخ المتبقية منها نادرة وتوشك على الضياع."