استضاف بيت عبيد الشامسي في ساحة الفنون بالشارقة النسخة الثانية من معرض الكتاب الفني السنوي «نقطة لقاء»، ونظمتها مؤسسة الشارقة للفنون ضمن برنامجها لخريف 2019، بمشاركة 150 ناشراً مستقلاً ركزوا في على القصص المصورة ومجلات الكولاج، إلى جانب مشاركة مجموعة من الفنانين الذين قدموا مشاريعهم وإصداراتهم الفنية المتنوعة.
وتضمن المعرض، الذي تواصل لثلاثة أيام واختتمت فعالياته أمس الأول، خمسة أقسام هي «التحريري، المستقل، الإمارات العربية المتحدة، منشورات مؤسسة الشارقة للفنون، والمجلات».
وركز القسم التحريري على تقديم مواد مطبوعة من جميع أنحاء العالم، وشارك فيه معرض سنغافورة للكتاب الفني، توريموتو، شيمورينغا، معرض بازار للكتاب الفني، أرشيف يا هلا استديو، المعرض الإفريقي للكتاب الفني، تجمع فاسل للفنانين، أشكال ألوان.
تجارب شبابية
وقالت المنسقة في قسم المطبوعات بمؤسسة الشارقة للفنون وسن عيدابي إن النسخة الثانية من المعرض ركزت على القصص المصورة والكولاج والمجلات الصغيرة التي تعكس تجارب الشباب العرب من الرسامين والفنانين.
واعتبرت المعرض من أهم الفعاليات الفنية في العالم العربي، حيث استقطب مئات الفنانين الشباب بمجموعة واسعة من ورش العمل الفنية التي دارت حول الرسم الحر وأدب المانغا والعروض الموسيقية الحية.
تحديات النشر
وذكرت وسن عيدابي أن هناك مجموعة من التحديات التي تواجه قطاع صناعة الكتب التشكيلية، أبرزها: ارتفاع كلفة إنتاج الكتب والمنشورات، مؤكدة أن نقص الكوادر المتخصصة في الكتابة والنقد والتحليل بشكل معمق يعيق تطور حركة النشر في الفن التشكيلي.
مواكبة التطور
بدورها، أكدت المسؤولة عن منصة «طش فش»، المشاركة في المعرض، عبير شاهين أن سطوة مواقع التواصل الاجتماعي تحتم ابتكار وسائط ووسائل جديدة تواكب التطور التكنولوجي لتشجيع القراء والفنانين على اقتناء الإصدارات الفنية.
وأرجعت سبب ضعف الإقبال على هذا النوع من الكتب إلى عدة عوامل، أهمها ارتفاع كلفة صناعة الكتاب الفني وصعوبة الوصول إلى الفئة الجماهيرية المستهدفة والتي عادة ما تكون نخبوية.
واتفقت مع شاهين، الناشرة من دار «أشكال وألوان» نادية علي حول أهمية التوجه نحو منصات مواقع التواصل الاجتماعي لنشر الكتب الفنية وعدم الاكتفاء بالنشر الورقي فقط.
عزوف القراء
فيما ترى ليلى عبدالرازق من دار «معلوم» للنشر أن حركة نشر الكتب الفنية ترتبط بشكل رئيس بالكوادر البحثية المتخصصة والقادرة على الكتابة الفنية، كما أن هناك تحدٍ آخر يرتبط بالإقبال على القراءة والتي تشهد تدهوراً وعزوفاً كبيراً، في ظل سيطرة وسائل التواصل الاجتماعي على حياة البشر، ما انعكس سلباً على إقبال القراء على مختلف أنواع الكتب، خصوصاً الإصدارات الفنية.
منصة لتلاقح الأفكار
من جانبها، أشارت الناشرة اللبنانية ميسم الهندي من دار «كاف» إلى أن معرض الكتاب الفني السنوي «نقطة لقاء» منصة لتلاقح الأفكار وتبادلها وتطوير المشاريع الفنية، والذي من شأنه تعزيز التقارب الإبداعي والفني.
بينما ذكرت الناشرة الهندية داوني شاه أن هناك تحديات عدة تواجه انتشار الكتب الفنية، أبرزها: عدم الوعي بأهمية هذا النوع من الإصدارات القائم على الصور فقط، مضيفة «الكثيرون يقللون من قيمة هذه الكتب لأنها تعتمد على الصور، وهو ما قد يجعلها في نظر البعض إصدارات بلا قيمة معرفية، لذلك يأتي دورنا في التثقيف ونشر الوعي حيال أهمية هذا النوع من الكتب».