الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

إبداعات وأعمال هندسية تستكشف المدى في «الفنون الإسلامية»

تحفل النسخة الـ22 من مهرجان الفنون الإسلامية، الذي تنظمه دائرة الثقافة بالشارقة تحت شعار «مدى»، بطيف واسع من الأعمال الفنية والتكوينات الهندسية التي تتيح للمتلقي مساحة من التأمل والبحث عن جوهر الأشياء ومداها.

ويستمد العمل التركيبي «اسأل غوغل» الذي أبدعه الفنان سامح الطويل تكوينه من شعار المهرجان «المدى»، منطلقاً من نقطة البحث والتساؤل عبر تطبيق رقمي يعمل على طرح أسئلة، ويقوم بطباعة النتائج المصورة أتوماتيكياً باستخدام طابعات مثبتة في سقف المعرض إلى أن تمتلئ القاعة بالصور.

وقال الطويل إن العمل لا يتوقف عند طرح التساؤلات، بل يحاول إشراك المشاهد في صناعة المحتوى الفني، من خلال طرح تساؤلاتهم باستخدام الهواتف المتحركة، بحيث يتم إضافتها وطباعتها بشكل فوري.



أنماط هندسية متكررة

بينما تقدم الفنانة البيلاروسية آنا كوركوفا عملاً فنياً تستلهم تفاصيله الفنية والنحتية من تقاليد الفن الإسلامي، ويمتاز بالأنماط الهندسية المتكررة لسرد القصص من خلال الزخارف، مُجسداً التتابع السلس للأقراص الفضية والأرابيسك.

وذكرت أن عملها الفني يتفاعل مع المتلقي، بحيث كلما اقترب لرؤيته وجد أن الصورة الظلية تتكون من 19 دائرة أو قمراً فردياً مرتباً حسب الحجم، حيث يتوازن أكبرها في الوسط لتتبعه دوائر أصغر باتجاه طرفي التكوين، واستلهمت هذا العمل من المرحلة القمرية، حيث يحتفي بالاتساق والاتزان مع الضوء الذي يمتاز به هذا الجسم السماوي.



فن الأرابيسك

فيما يدور عمل الفنانة الألمانية آنجيلا جلاجكار «لا نهاية» حول استكشاف مناطق لا يمكن تحديدها بوضوح، ليُظهر عملها العلاقة القوية ببعض الآثار الرئيسة للتقاليد الفنية الإسلامية، مثل التكرار المعروف في فن الأرابيسك، وهو إحدى أهم القيم الفنية التي تتبناها الفنانة الألمانية.

وأوضحت أنها ترتبط باستخدام الورق فنياً في مجال التركيب لارتباطه بالخفة والحساسية، ولكي يُدرك المتلقي جميع الأفكار المبثوثة في العمل للإحاطة بجمالياته يتعين عليه التحرك في مختلف الزوايا وتغيير مرمى النظر إليه، وكأنها تُشير في العمل إلى نظرية كهف أفلاطون.



أقواس متراصة

ويشارك الفنان الإيطالي أنطونيو ساراجينو في المهرجان بعمل يستكشف الأقواس الشائع استخدامها في تصميم المساجد، بحيث تُعطي صفوف الأعمدة والأقواس المتراصة انطباعاً مرئياً للفضاء غير المحدود، بوصفه استعارة للتقدم العمراني في الحضارة الإسلامية.

وقال «عملي يشير إلى التطور الذي شهدته عملية بناء الأقواس في العهد الأموي، وأصبحت ثقافة الأقواس جزءاً من التصاميم الأكثر شيوعاً للمساجد، والتي تعد مساحة للتأمل والتفاؤل غير المحدود الذي يحث على التأمل والتقصي عن الجوهر».



بناء الهدم

واستلهم الفنان الألماني جان آلبرس عمله «بناء الهدم» من الحياة اليومية في المشغل الفني والتجربة في الوقت نفسه، حيث إن أي عمل برمته ما هو إلا موقع بناء دائم يقع ما بين البناء والتدمير والإصلاح.

وأشار إلى أن عمله انعكاس للعالم المحيط بنا، حيث تُشكل قوى الفوضى والنظم والإبداع والهدم الواقع الحياتي، مضيفاً أنه لا يوجد ترتيب دون اضطراب محتمل ولا نظام بدون خطأ، ولا تكوين بدون فشل محتمل، لذلك يبدو أن تلك المكونات هي التي تدفع الأشياء إلى الأمام.