جاء ذلك لدى لقاء سموه صباح اليوم أعضاء الهيئة العلمية لجائزة الشارقة الألكسو للدراسات اللغوية والمعجمية وضيوف الجائزة من مديري ومشرفي المجامع اللغوية في الوطن العربي، في مجلس سموه الأدبي بدارة الدكتور سلطان القاسمي بالشارقة.
ورحب صاحب السمو حاكم الشارقة في مستهل اللقاء بالضيوف، مقدماً لهم نبذة موجزة عن الدارة والمجلس الأدبي التابع لها، الذي أقيم من أجل مناقشة القضايا والمواضيع الثقافية والأدبية والتاريخية والعربية والإسلامية.
بعدها، ساق سموه الحديث نحو نشأة اللغة العربية وأصلها متتبعاً تسلسلاً تاريخياً مستنداً في ذلك إلى النصوص القرآنية، حيث اعتبر سموه القرآن الكريم أعظم كتاب يمكن لنا أن نحتج به في هذا البحث.
وأوضح صاحب السمو حاكم الشارقة أن ما توصل إليه هو اجتهاد شخصي يعود لبحثه التاريخي الذي يثبت أن جميع اللهجات تعود في أصلها إلى قوم عاد وثمود، الذين انتقلوا من حمير جنوب شبه الجزيرة العربية إلى المدينة المنورة، ومنها إلى شمال شبه الجزيرة العربية وبلاد الشام، وما تلك اللهجات النبطية والآرامية والسريالية والفينيقية إلا وليدة للهجة الحميرية العربية، وكذلك هي الحال بالنسبة للعبرية.
واستعرض سموه أمام الحضور جدولاً بأشكال حرف المسند بمختلف فروعه وأشكال حرف الجزم وحرف النبط، ليؤكد مدى التقارب الناشئ بينهم، مشيراً سموه إلى مرجعية كل خط وطريقة رسمه.
واختتم سموه حديثه داعياً الحضور إلى ضرورة العودة إلى تاريخ حمير لكونها أساس وجود اللهجات والبحث في آثارها حتى نتمكن من مقاربة الألفاظ والتوصل إلى حقيقة قطعية في تاريخ نشأة اللغة العربية وأصلها، وعلى أن يكون حديث اللقاء المقبل يتمحور حول أصل الكلام.