الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

آلاء إدريس: أدمجُ تراثنا بالفنون المعاصرة .. ومواهب الشباب تبحث عن متبنٍّ

آلاء إدريس: أدمجُ تراثنا بالفنون المعاصرة .. ومواهب الشباب تبحث عن متبنٍّ
تؤيد الفنانة المعاصرة والقيّمة الفنية الإماراتية الشابة، آلاء إدريس، فكرة سفر الفنانين الإماراتيين الشباب إلى الخارج لتعزيز خبراتهم ومهاراتهم الفنية عبر الاطلاع على تجارب فنية جديدة ومعاصرة من خلال المشاركة في برامج الابتعاث والإقامة الفنية بالخارج.

وأفادت آلاء إدريس في حوار مع «الرؤية» بأن الفنانين الشباب يتعرضون لمجموعة من التحديات التي تعوقهم عن تحقيق أحلامهم على أرض الواقع، أبرزها عدم وجود جهة ترعاهم مادياً أو توفر لهم فرصاً أكاديمية أو بحثية كافية، ما يبرز الحاجة إلى وجود جهة تتبنى مواهبهم.

وأوضحت إدريس التي تعد قيّمة فنية في مركز الفنون بجامعة نيوريورك أبوظبي أنها تستوحي بعض أعمالها الفنية من التاريخ والتراث الإماراتي وتعمل على دمجها مع الفنون المعاصرة.


وأشارت إلى حرصها على إجراء بحوث علمية ودراسة متكاملة لاختيار الأدوات الفنية المناسبة قبل تحويل أفكارها إلى أعمال فنية متكاملة. وتالياً نص الحوار:


• علامَ تشتمل أعمالك الفنية؟‍

تتنوع أعمالي الفنية بين الأعمال التركيبية والصور القديمة والحديثة المعروضة على صندوق الإضاءة «بولُرويد»، وشاركت في الدورة الأخيرة من معرض فن أبوظبي بعدد من الأعمال، من بينها عمل فني تركيبي يأتي على هيئة غرفة مظلمة تضم مرايا عاكسة ومسطحاً مائياً ومقطع فيديو لرجل بدائي، ليعكس العمل الفني رمزية الحضارة الإماراتية وجانباً من الطرق البدائية المستخدمة للمعيشة في الماضي.‍

•من أين تستوحين أعمالك الفنية؟‍

استوحي بعض أعمالي الفنية من التاريخ والتراث الإماراتي وأعمل على دمجها مع الفنون المعاصرة، وأحرص على إجراء بحوث علمية ودراسة متكاملة لاختيار الأدوات الفنية المناسبة قبل تحويل الفكرة إلى عمل فني متكامل.‍

•وما العناصر الفنية التي تفضلين استخدامها عادة في أعمالك الفنية؟

التصوير الفوتوغرافي والسينما وفنون الأداء، علماً أن لدي خبرة في عمليات رسم الخرائط التجريبية والتلاعب ببيئتها الاجتماعية والحضرية.‍

وبصفتي عالمة أنثروبولوجيا ورسامة خرائط ورحالة خيال علمي، أتعامل مع القضايا السائدة في مجال البحوث الفنية العربية، بما في ذلك تشكيل أدوار الجنسين بالمجتمع، العلاقة بين التقاليد والحضارة، ودور اللغة في تحديد الثقافة وتأطيرها ونقلها.‍

• حدثينا على أبرز إنجازاتك الفنية على مدى السنوات الماضية.

شاركت في العديد من المعارض المحلية والعالمية المهمة والبارزة إما عبر تنسيقها أو لعرض أعمالي الفنية، والتي ساعدتني على تطوير مهاراتي وخبراتي الفنية من بينها بينالي الشارقة 14، وشاركت أيضاً في معرض «من برشلونة إلى أبوظبي»: أعمال من متحف برشلونة للفن المعاصر، واستعرضت بعض أعمالي في منارة السعديات، أبوظبي (2018)، إضافة إلى عدد من المراكز الفنية، بما فيها مركز الفنون «دوكتاك»، دبي، مركز مرايا للفنون في الشارقة.‍

وقدّمت أعمالاً فنية في معارض عالمية بالخارج من بينها معرض «الماضي يخطو إلى الأمام: فن معاصر من الإمارات»، وهو معرض فني متنقل جال بواشنطن و6 ولايات أمريكية في الفترة (2014-2016)، كما شاركت في معرض فن الصورة المتحركة في لندن عام 2013.‍

وحصلت على منحة فنية في برنامج منحة الشيخة سلامة بنت حمدان للفنانين الناشئين لمدة عام، وحصلت على منحة الإقامة الفنية في مؤسسة جورجيو تشيني في البندقية مقدمة من مؤسسة الإمارات عام 2011.‍

•وما التحديات التي تواجه الفنانين الشباب اليوم؟‍

يواجه الفنانون التشكيليون عدداً من التحديات، أبرزها الحصول على الدعم المادي أو المواد والعناصر والموارد الفنية، وعدم وجود جهة تتبنى الفنانين وتدعمهم بالخبرات والبحوث وفرص العمل وتلبي متطلباتهم، فنحن كمجموعة كبيرة من الفنانين نمثل جانباً من الهوية الثقافية للدولة، لذا نتمنى أن تتولى إحدى الجهات الحكومية مسؤولية رعاية الفنانين المعاصرين وأعمالهم الفنية وتقدم لهم الدعم الأكاديمي والمجتمعي.‍

• وهل تؤيدين فكرة سفر الفنانين الشباب إلى الخارج لصقل مواهبهم الفنية؟‍

بالتأكيد، وأشجعهم على المشاركة في برامج الإقامة الفنية، سواء بالداخل أو الخارج بما يساعدهم على تطوير مهاراتهم وخبراتهم العملية، كما أرى أنه من المهم إتاحة الجهات الثقافية بالدولة برامج البعثات الخارجية للفنانين الإماراتيين لتعزيز قدراتهم الفنية.‍

•من وجهة نظرك، ما دور الفنان مجتمعياً وعالمياً؟ ‍

يستطيع الفنان أن ينفّذ أعمالاً فنية تحمل أبعاداً مختلفة عن المعنى الأصلي الذي يظهر في العناصر المرئية بالعمل بما فيه من صور ومقاطع الفيديو، علماً أن الفنون أثبتت فاعليتها عبر العصور على تخفيف التوترات السياسية والاجتماعية، وتعزيز التبادل الثقافي بين الشعوب، وهو ما أسعى إليه من خلال أعمالي الفنية، والتي تعتمد في بعض منها على السياق الكلاسيكي والهندسة المعمارية حتى إن لم تكن مرئية، كما أعتمد عنصر الوهم في بعض الأعمال، وهو عبارة عن أرشيف يساعد على جمع واستعادة الصور والأساطير القديمة والأحلام الحديثة على حد سواء.‍

• وأخيراً، لماذا اخترت الاسم الفني «آلاء إدريس»؟‍

إن للاسم أثر فني في الوسط الفني، كما أرى أنه من المهم أن يبني الفنان نفسه بجهوده الشخصية وليس بالاستعانة بأسماء ذويه وأقاربه وعائلته، علماً أن إدريس هو اسم جد جدي.