الجمعة - 04 أكتوبر 2024
الجمعة - 04 أكتوبر 2024

مثقفون: ضعف التخطيط والنقد واستعجال الشهرة يغيبان أصحاب الإصدار الأول

مثقفون: ضعف التخطيط والنقد واستعجال الشهرة يغيبان أصحاب الإصدار الأول
أرجع مثقفون إماراتيون اختفاء أصحاب إصدارات أولى، إلى غياب النقد الذي يرسم الطريق أمام المواهب الشابة، مشيرين إلى أنه رغم الـ"بروباجندا" الإعلامية التي نسجت حول بعضهم، إلا أن الاستعجال في إطلاق إصداراتهم، بحثاً عن شهرة أو مجد، وضعهم في طي النسيان نتيجة غياب القيمة والمضمون عن المنتج الثقافي.

وعتبوا على الكتاب الجدد إهمالهم عملية التخطيط لذا جاءت معظم كتاباتهم سطحية وركيكة لا تفتح ذهناً ولا تغذي عقلاً.

وقال مثقفون التقتهم "الرؤية" إن اختفاء أصحاب الإصدار الأول يؤكد أن تبنيهم الكتابة جاء من باب الموضة والتقليعة، وليس انطلاقاً من رغبة جادة في إثراء التجربة الإبداعية، مشيرين في الوقت نفسه إلى أن هناك فئة اختفت نتيجة الحماس الشديد الذي يرافقه عدم وضوح النهج لذلك يسقط مع أول اختبار بسيط.

ورغم أن "سوشيال ميديا" والانفتاح الرقمي منح هؤلاء الكتاب المجال للإدلاء بدلوهم إلا أن أغلبهم لم يستطع الاستمرار، نتيجة غياب الموهبة وعدم التخطيط.



غياب الأدوات

أرجعت الكاتبة الشيخة غاية القاسمي السبب الرئيس وراء اختفاء مؤلفي الإصدار الأول إلى تبنيهم نهج الكتابة من باب الموضة والتقليعة، وليس انطلاقاً من رغبة حقيقية جادة في إثراء التجربة الإبداعية.

وأشارت إلى أن المناخ الثقافي المُحفز دفع الشباب إلى إصدار كتب بغض النظر عن قيمتها، نتيجة حدوث ما يعرف بالعدوى الثقافية التي بادر الكل على ضوئها باللجوء إلى الكتابة، رغم أن الكثير منهم لا يمتلك أدواتها.

وعابت على بعض الكتاب الاستعجال في إطلاق إصدارهم الأول، بحثاً عن شهرة زائلة، بغض النظر عن المضمون، ومن دون إدراك أو تخطيط الأمر الذي ينتج عنه إصدارات ضعيفة وركيكة يلفظها الوسط الثقافي سريعاً، مشيرة إلى أن التخطيط الجيد وتحديد الهدف بدقة من التأليف، كان السبب الرئيس لحصد كتاب شباب النجاح منذ الإصدار الأول.



مغامرة مجهولة

رغم أن الساحة الثقافية تشهد برأي الكاتب والشاعر الإماراتي حمد اليحيائي، انتعاشاً في عدد الكتاب الجدد، إلا أن الكثير منهم يخوض مغامرة مجهولة يمتزج فيها الشعور بالحماس مع عدم وضوح النهج وغموض تجربة التعامل مع دور النشر، لذلك يرى أنه عند وقوعهم في مواجهة تحد بسيط يتوقفون عن المحاولة ويقررون الوقوف بعيداً.

وحمّل اليحيائي سبب اختفائهم إلى وسائل الإعلام التي ركزت عليهم بشكل مكثف لتضرب حولهم "بروباجندا" زائفة، الأمر الذي حملهم مسؤولية أكبر من طاقتهم الإبداعية، مشيراً إلى أن ما ضاعف المشكلة وساهم في اختفاء العديد من الكتاب الجدد هو ضعف حركة النقد والتي تدفع باتجاهين إما النقد الهدام أو المديح الكاذب.



انفتاح رقمي

قسمت الكاتبة الإماراتية سارة المرزوقي الكٌتاب الشباب إلى فئتين، الأولى تملك شغفاً حقيقياً حيال ما يكتبون ويرغبون في إيصال رسالتهم للعالم عبر طاقتهم الإبداعية أما الفئة الثانية فدخلت مجال الكتابة لأجل الشهرة والنجومية فقط وفي الأغلب هم عبارة عن فقاعات زائفة.

وأشارت إلى أنه ورغم أن مواقع التواصل والانفتاح الرقمي منح هؤلاء الكتاب متسعاً من المجال للإدلاء بدلوهم سواء أكان غثاً أم سميناً، إلا أن أغلبهم لم يستطع الاستمرار نتيجة الاستعجال وغياب الخبرات الحقيقية.



كوامن نفسية

يرى الشاعر مصبح الكعبي أن غريزة التأليف أو الكتابة مثل الكثير من الكوامن النفسية، فالقليل من الكتاب الشباب أجهد نفسه لمعرفة ماهيتها وجوهرها ومغزاها الحقيقي، ومنْ نجح منهم في إدراك ذلك المعنى هم من كتب لهم مواصلة العمل في الساحة.

وشبه إصدار الكتاب بإنجاب طفل، فالمؤلف يحجز بإصداره هذا مقعداً أطول في الحياة، مشيراً إلى أن الكتاب والابن يمدان في العمر، داعياً المؤسسات الثقافية إلى الاهتمام بقيمة المنتج الثقافي للكتاب الجدد حتى لا يكون الدعم الذي تقدمه دلالاً مفسداً بل دعماً منطقياً للمبدع الذي يحمل قلماً مميزاً.



هواية عابرة

دعت الكاتبة نورة الشاعر إلى مساندة ودعم الشباب الذين توجهوا نحو الكتابة، مشيرة إلى أن الإصدارات الشبابية تُشكل دعماً للمشهد الثقافي، الأمر الذي يحتم على الجميع الوقوف إلى جانبهم لتتحول إبداعاتهم من مجرد هواية عابرة إلى مهنة مُلهمة للمجتمع عبر إنضاجها بالنقد الصحيح.

وأكدت أن الكُتاب الحقيقيين سيكونون قادرين على العطاء والاستمرارية وهم الباقون، أما من دخلوا الساحة من باب الوجاهة أو الغيرة الثقافية التي تفتقر للموهبة فلا شك أن إصداراتهم إلى زوال.