الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

"مرآتك ذاتك".. تساؤلات تكشف مناطق القوة والضعف في الشخصية

من أنتم؟ من تكونوا في هذا الكون الشاسع؟ كيف يراكم الآخرون عند نظرهم إليكم؟ وما سر وجودكم؟ .. تساؤلات عدة يطرحها معرض واستوديو الفن والتصميم (فن ديزاينز ـ من أنتم) بالسيركال أفنيو في دبي من خلال معرضه الفني الجديد "مرآتك ذاتك".

ترتكز فكرة المعرض على البحث عن الأفكار التي تدور في ذهن الإنسان وما ورائها، لتعكس كل مرآة مشاعر ما يقف أمامها من الضيوف.

تتيح تلك التجربة لزوارها فرصة ليتعرفوا على شخصيتهم من الداخل والخارج، ويكتسبوا مزيداً من الثقة ويعقدوا مصالحة مع ذاتهم.


تجارب حية مرآتك ذاتك، يسرد تفاصيلها ضيوف المعرض في محاولة التعرف على ذاتهم، واكتشاف مراكز القوة والضعف بداخلهم.


وعن تجربتها، قالت اللبنانية مايا العلي (٢٥ عاماً) التي تعمل في عيادة لطب الأسنان، "المرآة الصديق الوحيد الذي لا يخجل الإنسان منه، والتخلي عن أساليب التصنع والتمثيل أمام الأخرين، ففي الحزن يظهر الإنسان انهياره وحسرته أمامها، وهي الرفيق المشجع في أجمل اللحظات التي نمر بها، لذلك عندما أتيحت الفرصة إمامي لم أتردد في خوض تلك التجربة".

وأضافت: منذ الوهلة الأولى، وبمجرد أن نظرت للسطوح العاكسة الموجودة بأستديو فن ديزاينز رأيت نفسي وذاتي، كما هي في حياتها الواقعية، حيث عشقها للمغامرة والسفر والتجوال بين ثقافات العالم المختلفة، وقدرتها على التواصل مع الأخر بغض النظر عن جنسيته وثقافته ولغته ومعتقداته وميوله

.

وأشارت إلى أنها "عندما أمعنت النظر في بعض تفاصيل ملامحها لاحظت عدم الوضوح في انعكاس صورتها، فتولد بداخلها شعور واحد وهو أن هناك بعض الأشخاص ممن يتعاملون معها، يرونها بهذه الصورة، والتي ترتبط غالباً بالغرباء الذين لا يعرفون الكثير عنها، ويحكمون عليها من الانطباعات الأولى دون معرفة عميقة بشخصيتها".

وتصف العلي تجربتها في معرض "مرآتك ذاتك" بالإيجابية لأنها أشبعت بداخلها رغبة حقيقية في رؤية نفسها كما يراها الأخر، واستنتجت منها قيمة حياتية مهمة هي أن جمال الأنسان ونقاوة قلبه لا تحتاج لمرآة حتى تعكسها، وإنما تظل المواقف والتجارب كفيلة لتظهر المعدن الحقيقي له ومدى صفاء القلب وقدرته على تقبل الآخر.

ووصفت المصرية سارة أحمد (34 عاماً) التي تعمل بمجال العلاقات العامة، تجربتها بالمحبطة والسلبية، قائلة: أصابني الإحباط، عندما رأيت شكل هذا الحائط الرمادي، خاصة عندما وجدت صورتي غير واضحة ومشوشة، وظهر جسدي غير متناسق، وأخذ هيئة شكلية تبتعد كل البعد عن الصورة التي تمنيت أن أرى بها نفسي، كما شعرت بأن وجهي باهت، غير واضح الملامح، وشابه علامات التعب والإرهاق وظهر عليه مظاهر التعب من المسؤولية وأعباء الحياة والعمل".

وأضافت أن "مرآة "فن ديزاين" ربما لم تكن واضحة أو بتلك الصفاء الذي اعتادت عليه في مرآتها اليومية العادية، إلا أنها عكست جانباً مهماً من ملامحها الجديدة التي فرضتها عليها ضغوطات الحياة اليومية ومتاعب الغربة، ولم تعطِ لها اهتماماً كافياً لمعالجتها والتخلص منها".