واستوحى الطلبة إبداعاتهم من أسلوب الفنان الياباني المعاصر يايوي كوساما، حيث يعكس كل عمل العاطفة أو الذاكرة العزيزة التي تساعد الفنانين على التواصل مع العالم من حولهم، بما في ذلك لوحة «أحضان مواهب» التي عبرت خلالها الألمانية ليلى مرجيان عن الحب الذي تمتلكه تجاه أصدقائها في استديو «مواهب».
بينما تكشف الأمريكية مريم إسماعيل عبر لوحة «رحلتي عبر سبع مراحل من الحزن» الحزن المرتبط بوفاة والدتها.
لوحات عائلية
أما الإماراتية أسماء باقر فتشارك في المعرض بـ3 لوحات ارتبطت كل منها بأحد أفراد عائلتها، الأولى حملت اسم «حبي لبابا»، وتسلط فيها الضوء على العلاقة العميقة التي تربطها بوالدها الذي اعتاد إحضار الهدايا لها، وأخرى تحكي عن ارتباطها بجدتها التي تحب الورود، والثالثة توثق ارتباطها بعمها الذي توفي وهي في مراحل صغيرة، وتذكر انشغاله بالسفر لظروف عمله.
10 أعوام من الرسم
وقالت والدة أسماء باقر: «فخورة بما وصلت إليه ابنتي، فهي تمارس الرسم منذ أكثر من 10 سنوات، ووجدتها وسيلتها للتعبير عن مشاعرها، خاصة أنها كانت شخصية انطوائية، لكنها سرعان ما انطلقت بعد الانضمام إلى استديو مواهب، كما أصبحت تحب كتابة الشعر والقصص، وتحلم بأن تكون كاتبة، وآمل أن تحقق حلمها قريباً».
معرض فردي
كما شارك ابنها باقر بلوحة «1000 صدر» ومنحوتة لكلب ملون نجح في بيعه أول أيام المعرض، وقال: «سعيد بوجودي هنا بعد 3 سنوات تعلمت فيها الفنون والرسم، وأسرتي وأصدقائي فخورون بي اليوم، وأتمنى أن أصبح فناناً مشهوراً يوماً ما، حيث بدأت العمل على سلسلة لوحات أقدمها بأول معرض فردي لي قريباً».
بالأبيض والأسود
فيما عبر الإماراتي عبدالله لطفي عن حبه لليابان كونها البلد المفضل لديه ويزورها كل عام لمتابعة أحدث الابتكارات التكنولوجية، إضافة إلى ميوله للرسوم الكرتونية بالأبيض والأسود، حيث سبق له تنظيم معرض فردي لمجموعة لوحات بيعت بالكامل، وشارك بلوحة كبيرة في إكسبو 2020.
ويعمل لطفي حالياً على إنهاء 100 لوحة صغيرة بالأبيض والأسود، لمعرضه الفردي المقبل.
اكتشاف المواهب
إلى ذلك، أشار المشرف على أعمال الطلبة الفنية في استديو «مواهب» ألين مونجي إلى أن الأعمال المعروضة بعضها فردية، وبعضها جماعية شارك في تنفيذها مجموعة من الطلبة.
وذكر أن دور الفنون الذي يحرص عليه «مواهب» يساهم في تعليم أصحاب الهمم مهارات جديدة، واكتشاف مواهبهم وقدراتهم الإبداعية ومنحهم الثقة في أنفسهم.
وتابع: «نقوم بمنح الطلبة الدعم الذي يحتاجون إليه لعرض أعمالهم للبيع، كي ينطلقوا نحو الاشتغال على أعمال فنية تؤهلهم لخوض تجربة المعارض الفردية لاحقاً، فيصبحوا أكثر شهرة ويعرفهم الناس كفنانين، وبذلك نتمكن من دمج أصحاب الهمم مجتمعياً».
مهارات التواصل
أما مدير إدارة الفنون التشكيلية في هيئة دبي للثقافة والفنون خليل عبدالواحد، الذي زار المعرض مع مجموعة من الفنانين الإماراتيين والمقيمين، فقال: «نستطيع من خلال الأعمال الموجودة في هذا المعرض ملامسة دور الفن في تنمية مهارات التواصل بين الفنان والمجتمع، وتأكيده على دور أصحاب الهمم مجتمعياً، وتنمية قدراتهم الذهنية والبدنية والفكرية، من خلال نوعيات الأعمال التي يبدعونها وتعبر عنهم».