السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

طيف «مرجان أحمد مرجان» يظهر بـ"السنونو" و"الحلزونة" في "القاهرة للكتاب".. ومؤلفون: كارثة ثقافية

دارت على صفحات "سوشيال ميديا" رحى مبارزات كلامية بين المترددين على معرض القاهرة للكتاب سواء كانوا قراء عاديين أو مثقفين، حيث انتشرت مقتطفات لبعض الكتب التي صاغها مؤلفوها بلغة عامية وصفها البعض بالركيكة.

وشبه البعض ما جاء في كتب في معرض الكتاب بحال المُثقف المدعي في فيلم مرجان أحمد مرجان للفنان عادل إمام بقصيدة "السنونو"، التي أتبعها بـ"الحلزونة"، وانتشرت "كوميكس" وفيديوهات ساخرة صُنعت خصيصاً للتندر من مستوى بعض الكتب، خصوصاً لتلك الفئة المسماة بـ"مشاهير سوشيال ميديا".



واعتبر كتاب استطلعت "الرؤية" آراءهم من داخل المعرض، الظاهرة بمثابة «الكارثة الثقافية»، لكنهم تمسكوا بضرورة تجنب مصادرة حق هؤلاء الشباب في النشر، مؤكدين أن الحكم للجمهور الذي يستطيع التفريق بين الغث والثمين، داعين إلى تفعيل دور لجان القراءة من جانب دور النشر لاختيار المحتوى الجيد.

ولفتوا إلى أن هؤلاء الشباب استفادوا من شهرتهم على "سوشيال ميديا" التي حققت لهم انتشاراً كبيراً، منوهين بأن الكتّاب الجدد استفادوا من تقنية الطباعة الديجيتال في إصدار نسخ محدودة قد لا تتجاوز الـ20 نسخة، الأمر الذي يجعلهم يتفاخرون بنفاد 4 أو 5 طبعات من الكتاب.



"نمبر وان"

يعتبر كتاب مدمن نجاح" لصانع المحتوى واليوتيوبر علي غزلان، أحد الكتب التي نالت قدراً كبيراً من السخرية، ورغم إعلان غزلان أن 5 طبعات من كتابه نفدت، إلا أن وتيرة التهكم على مستوى الكتاب في ارتفاع نتيجة احتوائه على فكرة واضحة.

ورغم الانتقاد، واعتبار نقاد الأمر بمثابة «كارثة ثقافية»، لم يلتزم غزلان الصمت حيال ذلك ورد على منتقديه بشكل غير مباشر عبر نشر تدوينات لمتابعيه ممن وصفوه بـ"نمبر وان" الكتابة، فيما اعتبر كتابه زلزالاً أصاب معرض الكتاب هذا العام، وتعهد بالتبرع بكل أرباحه لصالح مستشفى أبو الريش للأطفال.



وترى يُمنى المغربي التي تحتفي بإصدارها الأول هذا العام، أن سوق الكتب أصبح كـ"سوق الخضار"، وتفند "كتبت روايتي في 6 سنوات كاملة وفي النهاية انصعت لشروط الناشر، وأنفقت من حسابي الخاص لظهور الكتاب، وفي النهاية تنتصر كتب لا حبكة فيها ولا فكرة أو تشويق"، متسائلة: أين الرقابة من نشر تلك الكتب؟



تنمر ثقافي

واعتبر الروائي المصري محمد موافي ما يحدث من استهزاء وسخرية من هؤلاء الكتاب تنمراً ثقافياً واستعلاء مُقيتاً، خصوصاً أن هؤلاء الشباب ينشرون أعمالهم على نفقتهم الخاصة.

ولا يلقي موافي باللوم على الشباب الذين قدموا كتباً شبيهة بتدويناتهم الفيسبوكية، في المقابل يلوم على أسماء كبيرة ولامعة تعمد إلى السرقة الأدبية "بالنص" من كتب مثل جلال الدين الرومي أو قدامى المتصوفة باقتباس يصل حد السرقة لمجرد أنهم كتّاب كبار.

ويضيف "نجيب محفوظ في أوج شبابه كان لا يبيع نسخة كاملة من رواياته في الوقت الذي كانت هناك أسماء لا نذكرها أصلاً تبيع 6 و7 طبعات في وقت كانت مصر كلها تقرأ، وفي النهاية بقي نجيب وذهب هؤلاء".



الـديجيتال السبب

استنكر الكاتب محمد رفعت اختزال كل فعاليات المعرض في الحديث عن تلك الفئة من الكتّاب فقط، داعياً في الوقت نفسه إلى عدم مصادرة حق الآخرين في النشر، ولا سيما أن صناعة النشر حالياً باتت أسهل.

وأشار إلى أن افتخار بعض الشباب بأن 5 أو 6 طبعات من كتابه قد نفذت، يعود إلى لجوئه إلى الطباعة الديجيتال، حيث لا تتجاوز الطبعة الـ20 نسخة، على عكس الماضي الذي لم يكن يسمح بطباعة أقل من 500 إلى 800 نسخة، ولذا قد لا يبيع هؤلاء 100 نسخة مثلاً بعدد طبعات كبير، وفي النهاية فالمحصلة لا شيء، وبالطبع الحكم للجمهور.



فرز أدبي

يعتقد الكاتب سيد محمود أن المشكلة تكمن في النقص في عدد الأشخاص المنوط بهم تحليل المشهد الثقافي ونقده، داعياً إلى تفعيل دور لجان القراءة من جانب دور النشر لتجنب «كارثة ثقافية» واختيار المحتوى الجيد.

وأشار محمود إلى أن للنشر جانباً تجارياً، إذ تتعامل دور النشر مع بعض الكتب كسلعة، وفي النهاية هي تاجر، لذا وجب على الصفحات الثقافية المتخصصة "فرز" الكتب ونقدها لتُعيد ضبط السوق.

واعتبر الإنترنت السبب الأساسي لانتشار مثل تلك الكتابات وغيرها التي قد تكون ركيكة، إلا أنه في الوقت ذاته يُرجع له الفضل في ظهور مجموعة من كتاب المدونات الموهوبين والذين ظهروا إلكتروناً منذ 10 سنوات واستمروا حتى الآن بفضل موهبتهم.