السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

«الإيسيسكو» تغير مسماها .. وتطلق 11 مبادرة جديدة لدعم العربية والإبداع

أطلقت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة «إيسيسكو» 11 مبادرة جديدة، ضمن رؤية المنظمة الاستشرافية، من أجل دعم الإبداع في العالم الإسلامي وتعزيز تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، وتشجيع كتابة لُغات الشعوب الإسلامية بالحرف العربي المنمط، والارتقاء بالعمل الثقافي الإسلامي.

وكشفت المنظمة اليوم عن تلك المبادرات، ضمن اجتماعات الدورة الـ 40 للمجلس التنفيذي للمنظمة، التي تستضيفها أبوظبي على مدى يومين، بمشاركة 54 دولة من الأعضاء.

وتتضمن المبادرات تعزيز أدوار اللجان الوطنية للتربية والعلوم والثقافة، وتقديم مزيد من الدعم لأمنائها وموظفيها، والاستعانة بها في التحديد الدقيق لاحتياجات الدول الأعضاء وفي تخطيط البرامج الأكثر استجابة لأولوياتها.

وشملت المبادرات مشروع تغيير الاسم من المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة إلى منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة، لرفع الالتباس الشائع بشأن طبيعة مهامها غير الدعوية وفتح آفاق أوسع لحضورها على الصعيد الدولي.


تعديل ميثاق الإيسيسكو

ومن بين المبادرات، مشروع تعديل ميثاق الإيسيسكو وأنظمتها وهيكلتها التنظيمية، في إطار التناغم مع رُؤية الإيسيسكو الجديدة، مع إحداث إدارة قانونية تتولى ضبط إجراءات عمل المنظمة في إطار مقاربة حقوقية مؤسسية.

وتضمنت المبادرات مشروع إنشاء وقف الإيسيسكو الذي سيساهم في تنويع مصادر التمويل، ويضمن ديمومة عمل المنظمة، ومشروع المجلس الاستشاري الدولي الذي يؤمل منه أن يحقق للمنظمة انفتاحاً أوسع على المحيط الدولي وقُدرة أكبر على الوصول إلى أصحاب القرار.

وشملت المبادرات الجديدة، إنشاء مركز الاستشراف الاستراتيجي لينبض بأدوار استباق المتغيرات الممكنة والتوليد الإبداعي للأفكار وإعداد الدراسات المواكبة لحاضر العالم الإسلامي ومستقبله.

وضمت أيضاً إنشاء مركز الإيسيسكو للغة العربية للناطقين بغيرها من أجل توطين الخبرات التربوية في مجال تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، وتشجيع كتابة لُغات الشعوب الإسلامية بالحرف العربي المنمط.

توثيق المواقع التراثية

ومن بين المبادرات، إنشاء مركز الإيسيسكو للتراث الإسلامي الذي سينهض بمسؤولية التوثيق الشامل للمواقع التراثية في العالم الإسلامي، وبناء القُدرات ذات الصلة، ويواصل ما تحقق من تسجيل 132 على قائمة التراث للعالم الإسلامي.

وتشتمل المبادرات على تنظيم ملتقى الإيسيسكو الثقافي الشهري، ليشكل منصة معرفية للارتقاء بالعمل الثقافي في العالم الاسلامي وخارجه، فضلاً عن رقمنة الوثائق والإجراءات في جميع مؤتمرات الإيسيسكو، تطويراً لمنهجية العمل وانتقالاً بالإيسيسكو إلى منظمة صديقة للبيئة.

وتستهدف المبادرات تحقيق انفتاح أوسع وأعمق على الشركاء الدوليين الكبار في مجالات عمل المنظمة، وذلك عبر إعادة فتح مكتب الإيسيسكو لدى منظمة اليونسكو، وتكليفه بتعزيز علاقات الشراكة مع منظمتي الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي.



منارة حضارية

إلى ذلك، بدأت الجلسة الافتتاحية ضمن اجتماعات الدورة الـ 40 للمجلس التنفيذي للمنظمة، بكلمة وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة رئيسة اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم نورة بنت محمد الكعبي، التي أكدت فيها التزام الإمارات بدعم الرؤية والاستراتيجية الجديدة للإيسيسكو، لترسخ مكانة المنظمة منارة حضارية، ومنصة فعالة للعمل الإسلامي المشترك في المجالات الثقافية والعلمية والتربوية.

تنمية مستدامة

وأشارت الكعبي إلى أن الإمارات تؤمن بأن السلام والتسامح مفتاح التنمية المستدامة، وباحترام الاختلاف وتقبل الآخر تعيش المجتمعات في خير وأمان، وبالتعاون والتكاتف تستطيع الشعوب استئناف الحضارة وإعادة أمجاد الثقافة، مبينة أن صون التراث الإسلامي العريق يمثل ركناً أساسياً في رؤية الحفاظ على الحضارة العربية والإسلامية.

رؤية موحدة

وذكرت أن المنظمة تمثل الصوت الجماعي المعبر عن 54 دولة، فيما تجمع الشعوب مشتركات دينية وحضارية وإنسانية، وتقع على عاتق المسؤولين مسؤوليات جسيمة، تتلخص في وضع رؤية موحدة ومنهجية واضحة، تعزز حضور الهوية الإسلامية المؤثرة على الساحة الدولية عبر بناء القدرات، وتبني أفضل الممارسات، وتسخير التقنيات التكنولوجية في خدمة مجالات التربية والثقافة والعلوم والاتصال.

توظيف تكنولوجيا المستقبل

دعت وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة إلى توظيف الإبداع الثقافي وتكنولوجيا المستقبل لتحقيق التغيير الإيجابي، وتمكين المؤسسات الثقافية من المشاركة في معالجة التحديات العالمية.

وتابعت أن الاستثمار في الأجيال المقبلة ورفدهم بأدوات المستقبل يمثل شرطاً أساسياً للوصول إلى تنمية ثقافية فاعلة ومستدامة، لذا حرصت الإمارات على توفير منصات تعليمية مجانية للأفراد المهتمين بتطوير مهاراتهم الرقمية.

وأضافت الكعبي: «نحتاج إلى مئات المبادرات مثل تحدي القراءة العربي، وتحدي الترجمة، وغيرهما من المبادرات التي تنمي مهارات التعليم الذاتي، والتفكير التحليلي، وتوسع مدارك الطلاب».



تحديات وإصلاحات

إلى ذلك، أكد المدير العام للإيسيسكو الدكتور سالم بن محمـد المالك أن المنظمة ستتبنى مزيداً من الانفتاح والتعاون مع الدول الأعضاء، باعتبار الـ «إيسيسكو» بيت خبرة لدول العالم الإسلامي، وبما يجعل منها منارة إشعاع حضارية تعزز العمل الإسلامي المشترك.

وأضاف أن الإيسيسكو حققت منذ نشأتها بدعم من الدول الأعضاء مكاسب بارزة أكدت أهمية الأدوار التي أوكلت إليها لتنسيق العمل الإسلامي المشترك في مجالات اختصاصها، مشدداً على أن الطريق لا يزال طويلاً، بالنظر إلى حجم التحديات التي تواجه دول العالم الإسلامي، وهو ما يتطلب اتخاذ مبادرات بناءة وإصلاحات جديدة ترتقي إلى مستوى الآمال فتحقق الأهداف وتستجيب للتطلعات.

منظمة تشخص النقائص

وقال المالك: «في إطار هذه الرؤية الجديدة، نريد أن تكون الإيسيسكو منظمة حديثة مرتبطة بالأصل ومنفتحة على العصر، مشعة إقليمياً ومؤثرة دولياً، منظمة تشخص النقائص وتلبي الاحتياجات، وتعايش واقع الدول الأعضاء وشعوبها والمجتمعات المسلمة في الدول غير الأعضاء».

وتابع: «لقد توخينا منهج استقطاب جديداً جذاباً للكفاءات وصانعاً للقيادات، وأخذنا على عاتقنا تعزيز الثوابت والأركان التي عليها قام عالمنا الإسلامي، فكراً وثقافةً وحضارةً، متجنبين الخوض فيما لا يدخل في اختصاصاتنا من قضايا دعوية أو سياسية».



مشاريع استراتيجية

وفي سياق متصل، عرضت المنظمة خلال اجتماعات الدورة الـ 40 للمجلس التنفيذي، مجموعة من المشاريع الاستراتيجية وخطط العمل المستقبلية، ومنها الرؤية الاستراتيجية الجديدة للمنظمة، وخطط هيكلة المنظمة، وخطة عمل المنظمة لعامي 2020 و2021، إلى جانب الخطة الاستراتيجية الجديدة متوسطة المدى للإيسيسكو للأعوام 2020 إلى 2030.

وسلط الاجتماع الضوء على أبرز إنجازات «الإيسيسكو» في الأعوام الماضية، وذلك بحضور رئيس المجلس التنفيذي للإيسيسكو، الدكتور أبوبكر دوكوري، رئيس المؤتمر العام للإيسيسكو الدكتور علي زيدان أبو زهري، والسيدة الأولى في جمهورية النيجر للا مليكة إيسوفو.

جوائز الإيسيسكو

وشهدت اجتماعات اليوم الأول أيضاً، توزيع جوائز الإيسيسكو، ومنها جائزة محو الأمية التي فاز بها مركز عرفة في جمهورية تشاد، جائزة الإيسيسكو للمواد الرقمية المفتوحة لعام 2018 وفازت بها وزارة التعليم البحرينية، ووزارة التربية الوطنية في السنغال، بينما فازت منصة «ينبع الرقمية» لمراكز مصادر التعليم بالجائزة لعام 2019.