صفية الشحي مذيعة متمكنة وإعلامية صاحبة إطلالة مميزة وكاريزما قوية، لكنها ترفض تصنيف نفسها في إطار تقديم البرامج الثقافية، معتبرة هذا التصنيف ظلماً شديداً لمسيرتها وظاهرة تسيء للإعلاميين.
وتطل الشحي، التي تعتز كثيراً بتجربتها الإذاعية كذلك وتعتبر هواء الأثير مناسب للباحثين عن «الحقيقة»، على جمهورها العريض اليوم في حلة جديدة ومبتكرة عبر برنامج «روح المكان» الذي يعرض على قناة سما دبي اعتباراً من اليوم، الذي يسلط الضوء على الجوانب المضيئة والمميزة في حياة القيادات النسائية الإماراتية، ويركز على حياتهن المهنية والأسرية والعامة.
جرعة معرفية
نجحت الإعلامية الإماراتية صفية الشحي في التنويع بين البرامج التي تقدمها، مخاطبة مختلف فئات وشرائح المجتمع، فمن برنامج «روح الاتحاد» إلى «أبوظبي تقرأ» وصولاً إلى «المواسم الخمسة»، تؤمن بأن الثقافة نبع العطاء الذي تستمد منه نجاحها وتقدمها، مفتخرة بكونها من أبرز مقدمات البرامج الثقافية التي تطل على الأسرة العربية بجرعة معرفية مكثفة في المحتوى ومبسطة في الأسلوب.
إطلالة البدايات
وكانت بدايات الشحي عام 2003 مع شبكة الإذاعة العربية، حيث عملت معدة ومذيعة لعام كامل، ثم انتقلت إلى قناة سما دبي التابعة لتلفزيون دبي، ومنها إلى شبكة أبوظبي للإعلام، لتعاود إدراجها إلى تلفزيون دبي وتطل مجدداً عبر برنامج «روح المكان» الذي يبث اسبوعياً اعتباراً من اليوم بحلة جديدة.
17 عاماً من التجارب
وعن مسيرتها الإعلامية التي تمتد لأكثر من 17 عاماً، قالت لـ «الرؤية»: «كل تجاربي أثمنها بالمعطاءة، إذاعة وتلفزيوناً وأدباً، ولكن أحببت شاشة التلفزيون التي قربتني جداً من قلوب الجمهور، عبر برامجي العديدة التي أعددتها وقدمتها، حيث منحتني فرصة مقابلة نخبة من مثقفي الوطن العربي».
أثير الإذاعة
وأضافت صفية الشحي أن الإذاعة تعد محطة بارزة في تأسيسها كإعلامية، حيث تؤمن بأن المذيع الحقيقي هو من ينطلق من الإذاعة أولاً، لأن إعلاميي الإذاعة يشتغلون على المضمون بالدرجة الأولى وخامة الصوت ويخاطبون ذهن وخيال وتركيز المستمع.
تصنيف مرفوض
وترفض الإعلامية الإماراتية تصنيف البعض للبرامج الإذاعية على أنها متعة لكبار السن، ولكنها تصفها بإعلام الخبرة والتركيز والنضوج والأشخاص الذين يبحثون عن العمق والحقيقة.
تسجيلات البودكاست
وأكدت الشحي أنها ستكون سعيدة عند عودتها إلى العمل الإذاعي من جديد، مبينة أنها لم تنقطع عن الأثير بل تمارسه بشكل حديث وعصري يتناسب وطبيعة الحياة التي يعيشها المتلقي الآن، من خلال تسجيلات البودكاست الصوتية، تلك التقنية التي فتحت آفاقاً واسعة للإذاعة ما بعد عصر الراديو، وامتدت خارطتها لتشمل الموسيقى والمقالات والآراء والكتب.
من الصوتي إلى المرئي
وحول انتقالها من عالم الصوتيات إلى المرئيات، قالت الشحي إن كل تجربة إعلامية أضافت لخبراتها مهارات جديدة، وأن برامجها منحتها فرصاً مثالية لمقابلة أعمدة ونخب الفكر والأدب والمعرفة في الوطن العربي، ومنهم الروائي الجزائري واسيني الأعرج الذي تعده من الشخصيات التي تعلمت منها الكثير، لقدراته العالية على نقل جمهوره إلى مستوى مختلف من المعرفة.
إعلامية ثقافية
وأكدت أن تصنيفها كإعلامية ثقافية ظلمها كثيراً، وسلبها العديد من الفرص، فالبعض يعتقد أنها لا تمتلك المهارات التي تؤهلها لتقديم البرامج الاجتماعية والمنوعة، لكنها تمردت على هذا التصنيف وأثبتت قدراتها على التحاور في كل المجالات الحياتية، لافتة إلى أن تصنيف الإعلامي يعتبر ظاهرة تسيء له، لأنه يحبسه في قفص قلة المهارة التي تمنعه من تقديم المزيد.
مهارات متنوعة
وذكرت الشحي أنها تمتلك كل المهارات التي تؤهلها لتقديم البرامج بشتى أنواعها كبرامج المرأة وقضاياها في المجتمع الإماراتي، كما أنها تستطيع أن تتعامل مع كل شرائح الجمهور بمختلف ثقافاته، لذلك تحرص قبل حلقات برنامجها التلفزيوني على الإعداد الجيد له ودراسة الشخصية محور اللقاء، والإلمام بطبيعة الجمهور المشاهد الذي توجه له محتواها.
صورة نمطية
وأرجعت الشحي السبب وراء قلة المذيعات اللواتي يقدمن برامج، إلى الصورة النمطية المأخوذة عنها، فالبعض يرى هذه البرامج جامدة وليس لها جمهور عريض، وهذا بالتأكيد فكر خاطئ، إلى جانب عدم اهتمام بعض المذيعات بالجانب الثقافي والقراءة التي تعد أسلوب حياة، فتجدها تظهر على التلفزيون من دون هدف ورسالة، وهنا يكشفها الجمهور سريعاً، فيجب أن يكون الإعلامي ليس على قدر ثقافة الضيف ولكنْ ملم بالشأن الثقافي العام.
تجارب إيجابية
وتطمح الشحي إلى أن تتاح لها الفرصة لتقديم برنامج حواري يسلط الضوء على تجارب الأشخاص، وكيفية انتقالهم من الفشل إلى النجاح، ومن الألم إلى الأمل، وتستعرض تلك التجارب الإيجابية التي لم يهزمها اليأس.
ولفتت صفية الشحي إلى أن أولى حلقات برنامجها الجديد «روح المكان» سيعرض اليوم على شاشة قناة سما دبي، حيث سيسلط العمل الضوء على قصص مجموعة من النساء الإماراتيات اللواتي حققن نجاحات في مجالات حياتية مختلفة، وتشاركها تقديم البرنامج الإعلامية الشيخة جواهر آل خليفة.