السبت - 08 فبراير 2025
السبت - 08 فبراير 2025

«غربة يهودية».. رواية تثير الجدل على «سوشيال ميديا»

يعيش الوسط الأدبي السعودي مؤخراً ما يشبه حالة الانقسام، نتيجة رواية "غربة يهودية"، التي أثارت جدلاً كبيراً عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ما بين محتفٍ بالروائية الوليدة ومهاجم لها.

و"غربة يهودية" رواية صدرت حديثاً بالاشتراك مع نادي جيزان الأدبي والدار العربية للعلوم ناشرون، وهي أولى روايات الكاتبة السعودية رجاء بندر، وتقع داخل 183 صفحة من الحجم المتوسط.

وتصدرت الرواية مؤخراً قائمة الأعلى تداولاً عبر وسائل التواصل الاجتماعي بالمملكة.



ولاقت الرواية اتهامات بالجملة، بدءاً من تقديم محتوى غير لائق، مروراً بأنها تهدف إلى إيصال رسائل مسمومة، وصولاً إلى أنها رواية تدعو لتطبيع العلاقات مع إسرائيل.

لكن ليست كل التعليقات اتهامات ونقد، حيث أشاد الكاتب السعودي على الأمير بالرواية في حلقات نقدية بحسابه على فيسبوك، وقال إن الروائية ذكية في بناء شخصياتها، ولديها مهارة عالية في إدارة حبكتها، كما أنها تكتب بوعي تام لأسس الكتابة الأدبية.

وتدور الرواية المثيرة للجدل حول حكاية أب عربي مثقف يمتلك المال والجاه، يرتبط بفتاة يهودية جميلة تنتمي إلى عائلة فقيرة تعيش في اليمن، ما لبث أن فارقها بعد 3 سنوات زواج، تاركاً طفلته تعيش طقوس اليهودية في بيت الجدة والأم إلى أن أصبحت شابة.

وبعدما فارقت الأم الحياة يأتي الأب ويطلب من ابنته الرجوع إلى موطنه للعيش معه ومع زوجاته وأمه وأبنائه، لتعيش شبكة معقدة من العلاقات الاجتماعية والعائلية فيتقبلها البعض ويرفضها البعض الآخر.

وأثار كون بطلة القصة يهودية لأب عربي ردود فعل عنيفة تجاه بندر وروايتها، وهو ما قالت إنه كان متوقعاً من جانبها.



وأوضحت رجاء بندر لـ"الرؤية": "كنت متوقعة ردة الفعل هذه حتى قبل نشر الرواية، فلا بأس بقليل من ردات الفعل العنيفة مقابل تغيير فكرة معينة".

وأكدت أنها فقط أرادت تغيير الصورة النمطية للرواية السعودية المحصورة في الحب والهيام والقصص المكررة، وتسليط الضوء على الأبناء من زيجات مختلفة ثقافيا ليس بقناعة، بل بمشاعر غير ناضجة يكون ضحيتها اختلال في هوية الأبناء".

وترى بندر، أنه لا بد من تسليط الضوء على الإبداع الحقيقي والشيء المميز الذي يفتح الأفق أمام الشباب السعودي المتعطش للتغيير وتفريغ طاقته الإبداعية، كما رأى العالم بعدما أخذت قيادتنا الكريمة بيد الشباب المبدع، الذي أذهل العالم بالتميز والإبداع في المجالات المختلفة.



وتضيف "لدي شغف بالبحث عن اليهودية، خاصة اليهود العرب، الذين كانوا يعيشون يوماً ما بقرانا ومدننا جنباً إلى جنب معنا، ثم اختفوا وظهروا في صفوف تُصنف بصفوف العدو، لذا أردت إطلاق العنان للقارئ للبحث ومعرفة الفرق بين اليهودية والإسرائيلية".

وعن اتهامها بالتطبيع، تقول بندر، "كتبت عملاً أدبياً، ليس فيه أكثر مما يقول نصه، وما تسرده شخوص الرواية"، وتستطرد "من يقول إن الرواية تنطوي على فكر منحرف وقلة حياء أو تمرير رسائل بالتطبيع، عليه أن يقدم ذلك عبر قراءة نقدية، لا أن يُطلق تصنيفات وعبارات جاهزة من دون وعي وتمحيص، وفي النهاية هي تمثل وجهة نظري وليست تعميماً للجميع".