السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

عائشة حاضر.. تشكيلية شابة تتواصل مع أجدادها الغواصين في أعماق البحار

تغوص الفنانة التشكيلية الإماراتية الشابة عائشة حاضر، البحار لاستكمال أعمالها الفنية بنجاح، إذ تسعى إلى الحفاظ على التراث الإماراتي بطريقة تعبيرية مبتكرة وجذابة في الآن ذاته.

وتحمل عائشة حاضر، الأزياء الإماراتية التراثية معها إلى البحار، وتتركها لأعوام لترصد التغيرات الفيزيائية التي تطرأ على الكنادير المحلية والفساتين مع مرور الزمن عبر التقاط صور فنية لها ومقاطع فيديو.

وأفادت الفنانة عائشة حاضر «الرؤية» بأنها بدأت مشروع الغوص في مياه الخليج منذ 3 أعوام، لتستكمل أعمالها الفنية التي تستهدف رصد التغيرات التي تحدثها عوامل الزمن، فضلاً عن رغبتها في البقاء على تواصل مع أجدادها الغواصين.

ولفتت إلى أنها ورثت مهارة الغوص في البحار من ذويها وعائلتها البحارة، فيما تنفذ مشروعها حالياً في إحدى الجزر التابعة لإمارة أبوظبي بالقرب من «دوبة» غارقة في المياه، وهي بمثابة سفينة كانت تستخدم في الماضي لنقل مواد مختلفة ثقيلة عبر البحار.

وقالت «أسعى من خلال مشروع الغوص في البحار إلى توثيق كيفية انتشار الحياة البحرية، لأستقر أخيراً في زوايا الأشياء وخباياها المظلمة، فضلاً عن المساهمة في الكشف عن تأثير الظواهر المناخية على الحياة البحرية خاصة ظاهرة ابيضاض الشعب التي ظهرت في الآونة الأخيرة».

وتابعت «عندما أنتشل الأزياء من البحار تبدو كأنها مزخرفة، وسرعان ما تموت الكائنات البحرية بما فيها الطحالب، التي كانت متواجدة بداخلها ولا يظل منها سوى أشكال مبهرجة تعبر عن الحياة تحت الماء، والتي يمكن لمن يري آثارها الباقية أن يقدر ما فقد منها».

من جهة أخرى، تنتقي عائشة حاضر قطع الأثاث، بعض منها عتيق الطراز والبعض الآخر يحمل ذكريات شخصية، لتدمجها مع أعمالها التركيبية وتقدم للزوار لمحة عن جمالية البيئة المحلية.

ومن بين مشاريعها الأخرى، لفتت عائشة حاضر إلى ابتكارها حقائب يد مصنوعة من إطارات صور مطلية بالذهب ومزينة بالأزهار ومثبتة على صندوق عاكس وبراق يشبه واجهات عرض المتاجر، وأخرى مصنوعة من «القرقور» (شبكة صيد السمك) ومنسوجة من الأسلاك على شكل مكعب ذهبي.

وتطرقت الفنانة الشابة إلى دمجها مجموعة من العناصر والأفكار التي تراها حولها والتي تتنوع بين الريفية والأنيقة والفاخرة، لتمنح الجمهور شعوراً بأنهم يحدقون في لوحة واقعية.

وتعد الفنانة الشابة من مواليد عام 1994، وتخصصت في الفن التشكيلي بجامعة زايد وتخرجت منها عام 2017، وتعمل حالياً كمنظمة برامج في المعرض الفني 421 في أبوظبي، فيما تسعى إلى رسم صورة فريدة لمجتمعها عبر جمع الأشياء ودمجها سوياً.

وأردفت «اكتشفت موهبتي الفنية وأنا في الـ15 من عمري، وكانت بداياتي الفنية مع تصميم الأزياء وبيعها عبر المعارض المتخصصة، ومن ثم قررت أن أدرس الفن لأستكشف مزيداً من طاقاتي الفنية».

ودَعت عائشة حاضر الفنانين الشباب، إلى دراسة مشاريعهم الفنية جيداً وأن يعدوا بحوثاً متقنة قبل البدء فيها، فضلاً عن اختيار الوقت المناسب للمشاركة في المعارض الفنية، من أجل الوصول إلى الفئة المستهدفة من المجتمع ومن الانتقال من مرحلة إلى مرحلة فنية تدريجياً.

وتحاكي الفنانة في أسلوبها الفني شكلاً من أشكال الانتشار والاختفاء، حيث تتكاثر أعمالها بشكل كبير مثل الطحالب، كما تكرر نفسها إلى حد الاختفاء عندما تحث العديد من الممثلين على تجسيد شخصيات في عروض مسرحية تسرد تجارب رمزية.