السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

9 شباب يدمجون التشكيل بالشعر بحثاً عن الهوية في «انتماء»

يدمج 9 شباب من مواطني ومقيمي الإمارات، الأعمال الفنية التراكيبية والتشكيلية بكلمات من الشعر، بحثاً عن إجابة على سؤال الهوية وإشكالياتها، وذلك في معرض «انتماء» الفني الذي انطلق، مساء أمس، في جامعة نيويورك أبوظبي.

ويتيح المعرض، الذي تستضيفه منصة «أ.ع.م اللامحدودة» على مدى 43 يوماً، الفرصة أمام الزوار للاطلاع على أعمال فنية إبداعية، صُمِّمت بأيدي شباب، وبمشاركة عدد من الشعراء، يبحثون جميعهم عن أجوبة متعددة للمفارقات التاريخية التي توالت وتطورت عبر الزمن حول الهوية الشخصية والجمعية.

وشهد افتتاح المعرض كلٌّ من: مؤسس المنصة الشبابية الشيخ زايد بن سلطان بن خليفة آل نهيان، ووزيرة الثقافة وتنمية المعرفة نورة بنت محمد الكعبي، ووزيرة شؤون الشباب شما المزروعي، ووزير الدولة زكي نسيبة، ورئيس دائرة الثقافة والسياحة بأبوظبي محمد خليفة المبارك.

وشارك في تنظيم المعرض، الفنانون الشباب: مجد علوش، وسعيد المدني، وسارة المهيري، وسفيان سي مرابط، ودانة عوراتي، إضافة إلى الشعراء: أحمد المناعي، وشما البستكي، وحسن النجار، وعلي المازمي.



هدوء مؤقت

وقدم الفنانون مجموعة من الأعمال الإبداعية المتميزة، جاءت تحت مسميات فريدة من نوعها، منها «والداي لم يذهبا لصالة التزلج»، وأبيات شعر بعنوان «غرغرة»، إلى جانب عمل تركيبي حمل عنوان «هدوء مؤقت» وأبيات شعرية جاءت تحت عنوان «في سيرة الكمأ»، وغيرها.



رسم بالشمع والرمل

ومن بين الأعمال التركيبية المشاركة في المعرض، عمل بعنوان «شاهد وأخبر» صُمِّم من الشمع والرمل والتراب، مع بقايا الحياة اليومية للفنانة سارة المهيري، ضمن سعيها لاستكشاف وتكوين هوية الفرد في شكل مادي، حيث يضم العمل ألواحاً خشبية تكون هياكل شبيهة بالحاويات.



إبداعات جديدة

وقال المشرف على المعرض، الباحث الفني الإماراتي ناصر عبدالله: إن المعرض يضم سلسلة أعمال وإبداعات فنية جديدة، و4 أعمال تكليف حديثة، تحمل توقيع فنانين ناشئين من الإمارات، مضيفاً أن الأعمال تستهدف استكشاف الهوية في عصر العولمة، وملامح «الهوية العالمية» التي يُبلورها المجتمع كل يوم في ظل تقدّم التكنولوجيا.

وذكر أن الأعمال المشاركة في المعرض تشكل حواراً، يهدف إلى تبني تعريفات متباينة، والتعامل مع أشخاص يتميزون بالتسامح والانفتاح، وتدعو إلى تبني نظرة فريدة للحياة من خلال تجارب متنوعة.



محاكاة المكان

إلى ذلك، أوضح الفنان الشاب سعيد المدني أن استخدامه عبارة «محاكاة المكان» في عمله الفني الذي يأتي على هيئة عروض مطبوعة ثلاثية الأبعاد متناقضة في طبيعتها لثمرة الكمأة الصحراوية، حيث تتفاعل فيما بينها بشكل ملموس عبر الانجذاب والتنافر المغناطيسي.

وأكد أن العمل الفني مستوحى من الكمأة الصحراوية «الفقع» وهي أغلى أنواع الفطر في المنطقة، ويشير إلى ميلاد الثراء والحياة في أماكن غير متوقعة، والمستقبل المجهول في محاولة لفهم المحيط والهوية.



تحجر الهوية

بينما قالت الفنانة سارة المهيري: «تناولت مفهوم الهوية سابقاً، من خلال أعمالي الفنية، ولكن العمل الفني المعروض في (انتماء) يعتمد على بحث أجريته أخيراً، نتيجة لاهتمامي العميق بالصخور، وعملت على تصور ما يمكن أن تبدو عليه الهوية البشرية عند تحجرها».

وتابعت: «قررت أن أبحث عن الهوية عبر عدسة مزدوجة من منظور بيولوجي وأنثروبولوجي، إذ يستهويني جمع المواد الطبيعية، ولدي اعتقاد بأن الهوية عبارة عن صراع مستمر بين محاولة التميز والتأقلم في الوقت نفسه».



مواهب صاعدة

وتتضمن الأعمال المشاركة في المعرض صوراً فوتوغرافية ومنحوتات وخرائط ووسائط متعددة، إضافة إلى قصائد بقلم شعراء مُكَلّفين، من بينهم مواهب صاعدة، حصلوا على الدعم والتوجيه من الشاعر والكاتب خالد البدور.

وستُعقد، على هامش المعرض، ورش فنية، من بينها ورشة «التصوير الفوتوغرافي الاحترافي»، وورشة أخرى حول موضوع «أعمال الفنون».



دعم الشباب

بدورها، أكدت منصة «أ.ع.م اللامحدودة» دعمها المتواصل للمواهب الشابة الصاعدة الإماراتية والمقيمة في الدولة، لإنتاج مشاريعهم الفنية والترويج لأعمالهم، عبر بناء علاقات تعاون استراتيجية مع مختلف المؤسسات الثقافية والفنية في الدولة.

وتسعى المنصة إلى تعزيز الإنتاج الثقافي محلياً، عبر رعاية القدرات الإبداعية الشابة، كما تحرص على اختيار مستشارين مخضرمين كي يلعبوا دور المرشدين والمقيّمين للفنانين، وذلك انطلاقاً من إدراكها لأهمية دعمهم في تطوير وصقل مهاراتهم وتشجيعهم على الاستكشاف.