الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

18 فبراير.. ذكرى الرحيل المُرّ لـ3 من عمالقة الأدب العربي

يعتبر 18 فبراير من كل عام يوماً حزيناً في المشهد الثقافي العربي لأنه شهد الرحيل المر لـ3 من كبار عمالقة الأدب العربي وهم الروائي المصري الكبير يوسف السباعي في 1978، والروائي السوداني الكبير الطيب الصالح في 2009، وأخيراً الشاعر اللبناني أنسي الحاج الذي رحل في اليوم نفسه من 2014.





رائد الأمن الثقافي

رغم أن انضمام مؤلف رواية «رُدّ قلبي» يوسف السباعي إلى الكلية الحربية قد ساهم في صقل شخصيته وصبغها بالصرامة، إلا أنه امتلك قلماً وقلباً رقيقاً فاض رومانسية مكنته من صياغة أجمل القصص والروايات التي تحوّلت إلى أفلام سينمائية.

غلبت على أعمال السباعي الصبغة العاطفية، الأمر الذي دفع الجمهور إلى التفاعل معه، ومن أبرز رواياته «إني راحلة»، «رُدّ قلبي» و«بين الأطلال»، والتي جسدتها السينما في أفلام ناجحة جداً، إلا أنه لم يحصر نفسه في هذا النوع فقط، بل كتب في الأدب الواقعي.

اشتهر السباعي بلقب «رائد الأمن الثقافي» نظراً للدور الذي قام به في المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية المصري، واهتمامه بإنشاء عدد من المجلات والصحف، فقد ترأس إدارة تحرير مجلة «روزا اليوسف».

اغتيل السباعي في قبرص عام 1978 عن عمر ناهز الـ60 عاماً خلال حضوره مؤتمراً هناك.



عبقري الرواية العربية

يعتبر الطيب صالح أحد أشهر الأدباء العرب، وقد نال لقب «عبقري الرواية العربية»، وترجمت رواياته إلى 30 لغة.

اختيرت روايته «موسم الهجرة إلى الشمال» كواحدة من أفضل 100 رواية في العالم، ونالت العديد من الجوائز منذ أن نشرها أواخر الستينات من القرن الـ20.

علّق الكاتب والناقد رجاء النقاش على هذه الرواية قائلاً: «يصعب اليوم أن تجد سودانياً متعلماً لم يقرأ (موسم الهجرة إلى الشمال) التي جعلت كاتبها هو الكاتب القومي للشعب السوداني. فهو عندهم مثل شارلز ديكنز لدى الإنجليز، وإذا وجد سوداني لم يقرأ الرواية فهويته ناقصة».

وحوّلت روايته «عرس الزين» إلى دراما في ليبيا وفيلم سينمائي من إخراج المخرج الكويتي خالد صديق في أواخر السبعينات فاز في مهرجان «كان».





شاعر الحداثة النثرية

أنسي الحاج شاعر وصحافي ومترجم لبناني أثرى المحتوى العربي بالقصائد والكتب الخالدة، ترك خلفه محتوى غنياً سيبقى مرجعاً للأجيال القادمة.

ترجم خلال حياته العديد من المسرحيات المختلفة لكبار الأدباء الأجانب، وعمل كاتباً ورئيس تحرير للعديد من الصحف العربية واللبنانية ليسير على نهج والده ويفتح الأفق أمام الناس لإغناء معارفهم بإبداع لا حدود له.

منذ إصدار ديوانه الأول «لن» في عام 1961 كرّس اسمه في طليعة كتّاب القصيدة الجديدة، وتحوّل إلى الشاعر الأكثر راديكالية وطليعية في العربية، وبالتالي بات مع أواخر السبعينات الأكثر إغراء بالنسبة إلى شعراء قصيدة النثر العرب الذين أخذوا يفتشون عن أسلاف متمردين في اللغة وعلى اللغة، وصولاً إلى نص مضاد، على حد تعبير بعض النقاد.