الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

بين طاعون كامو وكوليرا ماركيز.. روايات تتحدى الموت والأوبئة

تكشف الطريقة التي نواجه بها التهديدات والمخاطر الطارئة الكثير حول مدى قوة أو هشاشة المجتمعات البشرية.

وكما يكشف جون جري مؤلف كتاب «كلاب القش» أن الكوارث تكشف الطبيعة الإنسانية الحقيقية المتوحشة، بعد أن جرفت الحروب أو الأمراض قشرة الحضارة.

في المقابل، يشير ألبير كامو إلى تصرفات الأفراد وتضامنهم ومقاومتهم التي تحدد ردود أفعالهم في روايته الشهيرة «الطاعون» التي كتبها حول وباء حقيقي اجتاح مدينة جزائرية في عام 1849.

والحقيقة أن الأوبئة يمكن أن تلعب دوراً في صياغة الطريقة التي يدار أو يحكم بها المجتمع وعلاقات أفراده ببعضهم.

وظهرت الأوبئة في العديد من روايات الخيال العلمي أو الخيالية مثل رواية The Ghost of Chance أو شبح الفرصة لويليام بورو، وفي العشرات من الروايات الأخرى.

الطاعون الدبلي

تدور أحداث رواية A Journal of the Plague Year أو «جريدة عام الطاعون» بعد انتشار الوباء بسنوات قليلة وكُتبت في عام 1722، وهي مستندة على يوميات كتبها عم المؤلف دانيال ديفو.

البطل هنا لا يخشى الوباء ويقرر بمحض إرادته البقاء رغم تزايد عدد الضحايا، يرصد لحظات الضعف الإنساني، والجشع والتسلط، والبؤس الذي يلف العامة، والمساواة التي تتحقق بالوباء والموت الذي لا يبقي على أحد.

والغريب أنه بعد انتشار وباء الإنفلونزا الإسبانية في أستراليا عام 1919، استعانت السلطات بمقتطفات من الرواية كمصدر للمعلومات حول كيفية مواجهة المرض.

الإنفلونزا الإسبانية

يقول جون فليتشر في The Custom of the Country أو في عرف البلد: إن للموت أبواباً كثيرة لاقتناص الحياة، وفي رواية كيت أتكنسون Life After Life أو حياة بعد حياة، يجد الأبطال أنفسهم مندفعين خلف باب من خلف باب.

وتسرد الرواية مأساة البسطاء في مواجهة مرض فتاك يحصد الأرواح ويجهض حتى الأمل والحوامل لذاك الوباء الذي اجتاح العالم في عام 1918، بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، وحصد أضعاف ضحايا الحرب وكأنه لم يُقدَّر للعالم العيش في سلام وأمان.

وتتشابك الخطوط ولا يستثني الوباء أحداً ومعه تكثر المآسي والمعاناة ويتمنى البعض الموت تخلصاً من آلام فقدان الأحباء، وهرباً من اليأس في انتظار الوحش الذي يحصد الأرواح.

يحاول البطل القيام برحلة للعثور على ترياق للمرض، ولكن الرفاق يتساقطون على امتداد الطريق ولا يجد مناصاً من العودة يائساً في انتظار مصيره المحتوم.

الكوليرا

الوباء في رواية الحب في زمن الكوليرا لغابرييل غارسيا ماركيز وهمي أو حيلة للخلاص تنقلب إلى جد ومأساة وسفينة معزولة لا تجد مرسى لها، في تطابق مع سفن كورونا الحالية.

وتدور الرواية حول قصة حب تربط عامل تلغراف وتلميذة جميلة ويتعاهدان على الوفاء والحب مدى الحياة، ولكن الأقدار تفرقهما.

وعندما يلتقيان في الشيخوخة يصر العاشق على أن يجدد عهود الولاء والحب لمحبوبته التي يراها نفس التلميذة الصغيرة فائقة الجمال، وكأنها لم تكبر في قلبه أبداً.

ويدعو البطل حبيبته لرحلة على متن سفينة، ويحاول أن يتخلص من الركاب فيزعم أن السفينة موبوءة بالكوليرا، وتكون النهاية الحزينة عندما تظل السفينة شاردة من دون مرسى، ومع ذلك لا يأبه الحبيبان لما يدور في عالمهما الخارجي، ويتفانيان في حبهما.

التعرق المرضي القاتل

تدور رواية Wolf Hall أو قاعة الذئب لهيلاري مانتيل حول مرض غامض يجتاح مدينة إنجليزية، ويربط بين المرض وعهد الملك هنري السابع.

وبين الصراع ضد انتشار المرض والصراع في القصر، الانفصال الأسري وانفصال بريطانيا عن الكنيسة في روما، تدور أجواء الرواية حول الوباء الغامض الذي يجعل المريض يصاب بالحمى ويتصبب عرقاً ويفقد الوعي من دون أن يعرف الأطباء سببه أو نوعه أو طريقة انتشاره، ويتكرر انتشار المرض خلال القرن الـ16 قبل أن يختفي فجأة في عام 1578.