تزخر المكتبة العربية بالكثير من الكتب المختصة في الأدب الساخر التي تعالج الهموم المجتمعية بالدعابة والسخرية، نستعرض بعضاً منها في هذا التقرير.
نقد اجتماعي
بعد إصداراته الطريفة، ومنها: «الرقص بدون طبلة»، «اتفرج يا سلام»، «مقرمشات ساخرة»، «الزناتي حنيفة»، «العجب ألوان»، «هبالونيا»، أطل الكاتب المصري عادل إدريس هذه المرة عبر «زمبليطة في النافوخ» الصادر عن دار يسطون للطباعة، ضمن مجموعة قصصية لمقالات طريفة كتبها، ناقداً، الوضع الاجتماعي عربياً ومصرياً.
وكعادته يمتاز إدريس بأسلوبه الساخر والقدرة على تحويل التجارب الذاتية إلى قصة ملهمة، كما يحاول أن يطرح أفكاره حول نظرة المجتمع للقضايا الراهنة وارتباطها بأكليشيهات المظهر والشكل الاجتماعي أكثر من جوهر الحقيقة.
حياة الأزواج
«إكرام الزوج دفنه» من أكثر الكتب شهرة وسخرية للكاتب أسامة الفقي صادر عن مكتبة زهراء الشرق.
حاول الفقي أن يكسر تابوه التقاليد الجامدة في الكتابة، عبر قصص ساخرة حول حياة المتزوجين، فلا يمكن للأديب أن يكون ساخراً، إن لم يشعر بأنه حر طليق، وذلك، تماماً، ما حدث مع الفقي الذي كتب بحرية مطلقة فأجاد، وأبدع، وأمتع.
طبيب ساخر
يتناول المؤلف المصري محمد بن جمال في كتابه "رحلتي من الطب إلى الألش" مجموعة واسعة من المواقف التي تعرض لها خلال مسيرته كطبيب أسنان في إطار ساخر وشيق جداً، محاولاً شرح حياة أي شاب مصري سواء كان مهندساً أو طبيباً أو مدرساً أو محاسباً أو تاجراً، أو سائق توكتوك.
ويستعرض بن جمال فترة المرحلة الثانوية حتى الدخول إلى الكلية والتخرج، استكمالاً لمجال العمل والمواقف التي يتعرض لها أي شاب مصري، سواء كانت علاقته بأهله أو أصحابه أو أخواته في مواقف، مثل: «الزواج والخطبة».
ويتكون الكتاب من جزأين: الأول يتحدث فيه الكاتب عن دراسته وفترة التدريب التي خاضها في العيادات والمراكز المختلفة، أما الجزء الثاني: فركز فيه على المواقف العامة التي يتعرض لها العديد من الشباب المصريين، كالزواج والارتباط.
دعابة الموقف
«كل الطرق تؤدي لـ60 داهية» كتاب ساخر للمؤلف مصطفي شهيب، يعبر فيه عن الواقع الذي نعيشه عبر أحداث الحياة، لكن بنوع مختلف من الانتقادات الخفيفة والتعليقات التي تصل إلى عقل الإنسان البسيط في الشارع.
نجح المؤلف الذي أصدر كتابه الأول بعنوان «رحلتي من الشك إلى الشك برضه» في الحديث عن الواقع ومواقفه المختلفة، بحس دعابة طريف، ما جعل القارئ يضحك على اكتئابه ونوبات غضبه.
ويتخذ الكاتب أسلوباً، ينتقل ما بين البساطة ووضوح الهدف والمعنى المراد توصيله للقارئ، عبر إسقاطات وتشبيهات مختلفة من خلال عرض الأفكار لإجبار المتلقي على إعمال عقله دون إرهاق.
فوضى الأفكار
يتطرق «قاعد في دماغي» للمؤلف محمد علي موسى بأسلوب فكاهي إلى فوضى الأفكار التي تجتاح رأسنا كل يوم.
ويوضح أن السيطرة على العقل ليست حدثاً عابراً، إنما هي معركة حقيقية على درجة من الخطورة، والخسائر التي قد تكون فادحة، كما أن المكاسب عظيمة وغير محدودة، فترويض التفكير هو بمثابة إخضاع لإمبراطورية مترامية الأطراف مليئة بالمناوبين والمنافسين، لذلك فالتحكم بها ليس سهلاً بأي حال من الأحوال، لكنه مطلوب، لأن عقلاً واحداً قد يُصلح الكون، بينما يهدمه عقل آخر.
طرائف مرتادي الجمعيات التعاونية
وفي الإمارات أصدر المؤلف عبدالله بن شماء كتاباً حول المواقف الطريفة التي تحدث بين المرتادين في الجمعيات التعاونية.
ويقول المؤلف والشاعر الإماراتي مستشار التنمية والتدريب والتطوير الذاتي الدكتور عبدالله سعيد بن شماء عن كتابه «أسرار الجمعيات التعاونية» الذي رصد خلاله المواقف التي يواجهها المستهلكون أثناء التسوق، أن الجميع يرتاد الجمعيات التعاونية بشكل دوري لشراء احتياجاته اليومية أو الأسبوعية أو الشهرية، وخلال بحثي اكتشفت أن الجمعية ليست مجرد مكان عابر لتبضع السلع، بل أهميتها تكمن في كونها عينة مصغرة تعرفك على طبيعة المجتمع الذي تعيش فيه بمختلف فئاته.
وأكد أن «الجمعيات التعاونية ما هي إلا مكان تتواجد في داخله مختلف الشخصيات والمواقف الحقيقية لعالم واقعي تكاد تراه وتلمسه وتتعايش معه، ربما كل يوم، ولكن الهدف كان مغايراً من حيث التناول بالنسبة لي، لأني فكرت في الكتابة لهذا العالم الذي يعتقد البعض أنه صغير، أو أنه مكان فقط، للتبضع، لكنه أهم من ذلك بكثير».