السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

«حدود» يطرح الانتماء والعلاقة بين الحياة والموت

«حدود» يطرح الانتماء والعلاقة بين الحياة والموت

على خشبة مسرح دبا الفجيرة، طرح العرض المسرحي التونسي «حدود» قضية راهنة وإشكالية تتناول مفهوم الانتماء والعلاقة بين الحياة والموت، وذلك استناداً إلى قصة واقعية من الأحداث التي تعصف بالعديد من المناطق العربية، حيث تسبب التطرف في إزهاق أرواح الكثير من البشر، ما أدى إلى إلغاء الحدود بين حقوق الأنا وحقوق الآخر وسلامته، حيث رزح أحدهما تحت ظلم الآخر وجعل أحدهما يقول بحقه في التخلص من رديفه بشتى الوسائل والسبل حتى لو تم الأمر عن طريق القتل والإلغاء النهائي..

قصة بطل العمل الذي جسده الممثل «منير العماري» تبدأ منذ اللحظة الأولى بشكل تراجيدي، حيث الديكور عبارة عن طاولة وكرسي مع خلفية موسيقية لبيانو حزين وهادئ وإضاءة خافتة ينطلق بعدها السرد القصصي للشخصية التي يمكن أن تنطبق على الكثيرين ممن شهدوا الحرب والتقلبات التي تحدث في العديد من المناطق العربية.. القضية هي ضياع مفهوم الحدود أو عدم التزام الحدود بالأحرى بين ما تعنيه الجنة وما تعنيه النار.. بين الكراهية والحب ومشروعية تحقيق الحلم إذا كانت الوسائل المتبعة غير نبيلة.. صراع كبير يعيشه البطل عندما يحمل جواز سفره هرباً من الاضطهاد الذي يلقاه في بلده، معتقداً أن النجاة تكمن في الانضمام إلى إحدى التنظيمات الدينية المتطرفة، فتتلاشى الحدود والمحرمات ويصبح كل شيء قابلاً للممارسة تحت وابل من التبريرات غير المنطقية.. فيتورط البطل وتتوالى الأحداث ليجابه الخيانات وغدر الأصدقاء وتخليهم عنه، الأمر الذي يجعله يشعر كأن الحدود بين مفهوم الصديق والعدو قد تلاشت هي الأخرى فأصبح المشهد مائعاً رجراجاً قابلاً للتأويل والتبرير الذي جعل البطل يتعرض لمختلف الموبقات.

في خضم هذه الأحداث والانفعالات الشديدة، حاول البطل التعبير بالجسد عن حجم الهول ومثلما كانت لقطة البداية تشير إلى عبء يحمله فوق رأسه وهو يتحرك من خلف الطاولة باتجاه مقدمة المنصة المسرحية، فقد حاول أن يواكب تصاعد الأحداث عبر الحوار من خلال حركات الوجه، ورغم أن الجسد كان بطيئاً بعض الشيء، إلا أننا استطعنا أن نقرأ الانطباعات من حركات الوجه والعيون مع الموسيقى المرافقة.