الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

«الفجيرة للفنون» يستعرض القوى الناعمة للمسرح والثقافة

«الفجيرة للفنون» يستعرض القوى الناعمة للمسرح والثقافة

نظمت إدارة مهرجان الفجيرة الدولي للفنون بدورته الثالثة ندوة فكرية بعنوان «دور المسرح والثقافة كقوى ناعمة» في قاعة العقة بفندق المريديان بدبا الفجيرة.

وقال جريس سماوي، وزير الثقافة الأردني الأسبق، مدير الندوة، إن القوى الناعمة كمفهوم جديد استُخدم للتحكم في إدراك وسلوك المتلقي بغية إيجاد عادات إيجابية من أجل السلام، مشيراً إلى أن الثقافة والفن والإبداع من أهم أدوات هذا السلاح العالمي، مستشهداً بتجربة بريطانيا التي استطاعت السيطرة على العالم بمفهومين، الأول شركة الهند البريطانية والثاني ثقافة شكسبير، ما جعل الثقافة البريطانية مفهوماً طاغياً واللغة الإنجليزية لغة عالمية.

وأكد سماوي أن «القوى الناعمة لها شقان، إيجابي وسلبي؛ الذي أصفه باللاأخلاقي»، مشدداً على أن الولايات المتحدة في العشرينيات من القرن الماضي بدأت باستقطاب طلاب من جامعات دول أمريكا الجنوبية ليدرسوا الاقتصاد على الطريقة الأمريكية مقابل الاقتصاد الوطني المغلق في بلادهم، وسُمي هؤلاء (Chicago Boys) وهو مصطلح منهج اقتصاد السوق.

فيما عرض الدكتور سليمان الجاسم، من دولة الإمارات، انطلاقة مفهوم القوى الناعمة عالمياً وكيفية انتشاره واستخدامه من قبل القوى الأجنبية للسيطرة على الشعوب الأخرى، حيث تعده الدول أحد أسلحة الأمن القومي، ليصبح من الأسس للمساعدات الأجنبية وإعادة الإعمار والتنمية في دول أخرى ويكون بالتالي سلاح القوى الناعمة سلاحاً مؤثراً يحقق أهدافاً عن طريق الجاذبية والإقناع بدل الإرغام والجبرية، وأضاف أن بعض الدول الصغيرة في المنطقة أصبحت ذات تأثير ملحوظ من خلال ما تقدمه من خلال قنواتها، وشبكات التواصل، لتصبح ذات شأن من خلال إدارتها من شركات خارجية.

أما الدكتورة صفاء غرسلي، باحثة مشاركة في جامعة ليون بفرنسا ومُحكمة مسرحية تونسية، فاستهلت مداخلتها حول البحث والتأصيل للقوى الناعمة، والذي بدأ مع الحرب الباردة، لتصبح القوى الناعمة معياراً في تقييم الدول والوصول للعالمية والارتقاء في تشكيل الدول، مشيدةً بالتجربة الإماراتية التي شكلت مجلساً للقوى الناعمة، وهي من الخطوات التي لا تحظى بها الكثير من الدول العربية، حتى إن التجربة الإماراتية نافست التجربة الفرنسية وهذا ضمن المؤشر العالمي، إذ احتلت المرتبة 21 مقابل 23 للتجربة الفرنسية، حتى إنها حظيت باهتمام الدول الأوروبية بالتجارب العربية، لتصبح الإمارات أحد المصادر لطلاب الدراسات العالية.