الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

الروبوت الفنان يزعج المبدعين..ومختصون: قادم لابد منه

مروة السنهوري ـ الشارقة

اتفق فنانون على أن غزو الذكاء الاصطناعي لكل مجالات الفنون، بات أمراً حتمياً، لكنه لن يهدد وجود الإبداع الإنساني الحقيقي، مرجعين ذلك إلى افتقاد الفنون الرقمية تفاصيل الرسالة الشعورية ، أو البصمة الإبداعية التي يملكها الفنان.

وأكد فنانون استطلعت «الرؤية» آراءهم أنهم لا يمانعون مزاحمة الروبوت والذكاء الاصطناعي، إنتاج الأعمال الفنية، لكن سيظل الفنان المتحكم في العملية الإبداعية من حيث الفكرة والأدوات التي تخضع لرؤيته وتوجهاته الفنية.

واعتبروا تأثير التكنولوجيا في عالم الفن من المسلمات التي يجب التصالح معها، رغم أنها ستكون مزعجة للبعض في مستهلها، معبرين عن قناعتهم بأن الفن الإنساني سيبقى خالداً، لأن الفنان يتعامل بروحه وفكره الإبداعي وحسه الثقافي، مقابل جمود الروبوت.

واستبعدوا قدرة الذكاء الاصطناعي أو الروبوت على محاكاة التجربة الإنسانية بكامل حذافيرها، لأنها تمر بمراحل معقدة، أهمها الإدراك، والوعي، والتجارب النفسية، وذكريات الطفولة، وغيرها من عمليات تعتمل داخل النفس الإنسانية، ليتمخض عنها العمل الفني.



تكامل إبداعي

للفنان الياباني كييتشيرو شيبويا تجربة في الدمج بين التكنولوجيا والفن، بعد أن كان المسؤول عن الروبوت الذي قاد فريق الأوركسترا بالشارقة، حيث يرى أنه لا يمكن أن تُقصي التكنولوجيا العنصر البشري، فالروبوت مجرد تجلٍّ على تكامل الإبداع الإنساني مع الرقمي في الوقت نفسه.

وأكد أنه أراد عبر عرضه الموسيقي أن يؤكد للجمهور أن التواصل ما بين التكنولوجيا والإنسان، مستمر وسيزداد أكثر فأكثر مستقبلاً، لذلك يتوجب أن نتصالح مع هذه الحقيقة، ولا ننظر للرقمية بأنها عدو يتربص بنا، لقد أوجدها الإنسان لخدمته، لذلك لن تكون مضرة إلا برضاه.



رسالة روحية

يعتقد المنسق في قسم التسويق والعلاقات العامة بمؤسسة الشارقة للفنون، علي مراد «أنه ورغم أن التكنولوجيا تفاجئنا يومياً بجديدها، إلا أنه لا خطر على الإبداع الإنساني الحقيقي، حيث لا تمتلك الفنون الرقمية البصمة الإبداعية والرسالة الروحية التي يملكها الفنان».

ويرى أن هذا التطور يدفع الجميع إلى عدم الاستهانة باقتحام الروبوت لعالمنا، إذ على المشتغلين في مجال الفن والثقافة، عموماً، التفكير بجدية حيال كيفية الاستفادة من التحولات الرقمية لصالحهم.





عملية معقدة

يرى رئيس جمعية الفنون التشكيلية، الفنان سالم الجنيبي، أن رقمنة اللوحات الفنية قضية معقدة ليست بالسهولة التي يراها الناس، لأنها تخضع إلى عدة محاور، أهمها طرح سؤال مهم، ألا وهو الهدف من إنشاء العمل الفني؟ لماذا، وأين؟ والفئة المستهدفة؟

وتابع: رغم إيماني بأن دخول التكنولوجيا أمر معقد، إلا أنها ليست مستحيلة، بل وباتت أمراً حتمياً سيحدث، شئنا أم أبينا، سواء الآن أو بعد عشرات السنين، لذلك فلنبادر بالنظر إليه من وجهة نظر إيجابية تعزز إمكانات الفنان البشري.

ولا يمانع مشاركة الروبوت إنتاج العمل الفني، لكن سيظل الفنان المتحكم في العملية الإبداعية، من حيث الفكرة والأدوات التي تخضع لرؤيته وتوجهاته الفنية.





الفن الإنساني

لم تُبدِ الفنانة الإماراتية، عازفة الجيتار خديجة سالم، تخوفها من توغل تقنيات الذكاء الاصطناعي على الفن.

واعتبرت التأثر الفني بالتكنولوجيا من المسلمات التي يجب التصالح معها، إلا أن الفن الإنساني سيبقى خالداً، لأن الفنان يتعامل مع الآلة بروحه وفكره الإبداعي وحسه الثقافي، أما الروبوت فجامد لا يستطيع تقليد هذه الروح.





محاكاة التجربة

استبعدت الفنانة الإماراتية سمر الشامسي، قدرة الروبوتات والذكاء الاصطناعي على محاكاة التجربة الإنسانية، لأنها تمر بمراحل معقدة، أهمها الإدراك، والوعي، والتجارب النفسية، وذكريات الطفولة، وغيرها من عمليات تعتمل داخل النفس الإنسانية ليتمخض عنها العمل الفني.

وأشارت إلى أن العمل الفني تعبير وجداني عميق، لا يمكن اختزاله بسهولة بالذكاء الاصطناعي الرقمي، الذي ينفذ العمل آلياً دون قصد أو نية إبداعية، حتى لو تمكنت هذه التقنية من رسم أعمال فنية، تراها وكأنها قطعة فنية حقيقية مصنوعة بيد فنان ماهر.





خداع المختصين

فيما لا يمانع الفنان الإماراتي عازف الجيتار عبدالعزيز المهيري أن يشاركه الروبوت العزف وإنتاج قطعة فنية، لكن سيظل الفنان هو المتحكم في العملية الإبداعية، حيث سيصبغ على العملية الفنية روحه الإبداعية.

فيما لم يُبدِ الفنان الإماراتي مسؤول الأنشطة الفنية في المركز الثقافي بعجمان إبراهيم العوضي، خوفه من توغل تقنيات الذكاء الاصطناعي على الفن.

ويرى أن دخول الذكاء الاصطناعي على الفن، هدفه تجاري بحت، إلا أن هذا لا يمنع من وجود تعدد في الأساليب، أما المخيف، على حد تعبيره، فهو أن فن الروبوت قد يكون متقناً بما فيه الكفاية لخداع المختصين، نتيجة قدرة الصور الرقمية على محاكاة الإبداع بكفاءة، لكنها تظل تفتقد إلى البصمة الإبداعية الإنسانية.





جمود الآلة

وترى الفنانة الرقمية الإماراتية التي استبدلت الريشة بالفأرة واللوحة بالكيبورد سمية السويدي، أن كل الفنون مرت بمراحل استفادت من التقنيات الرقمية، معتبرة التأثر الفني بالتكنولوجيا، من المسلمات التي يجب التصالح معها، إلا أن الفن اليدوي سيبقى خالداً، لأن الفنان يتعامل مع اللوحة بروحه وفكره الإبداعي، وحسه الثقافي، أما الآلة فجامدة لن تستطيع تقليد هذه الروح.

فيما ترى الفنانة الإماراتية ندى العامري، أن الذكاء الاصطناعي قد يساهم في تطوير مهارات أصحاب الهمم، لا سيما مهارات المكفوفين في مجال التشكيل.

واستشهدت بتجربتها التي استفادت فيها من الذكاء الاصطناعي، عبر تصميم لوحات ناطقة بالصوت تساعد فاقدي البصر على فهم مكونات العمل الفني، عبر التقنيات الرقمية الناطقة الصوتية.