الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

موزة بن ذبيان.. صاحبة همة تحوّل قدميها فرشاة لرسم الأمل والفرح

لم تتمكن الإعاقة من إحباط روح صاحبة الهمة الإماراتية موزة عبدالله بن ذيبان التي ظلت محلقة في سماء الأمل والفرح الذي ترسمه بفرشاتها وتهديه لمن تحب عبر لوحاتها التي تحوي ألوان الحياة والحب.

حوّلت موزة أصابع قدميها إلى فرشاة ترسم بها اللوحات التي تعبّر عن أحاسيسها ومشاعرها، متحدية بعزيمة وإصرار شلل الدماغ الذي لازمها منذ ولادتها.

ووجدت الفنانة الإماراتية في عالم الرسم سعادة وثقة بالنفس، إذ تمكنت في أقل من 4 أعوام من رسم أكثر من 45 لوحة عرضتها في 4 معارض داخل وخارج الدولة، ونالت إعجاب زوار المعرض الذين اشتروا عدداً من لوحاتها.


أكدت الفنانة الإماراتية أن التحاقها بمركز الفن للجميع التابع لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية غيّر أموراً كثيرة في حياتها إذ منحها الثقة بنفسها وزاد من إيمانها بأنها قادرة على قهر المستحيل، وإدراكها أن الإعاقة لا تمثل قيوداً أمام تحقيق الطموح في حال توفرت الإرادة والعزيمة.


وأشارت إلى أن من أكثر الرسومات التي تعتز بها لوحة البحر التي اشترتها الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي وشجعتها على الاستمرار في مجال الإبداع وأثنت على جمال رسوماتها، الأمر الذي منحها شعوراً بالفخر بما تقدم من فن يستطيع أن يؤثر في كل الفئات المجتمعية.

من جانبه، وصف منسق الفنون في المركز أكرم العوضي المرة الأولى التي قابل فيها موزة، بعدما سجلت في المركز قبل نحو 4 أعوام، بالتحدي الكبير، فقد أدرك أن عليه تطويع قدميها للإمساك بفرشاة الرسم وتوجيهها لتشكيل مناظر مختلفة الأشكال والزوايا.

ولأن موزة تمتلك من القدرات الكثير، تغيّرت هذه النظرة مع مباشرة العوضي تعليمها الرسم، فاكتشف أنه أمام إنسانة ذات روح قوية وعزيمة جبارة تمكنت من قهر الشلل الدماغي ومن التعبير عما في داخلها برسم لوحات تحلّق بعيداً بأفكارها المختلفة.

وتجد موزة سعادتها في الرسم إذ تأتي إلى مرسم المعهد في الساعة التاسعة صباحاً ولا تغادره إلا عند العاشرة مساء، وتظل طوال الوقت منهمكة في الرسم مستوحية أفكار لوحاتها من واقع الحياة وبدافع التعبير عن مشاعرها التي تعجز كلماتها البسيطة عن ترجمتها، كونها تجد صعوبة في نطق بعض الكلمات نتيجة إعاقتها.

وأضاف منسق الفنون بالمركز «تمكنت موزة من رسم ما يزيد على 45 لوحة فنية شاركت بها في معارض وفعاليات داخل وخارج الدولة، علاوة على أن زوار المعهد سواء العرب أو الأجانب يبدون انبهارهم بجمال لوحاتها ودقة تفاصيلها».

وأكد أن كثيراً من الزوار يظهرون سعادتهم بالروح الإيجابية التي تتمتع بها موزة وبالتفاؤل والإصرار اللذين تجسدا في جعلها تقدم فناً جميلاً يخاطب الروح البشرية في جميع حالاتها.

ولفت إلى أن موزة تتمتع بشخصية اجتماعية تحرص على تكوين صداقات مع زوار المركز وزملائها، كما أنها متفائلة باستمرار.