الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

شعراء يؤكدون: «كورونا» دفعنا للتفرغ وكتابة القصائد والتواصل مع المثقفين حول العالم

شعراء يؤكدون: «كورونا» دفعنا للتفرغ وكتابة القصائد والتواصل مع المثقفين حول العالم
في الوقت الذي يحتفل فيه العالم اليوم (السبت 21 مارس)، باليوم العالمي للشعر، الذي اعتمد من قبل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو) عام 1999، يؤكد شعراء أن انتشار فيروس كورونا دفعهم إلى التفرغ وكتابة القصائد الشعرية التي تدور في فلك هذا الوباء، كما حفزهم على التواصل مع المثقفين حول العالم لتبادل الآراء ووجهات النظر حول كيفية تعاطي الثقافة والأدب مع هذا الفيروس.

ويتذكر العالم بمناسبة اليوم العالمي للشعر، مجموعة من أبرز الشعراء العرب على مر العصور، من الذين تركوا بصمة إيجابية واضحة في ذاكرة التاريخ، فمن أبرز شعراء العصر الجاهلي امرؤ القيس، وعروة بن الورد، ومن شعراء عصر صدر الإسلام حسّان بن ثابت.

كما شهد العصر الأموي، الشاعر الفرزدق، أما العصر العبّاسي فاشتهر فيه الأصمعي، بينما شهد العصر الأندلسي ولّادة بنت المستكفي، وتلاها ابن الفارض، بينما عرف العصر العثماني محمد فضولي، أما العصر الحديث فشهد ولادة أحمد شوقي.



ومواكبة لليوم العالمي للشعر، التقت «الرؤية» عدداً من شعراء الخليج، الذين أكدوا أن فيروس «كورونا» دفعهم إلى التفرغ من أجل كتابة مزيد من القصائد الشعرية، وساعدهم على التواصل بصورة أكبر مع المجتمع الأدبي عبر المنصات الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي.

وأشاروا إلى أهمية إطلاق المنتديات والبرامج لاكتشاف المواهب منذ مرحلة مبكرة وصقل مواهبها ومهاراتها، مؤكدين أن الإمارات اتخذت خطوات مهمة في تكريم الشعراء والاحتفاء بهم.



6 دواوين شعرية

وقالت الشاعرة السعودية ميسون عبدالرحمن أبوبكر، التي أصدرت 6 دواوين شعرية منها «آفاق شعري، نوارس بلون البحر، وجسد الكلمات» إن القصيدة تعد تشكيلة جديدة في العصر الحالي لتعيد واقع الحياة ولتجعلها معزوفة من الحرف والمعنى، مبينة أن الشعر في مواجهة كورونا اليوم يعد بمثابة تعويذة للحياة والتفاؤل والأمل لاسترداد المشاعر المفقودة والتي خف نبضها مع وتيرة الحياة القاسية.

إرث عربي

وتابعت أبوبكر: «إن الشعر إرث في ذاكرتنا العربية، ونستعيد به هويتنا العربية وتاريخنا، والقصيدة تعتبر عالمي الخاص والفضاء المفتوح الذي أحلق به لأرسم من عناصر الطبيعة عالمي، فأمتطي صهيل الريح، وأرحل مع موجات البحر، وأحياناً أصل إلى مرافئ بعيدة، تأخذني إلى عوالم أخرى».

وأضافت الشاعرة السعودية: «القصيدة تعد ذاتي كامرأة وهويتي كشاعرة وكلماتها نسيج كنسيج الصباحات، ومعانيها رسائل حب إلى العالم، ففي السعودية كانت الأرض ثرية بميراث كبير من الشعراء، وفي كل ركن منها شاعر إما علقت قصائده على جدار الكعبة أو ترك إرثاً كبيراً نستعيده اليوم بطريقة أو بأخرى ومن بينهم (الأعشى)، ومجنون ليلى، وغيرهم من الذين نسجوا حضارة شعرية، ونشاهد اليوم شاعر القصيدة الكلاسيكية والعمودية».



لغة الكون

بدوره، قال الشاعر الإماراتي مهدي محمد الجابري، المعروف باهتمامه بالشعر النبطي، إن الشعر يشكل لغة الكون، ولولا أن بعض القواعد والقوانين الأدبية تحكمه لكان جزءاً من الحديث اليومي، ولكن دون تلك القواعد وكما هو مسلم به أن الشعر هو ديوان العرب ولكل أمة ديوان ولكن باختلاف اللغات.

برامج شعرية

ونوه بأن شعراء الإمارات لهم نصيب الأسد في الساحة الشعرية من دون الإنقاص من شأن الشعراء في جميع أقطار العالم، مشيراً إلى أن أكبر دليل على ذلك احتضان دولة الإمارات لأكبر وأضخم البرامج الشعرية والأدبية.

قريحة المبدعين

وأكد الجابري أن انتشار فيروس كورونا ساهم في إشعال قريحة الشعراء المبدعين لنظم قصائد في هذا الوباء العالمي، كما حفز التواصل مع المثقفين حول العالم.

ودعا إلى مواجهة هذا الفيروس بعقد منتديات أدبية شهرية تتبناها الدوائر والجهات الثقافية، أو تستظل تحت ظل وزارات الثقافة بالوطن العربي، ليتم اكتشاف وصقل المواهب الأدبية والشعرية وتنميها لتصل إلى أرقى المراتب في الهرم الأدبي.



تجربة كفاح

وبخصوص تجربته الشعرية، ذكر الجابري أنها تعد تجربة كفاح وحرب مع الذات ومع المحيط من حوله، لما واجهه من تحديات في البداية، لكنه تسلح بالثقة بالنفس واليقين بوجود كنز أدبي بداخله ولا بد أن يرى النور ويصل إلى محبي الأدب والشعر.

رسالة هادفة

وتابع الشاعر الإماراتي: «رسالتي لكل شاعر (ثق بنفسك وبما تقدم واحترمه واقبر شيئاً اسمه الانكسار وحتماً ستعانق السحاب)، ولأن الشعر رسالة هادفة، فلا بد أن يستخدم ويسخر لما ينفع البشرية، فالأدب يدعى أدباً والقصائد تعرف ببنات أفكار الشاعر، فليحرص كل شاعر على تربية بناته وإظهارهن بصورة جميلة».