الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

مبدعون: مستجدات «كورونا» مناسبة لإثراء الخيال وتجديد المشهد الأدبي والفني

قال كتاب وشعراء وفنانون تشكيليون إن جائحة «كورونا» فتحت لهم نافذة إلهام وإبداع جديدة سيستلهمون منها التفاصيل والمواقف والعبر في أعمالهم الأدبية والفنية والتشكيلية، كما ستكون محوراً رئيسياً لمؤلفاتهم ولوحاتهم الفنية وقصائدهم الشعرية ومقالاتهم في المستقبل.



وذكروا أن آثار فيروس كورونا المستجد لا تقتصر على الجانب الصحي والاجتماعي والاقتصادي فقط، بل ستنعكس على أعمالهم الأدبية والفنية بصورة مباشرة، خاصة أنه كشف عن حالة من القصور في بعض العلاقات الاجتماعية على المستوى العالمي، نتيجة لوتيرة الحياة المتسارعة التي لا تتيح مساحة للتقارب والتفاهم بين أفراد الأسرة الواحدة.



وأكدوا أن «كوفيدــ19» منحهم مساحة للتأليف وحفزهم على الكتابة والرسم، من وحي الواقع المعاش يومياً، فضلاً عن تسليط الضوء على الجوانب الاجتماعية التي كانت مهملة من قبل نتيجة للانشغال بأمور أخرى، مشيرين إلى أن الحجر المنزلي دفعهم إلى تناول القضايا الحياتية باستفاضة في أعمالهم الأدبية والفكرية.



آثار إيجابية

قال الكاتب المهندس أحمد عمر بالحمر إن أثر «كورونا» شمل جميع أفراد المجتمع، وكذلك الكتاب والشعراء وغيرهم من الفنانين، حيث هز «كوفيدــ19» العالم وغير حسابات الكثير من الدول.

وأضاف: «لا بد أن يترك الفيروس آثاراً إيجابية، إذ منحنا الفرصة للجلوس والمكوث مع أنفسنا قبل البقاء الفعلي بالمنزل، وهي ساعات تمر علينا طويلاً كوننا لم نتعود على ذلك، إذ اعتدنا على الانطلاق والتنقل من مكان إلى آخر».



انتظار متعمد

وتابع بالحمر: «إنه من الغريب أنني لم أكتب مقالات مع الكتاب عن تلك الأزمة والوباء العالمي الذي اجتاح العالم، لكنني تعمدت الانتظار والترقب، لأرى وأقرأ الكثير من الكتب وأقلب الصفحات وأنظر إلى الوقت الذي رفض أن يمر سريعاً، لأتمكن من التعبير عنها بصورة جذابة وملهمة».



إرث كورونا

وتوقع الكاتب أحمد عمر بالحمر أن يتناول في كتاباته المقبلة، التي يمكن أن تنشر تحت عنوان «إرث كورونا»، أثر الوباء العالمي على سلوكيات أفراد المجتمع والعادات الجديدة التي جلبها معه، كالخوف والشك والتوتر، إذ سيتردد الكثيرون في مد أيديهم، كما ستتحول المصافحة إلى تصرف غريب يمكن أن يستنكره الأفراد مستقبلاً.





تفاصيل يومية

أما الكاتبة والشاعرة أمل حاجي فأكدت أن جائحة «كورونا» تحمل إيجابيات عديدة على المستوى الشخصي والعام، فالجلوس بالمنزل دفع الكثير من المبدعين وغيرهم من أفراد المجتمع إلى استرجاع تفاصيل يومية من الحياة، وإعادة حساباتهم بشأن أولوياتهم.



تقييم الأهداف

ولفتت حاجي إلى تجهيزها حالياً مقالات لتبين من خلالها إيجابية وتبعات «كوفيدــ19» على الحياة الشخصية لدى الكثيرين، إذ دفع الوباء كافة أفراد المجتمع إلى إعادة حساباتهم، كما حفزهم على إعادة تقييم أهدافهم الحالية والمستقبلية لتصبح ذات منفعة للجميع.



إحياء القراءة

وذكرت الكاتبة والشاعرة أن مقالاتها ستسلط الضوء على أنشطة مجتمعية وثقافية أصبحت مهملة عبر السنوات، ولكن جاء كورونا ليحييها مجدداً، مثل القراءة واحتضان المشاعر الأبوية التي تلاشت مع الأعوام، فالأب عاد ليتحمل مسؤوليات منزلية، والأم أصبحت تحتوي أفراد أسرتها بمزيد من الحنان.



مساحة للتأليف

وتطرقت أمل حاجي إلى أن فيروس كورونا المستجد دفع المبدعين إلى تخصيص مزيد من الوقت لتحقيق أهدافهم الحياتية، بما فيها تخصيص مساحة من الكتابة والتأليف والجلوس بالمنزل والبقاء بالقرب من أحبائهم بغرض الرغبة في حمايتهم من خطر يترصد الجميع.

ونوهت أن أعمالها الأدبية المقبلة ستسلط الضوء على مسألة خروج الأبناء والآباء من المنزل وأثرها على العلاقات الأسرية، ونتيجة اجتماع الأسرة مجدداً في بيت واحد ولساعات طويلة وطريقة استغلالهم لذلك الوقت.





إبداعات ملهمة

الفنان التشكيلي والخطاط الإماراتي علي الأميري، يرى أن التفرغ المنزلي الناجم عن الفيروس المستجد دفع الكثير من المبدعين في مجال الفن والأدب إلى تقديم أعمال جديدة وإبداعات هادفة وملهمة لغيرهم من أفراد المجتمعات.



تضامن مجتمعي

وأشار الأميري إلى أن «كورونا» منحه الوقت لإرسال أعماله الفنية وإبداعات قلمه وصوته إلى الآخرين، كما عبرت بعض أعماله الفنية الجديدة عن العديد من النعم الإلهية على البشر كالصحة الجسدية، والعبادات الروحية والخدمات المجتمعية الصحية التي أتاحتها الدولة للمواطنين والمقيمين والزوار، على حد سواء.

وذكر أنه خصص بعض الأعمال التي تسلط الضوء على التضامن المجتمعي وتقدير الأفراد لجهود خط الدفاع الأول ضد كورونا، وذلك بهدف تذكير أبناء الوطن بأهمية ودور كل فرد فيه في حماية وحب الوطن.





فسحة للتفكير

من جانبها، أوضحت الفنانة التشكيلية سمية السويدي أن عدم حرية الخروج الناجمة عن «كورونا» تحمل إيجابيات كثيرة، منها جلوس الفنان مع نفسه واستلهام أفكار جديدة أو إجراء بحوث أكثر للإبداع ووضع أهداف جديدة.



فنون تجسد الوباء

وذكرت السويدي أن أعمالها الفنية لا تتأثر عادة بالمواضيع السياسية أو الصحية، ولكنها تعكس أحاسيسها وتجسد قصصاً من حياتها اليومية، وهو ما يمكن أن ينعكس بطريقة غير مباشرة في أعمالها الفنية المستقبلية، لتكشف عن آثار اجتماعية تسبب بها وباء «كورونا».

ولفتت إلى أنها تركز في الفترة الحالية على تخصيص وقتها لمساعدة أبنائها في الدراسة عن بعد، وهي من المسائل الاجتماعية والتعليمية الجديدة التي تطبق لأول مرة وتتطلب تعاوناً كبيراً من أولياء الأمور.