عقد مجلسا الفنون والصناعات الثقافية اجتماعاً طارئاً مشتركاً عن بعد لمناقشة التحديات التي تواجه القطاع الإبداعي نتيجة الإجراءات الاحترازية المتبعة للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد «كوفيدـ19».
واستعرض المجلس جملة من الحلول المبتكرة للتغلب على الصعوبات التي تواجه المبدعين سيتم تطبيقها خلال الشهور المقبلة على عدة مراحل من خلال تنسيق مع جميع أعضاء المجلس.
وقدمت نورة بنت محمد الكعبي وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة شرحاً مفصلاً عن التحديات التي رصدتها الوزارة في القطاع الإبداعي خلال الأسابيع الماضية بناء على تواصل مباشر مع أكثر من 45 جهة عاملة في 8 قطاعات ثقافية وإبداعية وجلسات عن بُعد ضمت أكثر من 250 مشاركاً من الفنانين والمبدعين لفهم طبيعة التحديات التي تواجههم بما يتيح تصميم برنامج دعم حكومي يتماشى مع احتياجاتهم العاجلة.
تدابير هادفة
وأكدت نورة الكعبي أهمية اتخاذ التدابير الهادفة للتخفيف من الضغوطات المالية على الفئات العاملة في قطاع الصناعات الثقافية والإبداعية بدءاً بالفئات الأكثر حاجة للدعم بهدف استمرارها في الحركة الإبداعية المحلية.
وأشارت إلى أن الفنانين والمثقفين محط اهتمام ورعاية قيادتنا الرشيدة، حيث تعمل الوزارة بالتنسيق مع اللجنة المؤقتة التي شكلها مجلس الوزراء للتعامل مع الآثار السلبية على الاقتصاد الوطني بهدف التعرف على سبل دعم استمرارية الأعمال الإبداعية وتوفير تحفيز إضافي للاقتصاد الإبداعي الذي بات مكوناً رئيسياً من منظومة الاقتصاد الوطني.
تضافر الجهود
وأكدت سمو الشيخة مريم بنت محمد بن زايد آل نهيان رئيسة مؤسسة سلامة بنت حمدان آل نهيان، أهمية تضافر الجهود وتوحيد الخطط والسياسات لإطلاق حزمة اقتصادية موجهة إلى القطاع الإبداعي تسهم في استدامة الإبداع في الدولة وقدرته على مواصلة أداء رسالته السامية كون الثقافة والفنون من الركائز المهمة في بناء الدولة ومن القطاعات التي توليها القيادة الحكيمة رعاية واهتماماً.
وقالت سموها: إن القطاع الثقافي في الدولة أبدى مرونة عالية تجاه تداعيات أزمة فيروس كورونا «كوفيدـ19»، حيث استطاعت المؤسسات الوطنية أن تتكيف بسرعة مع الواقع الحالي وأطلقت المعارض الفنية الافتراضية والمكتبات الرقمية والجلسات الحوارية عن بعد والتي أسهمت في توسيع انتشار الرسالة الثقافية والفنية الإماراتية إلى جمهور أكبر.
واعتبرت سموها المبدعين والفنانين نبض المجتمع، والصوت المعبر عن آماله وطموحاته ومستقبله، مشيرة سموها إلى أن القيادة الحكيمة تعمل على إيجاد البيئة المناسبة التي تضمن استمرار عطائهم وإبداعاتهم التي تثري المشهد الثقافي في دولة الإمارات.
إثراء المشهد
وأكد الشيخ زايد بن سلطان بن خليفة آل نهيان مؤسس وراعي منصة أ.ع.م اللامحدودة، أن المنصة ستستمر في دعم الفنانين الناشئين من خلال تقديم المساعدة المهنية لهم لتطوير وإنتاج أعمال فنية تثري المشهد الثقافي عبر التعاون مع المنظمات الفنية والممارسين الثقافيين في جميع أنحاء الدولة، كما تعمل على خلق فرص للمواهب الشابة للارتقاء بالمشهد الثقافي العام في الدولة.
وشدد الشيخ عبدالعزيز بن حميد النعيمي رئيس دائرة التنمية السياحية بعجمان، على حرص الدائرة على توفير كافة السبل لترسيخ ثقافة الابتكار، ودعم المبدعين والفنانين والقطاع الإبداعي بصورة عامة لمواجهة الظروف الحالية.
وأكد مواصلة الجهود لدعم القطاع الإبداعي والمبدعين وتقييم الوضع بصورة يومية لاتخاذ القرارات المناسبة التي تُواكب التغيرات المتسارعة.
ركيزة أساسية
وقالت الشيخة حور بنت سلطان القاسمي رئيس مؤسسة الشارقة للفنون: «لقد فرضت الظروف العصيبة التي نمر بها الكثير من التحديات والصعوبات على القطاع الإبداعي وأصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، نتيجة لتوقف الفعاليات والمعارض محلياً وعالمياً، وعلينا جميعاً أن نفكر في حلول مبتكرة لدعم هذا القطاع الحيوي».
وأضافت «يمثل تكاتف جميع المؤسسات الحكومية الاتحادية والمحلية والمؤسسات الثقافية ركيزة أساسية في تجاوز هذه الأزمة من خلال تقديم محفزات ومبادرات تضمن ريادة وتطور قطاع الصناعات الثقافية والإبداعية».