الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

رئيس تحكيم «البوكر العربية»: الكتابة العربية تعاني الترهل.. والأعمال المشاركة ذات صياغة روائية متكاملة

رئيس تحكيم «البوكر العربية»: الكتابة العربية تعاني الترهل.. والأعمال المشاركة ذات صياغة روائية متكاملة



اتفق كتاب مشاركون في النسخة الـ13 من الجائزة العالمية للرواية العربية، أن الجائزة تهدف في المقام الأول، إلى مكافأة التميّز في الأدب العربي المعاصر، ورفع مستوى الإقبال على قراءة الأدب عالمياً، عبر ترجمة ونشر الروايات الفائزة.



في المقابل، أكد رئيس لجنة تحكيم الجائزة العالمية للرواية العربية، الناقد العراقي محسن جاسم الموسوي، أن الروايات المشاركة تعتمد على الصياغة الروائية المتكاملة، واعتبارات فنية وموضوعية متعددة، موضحاً أنها ذات طابع تاريخي قديم واجتماعي وسياسي ومستويات مختلفة من ذلك الواقع، وكُتبت جميعها بالفصحى.



وأضاف الموسوي: «أن الكتابة العربية تشكو من الترهل، داعياً الكتاب الشباب إلى تكثيف قراءاتهم للأجناس الأدبية الأخرى، من أجل تعزيز مهاراتهم المعرفية، وتأهيلهم لإنتاج أعمال روائية متكاملة ذات تأثير وجاذبية كبيرة».





6 أعمال متنافسة

وتتنافس على الجائزة، التي ستكشف عن الرواية الفائزة، عبر مؤتمر صحافي يقام إلكترونياً عن بعد، غداً، في الثالثة عصراً ، 6 أعمال لكل من الكتاب: المصري يوسف زيدان عن «فردقان»، والجزائري سعيد خطيبي عن «حطب سراييفو»، واللبناني جبور الدويهي عن «ملك الهند»، والسوري خليل الرز عن «الحي الروسي»، والجزائري عبدالوهاب عيساوي عن «الديوان الإسبرطي»، والعراقية عالية ممدوح عن «التانكي».



128 كاتباً وروائياً

وقال لـ«الرؤية»، رئيس لجنة تحكيم الجائزة العالمية للرواية العربية، الناقد العراقي محسن جاسم الموسوي: «إن الجائزة شهدت في نسختها الـ13، منافسة قوية بين الأعمال المشاركة، إذ تنافس على القائمة الطويلة أكثر من 128 كاتباً وروائياً».

وذكر أن الجائزة لم تشهد مشاركة كبيرة من الروائيين الإماراتيين، ولكنهم أثبتوا جدارتهم في القصة القصيرة منذ الثمانينيات، وحققوا نجاحاً مبهراً في هذا الصنف، لكن الرواية تتطلب وقتاً أطول، وتفرغ الكاتب لسنوات للبحث عن هاجس يشغل باله، مبيناً أن كتاب الروايات المؤثرة استغرقوا بين عام و10 أعوام لإنتاج عمل واحد.

مكافأة الأدب المتميز

وأكد الموسوي، «أن الجائزة تهدف إلى مكافأة التميّز في الأدب العربي المعاصر، ورفع مستوى الإقبال على قراءة ذلك الأدب عالمياً، عبر ترجمة الروايات الفائزة، والتي وصلت إلى القائمة القصيرة للغات رئيسية ونشرها».

ونوه بأن الروايات المشاركة لا تخضع لمعايير محددة، بل تعتمد على الصياغة الروائية المتكاملة وطبيعة الفن الذي اعتمدته الرواية، إلى جانب اعتبارات فنية وموضوعية في بناء الرواية، وليس بكم أو نوعية المعلومات التي تضمها.

روايات شبابية متكاملة

ودعا رئيس لجنة تحكيم الجائزة العالمية للرواية العربية الشباب وكتاب الروايات إلى تكثيف قراءتهم للأجناس الأدبية الأخرى، من أجل تعزيز مهاراتهم المعرفية، وتأهيلهم لإنتاج أعمال روائية متكاملة ذات تأثير وجاذبية كبيرة، وقادرة على الالتقاء بالقارئ، مؤكداً أن الكتابة العربية تعاني الترهل.



طابع تاريخي اجتماعي

ولفت الموسوي إلى أن الاتجاه السائد في الأعمال المتأهلة للفوز في الدورة الحالية، ذات طابع تاريخي قديم واجتماعي وسياسي ومستويات مختلفة من ذلك الواقع، وكتبت بالفصحى، حيث إن الرواية لا يمكن أن تكتمل فنياً، بل هي في حالة بحث عن معنى ومفاهيم وعاطفة أخرى.

إلى ذلك، التقت «الرؤية» عدداً من الكتاب المؤهلين للفوز بالجائزة العالمية للرواية العربية، وتطرقوا إلى عدد من التحديات التي تواجه تأليف الرواية اليوم، وأكثر ما يشغل بالهم ككتاب للروايات، وعن توقعاتهم بالفوز في الجائزة.





ندية فريدة

وأوضحت الروائية العراقية عالية ممدوح، المؤهلة للفوز عن روايتها «التناكي»، أنها المرة الأول التي تتقدم فيها للمشاركة في الجائزة المرموقة، وتعد المنافسة التي تحمل كل شروط الندية بين مبدعين وروائيين عرب، أمراً جميلاً وفريداً تراه لأول مرة.



وحول توقعاتها بالفوز، قالت: «لم أكن يوماً صاحبة توقعات مرتفعة في جميع مراحل حياتي، وذلك بسبب الإخفاقات الكبيرة التي أتعرض وتعرضت لها في حياتي الشخصية والمهنية والأدبية، ولكن ما دمنا قد وصلنا إلى القائمة القصيرة، فأظن أن الجميع شغوف بالاستحقاق، وفي الأصل، ما دمت قدمت للجائزة فطموح الجميع النهائي هو الفوز».



مساحات الإبداع

وأكدت ممدوح أن الجائزة العالمية للرواية العربية، قدمت مروحة شاسعة غطت وتجولت واختارت ونجحت في التعبير عن مساحات الإبداع العربي على طول خريطة الأمة، وعلى توق وحماسة الكاتبات والكتاب العرب للتقدم للجائزة، فهذا يعني الأهمية القصوى لجميع الآليات التي اشتغلت على ضوئها الجائزة في اختيارات لجانها سنوياً.

وذكرت أن ذلك يعد دليلاً شديداً على نزاهتها، وعلى مبلغ الاهتمام العميق للإبداع الروائي الذي شق طرقاً حديثة مغايرة وغاية في الامتياز، لتصبح الرواية العربية الفائزة، إذ نالت قبولها ونديتها مع الأسماء العالمية.

نداء الحرية

وعن القضية التي تشغل بالها دائماً، أوضحت: «لا أنفك من العمل والكتابة والنشاط وبكل الوسائل المتاحة لتعزيز (نداء الحرية) في الكتابة والتعبير وفي التفكير بطرق غاية في الحماسة والحيوية، لاكتشاف قدرات وإمكانات وإبداعات للجيل الجديد، وهنا تبدو الحرية في أعلى مراحل سطوعها وامتيازها».





مشروع روائي

بدوره، قال المؤلف والمترجم السوري خليل الرز، المشارك برواية «الحي الروسي»: «تعد تلك مشاركتي الأولى في الجائزة، ولعل ما يميز روايتي أسلوبها، إذ لا تُبنى على حكاية متسلسلة، بل على مجموعة مشاهد لا تطارد حدثاً معيناً بقدر ما تقترح تفاصيل حيوية في كل مشهد».

وتابع الرز: «روايتي تتميز أيضاً بالإفادة من مهارات السرد الحديثة ومهارات فنون أخرى كالمسرح والسينما والفن التشكيلي، وهي استكمال لمشروعي الروائي الذي بدأ عام 1994 مع نشر روايتي الأولى (سولاويسي)».



مرونة المكان

وذكر الرز: «من حيث المكان، يستكمل (الحي الروسي) مكاناً روائياً مفترضاً أعمل عليه منذ 3 روايات سابقة (أين تقع صفد يا يوسف، بالتساوي، والبدل)، وهو مكان مرن، غير مقدس وغير معني بالحنين أو بالتغنّي بجمالياته، وفي داخله تجتمع شوارع واقعية، من مدن مختلفة، تُستخدم عند الحاجة إليها تبعاً للغايات الفنية المختلفة في كلّ رواية».



منافسة قوية

وأعرب عن تطلعه للفوز بالجائزة، مشيراً إلى أن الأعمال المشاركة الأخرى في القائمة القصيرة تتمتع بمستويات فنية جيدة، ولذلك لن تكون مهمة لجنة التحكيم سهلة، فالمنافسة ستكون قوية فيما بين الروايات.

وتطرق الرز إلى أن للجائزة دوراً مهماً في تسليط الضوء على بعض الأعمال الروائية المهمة، فقد أصبح الإعلان عن قائمتي الجائزة (الطويلة والقصيرة)، موسماً سنوياً لقراءة تلك الروايات، ثم التفضيل فيما بينها.



تعزيز انتشار الرواية

من جانبه، أكد الروائي الجزائري سعيد خطيبي، صاحب رواية «حطب سراييفو»، «أنها المرة الأولى التي تصل فيه إحدى رواياته إلى ترشيحات الجائزة العالمية للرواية العربية، ما يدلل على قوة أثرها».

وعن توقعاته بالفوز في الجائزة، لفت خطيبي إلى أنه اطلع على كافة الأعمال المشاركة، ولاحظ أنها جميعاً تتسم بقوتها وقدرتها على المنافسة بشدة، كما أن الجائزة رفيعة المستوى، ولديها دور مهم في الترويج وتعزيز انتشار الرواية العربية والشبابية.

وتابع الروائي الجزائري: «نلاحظ خصوبة الأعمال الروائية الجديدة، إذ نرى جيلاً جديداً يعمل بهدوء ليقدم أعمالاً مختلفة بغض النظر عن عمر الكاتب».



قرصنة أدبية

وتطرق إلى تحديات في حلقات كتابة الرواية اليوم، منها مسألة القرصنة التي يتوجب النظر فيها، حيث إن الكاتب معني بالكتابة وتقديم نص جيد وجذاب، فيما يشغله ككاتب روائي قضية الحرية في الكتابة والتفكير والدفاع عن حرية الآخرين، الأمر الذي تضع له بعض الدول حدوداً ما تعيق الكاتب عن الإبداع.