الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

غرافيتي يتحدى كورونا.. جداريات تجسد الممرضة السوبرمان وفرحة سيد الخواتم وقبلة الموت بين ترامب وبوتين

ناصر النجدي

لم يبقَ شيء في دنيانا لم يتأثر بكوفيد-19، وفي المقدمة منها الفن والثقافة. ولكن الوباء لم يثنِ فناني الغرافيتي على محاربته والتعبير عن ظواهره في الشوارع ومحطات المترو وعلى الجدران، وفي المقدمة منهم الفنان الغامض بانكسي وتحيته للممرضات والعاملين في الرعاية الصحية عبر لوحته بعنوان «الذين يغيرون قواعد اللعبة» التي علقها في مستشفى ساوثهامبتون.

واجتاح فنانو الغرافيتي شوارع العالم للتعبير عن آرائهم في ظواهر الوباء وتسلية المارة في زمن الكارثة والكورونا، بعضهم استلهم رسائل بانكسي ذاتها، وبعضهم ابتكر ثيمات أخرى، وبعضهم أظهر الممرضة في صورة «سوبر هيرو» أو بطل خارق فوق العادة وهي ترتدي قناعاً طبياً، تقديراً لما تقدمه الممرضات من جهد وتضحيات في علاج مرضى كورونا.





قبلة الموت

وكالعادة تظهر السخرية من بين خطوط رسوم الغرافيتي المتعلقة بالوباء ومن بينها رسم الفنان جون دو الذي سخر من الدعوة الخطيرة والمضحكة التي أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للحقن بالمنظفات والمطهرات كحل محتمل للشفاء من كوفيد-19!

ورسم فنان آخر قبلة الموت بين الرئيسين الأمريكي ترامب والروسي بوتين في زمن كورونا، بعد أن سجلت الإصابة بالمرض أرقاماً هائلة في البلدين.

بينما اختار فنان غرافيتي تمثال الحرية ورسمه وقد حاصره الفيروس من كل جانب، تجسيداً لاجتياح الوباء أمريكا بسبب التأخر في مواجهته والاستهانة به.





بطولة الممرضات

وفي قلب مانهاتن تضامنت مستشفى مونتفيوري مع الفنان تريستان إيتون لرسم جدارية كبيرة في نيويورك تمجد بطولة الممرضات في الصفوف الأمامية لمكافحة كورونا.

ولم يسلم الرئيس البرازيلي بولسونارو من رسومات فنان الشوارع البرازيلي إيرا أوسكريسبو، بعد أن استهان بولسونارو بالعزل الاجتماعي ما أدى لتفشي المرض بصورة كبيرة في بلد السامبا.





تخزين السلع

من جانبه، رسم الفنان الأسترالي لوشوكس الرئيس الصيني شي جين بينغ مرتدياً بذلته الشهيرة وهو يقول «لاأرى شيئاً، استمروا» في لفتة احتجاج على التقليل من أعداد الإصابات والضحايا في الصين التي شهدت بداية تفشي الوباء.

وألهمت حمى الشراء التي اجتاحت معظم المجتمعات في بداية الحجر الصحي الفنانين الذين سخروا من التدافع لتخزين سلع ومنتجات من غير ضرورة.





ورق التواليت

وانتقد فنان الشوارع جيسوس كرون أرتيليز من الدومينيكان تهافت الناس على شراء ورق التواليت، واستعان بشخصية جالوم الشهيرة في دراما سيد الخواتم، فرسمه وهو يحتضن بكرة ورق ويصرخ "أثمن ما أملك"!

وعادة ما يستلهم فنانو الغرافيتي أعمالهم من الشائعات والقصص الجديدة والمعلومات العامة ويعكسونها في أعمالهم مع بعض المبالغة، لذلك يعتبر وسيطاً مكملاً لوسائل الإعلام التقليدية، وتعبيراً عن الآراء الشائعة بين الجماهير.





صرخة تمرد

وتمتاز رسومات الشوارع بأنها لا تخضع للرقابة ولا تحتاج لموافقة مسبقة، ما يجعلها أشبه بصرخة تمرد في المجتمع، لأن الفنانين الذين يرسمونها يعلمون أنها تخالف العرف السائد أو القانون.

واستطاع هؤلاء الفنانون على اختلاف مدارسهم ودولهم التعبير عن الغضب الجماعي والخوف والإحباط الذي يلف عشرات الملايين في أنحاء العالم، وساعد في تقليل حدة تلك المشاعر، وطرح بصيص من أمل وتقوية الصلة بين الأفراد والمجتمعات.