حوار: منورة عجيز
رفض الكاتب والروائي المصري الدكتور يوسف زيدان، الاتهامات التي يوجهها البعض والتي يرون فيها أنه يعمد إلى التشكيك في العديد من القضايا الراسخة في الوجدان، مؤكداً أن الشك من وجهة نظره أول الفلسفة.
وعزا في حواره مع «الرؤية» «الداعي لطرح تلك الأفكار الآن، ليس للتشكيك أو لاختبار الأفكار وفقط، ولكن لتوجيه الأنظار إلى أن كثيراً من الأوهام والأفكار يقودنا إلى المهالك وهي غير حقيقية».
وأشار إلى أن دوره كمثقف التنبيه من الذين لعبوا بالدين في الدنيا ولأغراض سياسية وعبر قرون طويلة، وأدت أفكارهم إلى إحداث خلل في الذهنية العامة للعرب والمسلمين، منوهاً بأن حرصه على التنبيه من خطورة هذه الأفكار، لم ينبع بدافع الهوى ولكن بدافع الحرص على الجماعة التي ينتمي إليها.
ودعا زيدان الكتاب الشباب إلى تأليف الروايات باتباع المبدأ العام لكتابة الرواية، وهو الكتابة بشكل مختلف، مشيراً إلى أن عليهم بالقراءة والبحث، حيث يقضي أياماً طويلة في القراءة والبحث في التفاصيل الدقيقة عبر العصور، ليتمكن من تقريب الواقع إلى قارئه بشكل مذهل.
- حدثنا عن مشاركتك في الجائزة العالمية للرواية العربية الأخيرة.
- ما الذي دفعك إلى المطالبة بسحب روايتك المشاركة في دورة 2010؟
وعندما وصلت الرواية إلى القائمة الطويلة في الجائزة وانتشر الخبر، علمت بالأمر وضايقني ذلك ورأيت فيه مزاحمة وإضراراً بالجائزة وإحراجاً لي، لذا اتصلت بإدارة الجائزة فوراً من أجل سحب روايتي ولإفساح المجال للروايات الأخرى، وإعطاء المبدعين فرصة للتميز.
- بعد مرور 10 أعوام على فوزك بـ«البوكر»، تأهلت رواية «فردقان» إلى القائمة القصيرة، حدثنا عنها.
استغرقت كتابة الرواية قرابة عامين، لكنني اعتمدت فيها على معارف ومصادر مخطوطة ومطبوعة، تراكمت بذهني خلال سنوات طوال، علماً بأنني كتبت مسودات الرواية في أماكن عدة، وكان تبييض الشكل النهائي لها، في القاهرة والإسكندرية.
- ما تقييمك للجائزة العالمية للرواية العربية؟
- بماذا تنصح الكتاب الشباب؟
- من وجهة نظرك، ما التحديات التي تواجه الرواية العربية؟
- علام يشمل دور الكاتب العربي؟
- لماذا تصر على التشكيك في قصص وقضايا راسخة في الوجدان؟
وبخصوص مسألة الإسراء والمعراج، أرى أن الجمع بينهما خطأ، وأن كلمة «المعراج» خطأ في اللغة، فلا يوجد شيء في اللغة يدعى ذلك، إلا اسم الآلة: مفتاح، مثقاب، محراث ولكن معراج هو اسمه «عروج».
وأدري جيداً كيف جمع المشايخ بين الإسراء والمعراج، إذ تم ذلك في الزمن الأموي، عندما أراد عبدالملك بن مروان صرف الأنظار عن مكة وتحويلها إلى مدينة «إيليا»، التي استعادت اسم بيت المقدس وسميت القدس وبنى القبة فأراد أن يحول القداسة إليها، وبالتالي «المعراج» لا يؤكده القرآن أبداً، وسورة النجم التي يحتج بها المشايخ تتحدث عن نزول «الروح القدس» أو «جبريل» إلى الأرض وليس صعود النبي، أما الأحاديث فهي واضحة الضعف من حيث المتن، ولا تدل على شيء وتكذب نفسها بنفسها.
ولكن لماذا أطرح ذلك؟ وهو ما كتبته في كتاب «شهود تراثية وشهود عربية» عبر فصول كاملة بالمراجع والأدلة، ليس للتشكيك أو لاختبار الأفكار وفقط، ولكن لتوجيه الأنظار إلى أن كثيراً من الأوهام والأفكار تقودنا إلى المهالك وهي غير حقيقية، وأن الذين لعبوا بالدين في الدنيا ولأغراض سياسية وعبر قرون طويلة، أدو إلى إحداث خلل في الذهنية العامة للعرب والمسلمين، ودوري أن أنبه إلى ذلك، ليس بدافع الهوى ولكن بدافع الحرص على الجماعة التي أنتمي إليها.
- علام يتضمن مشروعك الأدبي المقبل؟
67 إصداراً
الدكتور يوسف زيدان من مواليد 1958، وهو روائي وأديب ومثقّف مصري متخصّص بالدراسات العربية والإسلامية، وصدر له أكثر من 60 كتاباً ونالت أعماله جوائز دولية عديدة.
فازت روايته الأشهر «عزازيل» (2008) بالجائزة العالمية للرواية العربية عام 2009 وترجمت إلى 16 لغة، كما حازت النسخة الإنجليزية من الرواية بجائزة أنوبي للكتاب الأول عام 2012 التي يمنحها مهرجان إدنبره لأفضل رواية مترجمة للمرة الأولى إلى اللغة الإنجليزية، وجائزة سيف غباش-بانيبال للأدب المترجم عام 2013.
يمتلك 7 روايات، من بينها «ظل الأفعى» (2008)، «عزازيل» (2008) «النبطي» (2010)، «محال» (2012)، «جوانتنامو» (2014)، «نور» (2016) و«فردقان «(2018).
شغل منصب مدير مركز المخطوطات والمتحف التابع لمكتبة الإسكندرية، وعمل أستاذاً جامعياً ومحاضراً عاماً وكاتباً لعمود أسبوعي في الصحف، بالإضافة إلى عمله كاتباً مثمراً.