الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

تونس.. شروط «الصحة» لتنظيم المهرجانات تثير غضب الفنانين

أقرت الحكومة التونسية مجموعة من الإجراءات تتعلق بالقطاع الثقافي في إطار الوقاية من فيروس كورونا والتي اعتبرها عدد كبير من الفنانين غير منطقية ولا تتماشى مع بقية منظومة الإجراءات التي اتخذتها الحكومة مثل عودة نشاط الأسواق الأسبوعية التي تشهد اكتظاظاً أكثر من المهرجانات الصيفية.

وأثارت هذه القرارات التي أعلنتها وزارة الثقافة جدلاً واسعاً بين الفنانين الذين توقف نشاطهم طيلة الأربعة أشهر الماضية.

وتمثلت إجراءات وزارة الثقافة التي فرضتها اللجنة الطبية لمتابعة فيروس كورونا إلغاء مهرجاني قرطاج والحمامات وهما أكبر مهرجانين تونسيين، كما فرضت الوزارة حضوراً لا يتجاوز الـ1000 متفرج فقط في الفضاءات المفتوحة من مسارح الهواء الطلق، و30 متفرجاً في الفضاءات المغلقة التي يبدأ نشاطها بداية من منتصف الشهر الجاري في حين ستنطلق المهرجانات الصيفية في المحافظات بشروط الوزارة منتصف الشهر المقبل.

وأكد نقيب مهن الفنون الدرامية المسرحي جمال العروي أنه لم يتم استشارة المعنيين من خلال نقاباتهم مثل الموسيقيين والمسرحيين والتقنيين في هذا القرار.

وأضاف لـ«الرؤية»: «كنا ننتظر أن يكون صيف 2020 فرصة للفنانين التونسيين لتقديم أكثر ما يمكن من عروض بعد الاستغناء عن العروض الأجنبية لكن حسب المعطيات الحالية يبدو أن الموسم سيكون خالياً من تلك العروض».

وتابع «نعتبر هذا القرار غير نهائي وسنعمل مع بقية النقابات على تعديله فمسارح الهواء الطلق تتسع للآلاف ومهرجانا قرطاج والحمامات من الممكن أن يكونا فرصة تاريخية للفنان التونسي».

من جهته، اعتبر المخرج المسرحي لسعد بن عبدالله أن هذا القرار تم في غياب استشارة الفنانين الملمين أكثر من غيرهم بحساسية هذا القطاع ما وضع آلاف التونسيين من فنانين وتقنيين في دائرة البطالة منذ شهر مارس.

وأضاف بن عبدالله: «مسرحيتي مثلاً ممو وشيحمة كانت ستعرض في عشرات الأماكن في النصف الثاني من مارس وأبريل ومايو وقد تفهمنا هذا التوقف بسبب كورونا لكن الفيروس اليوم حسب الأرقام الرسمية لم يعد يشكل خطراً يمكن أن تلغى بسببه المهرجانات ومنها الحمامات وقرطاج وهما الأقدر على تشغيل الفنانين كما أنه ليس من المنطقي محاصرة المهرجانات بهذه الشروط مع السماح بعودة الأسواق الأسبوعية بما فيها من تدافع وفوضى».

وفي السياق ذاته، قال المسرحي أكرم عزوز صاحب مسرحية «سلفي» إنه وحسب مقاييس وزارة الثقافة فإن مسرحيته ستحرم من العروض لأن الفضاءات المغلقة لا يمكن أن تنظم عرضاً لـ30 متفرجاً فقط.

وأضاف لـ«الرؤية» من الواضح أن القرار ليس قرار وزارة الثقافة بل وزارة الصحة ولم تتم استشارة الفنانين فيه».

من جهته، أشار الموسيقي والمسرحي فرحات الجديد إلى أن الموسم الثقافي انتهى عملياً بعد إعلان الإجراءات الجديدة وكان من المفروض تنظيم مهرجاني قرطاج والحمامات لما لهما من ثقل فني على صعيد الإمكانات التقنية والمالية ما كان يمكن أن يمنح الفنانين فرصاً للعمل.