الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

ناشرون: «كورونا» غير بوصلتنا ودفعنا للنشر الإلكتروني والتسويق الافتراضي

ناشرون: «كورونا» غير بوصلتنا ودفعنا للنشر الإلكتروني والتسويق الافتراضي

أكد ناشرون ومؤلفون بالدولة أن فيروس «كورونا» المستجد غير بوصلتهم وحساباتهم، ودفعهم إلى التوجه للنشر الإلكتروني والتسويق الافتراضي وتقليص طباعة الكتب الورقية وإعادة النظر في خدمة الطباعة عند الطلب، وذلك للتغلب على تأجيل معارض الكتب المحلية والدولية التي كانت بمثابة المتنفس الرئيس لدور النشر والساحة الأهم لعرض مطبوعاتها الأدبية.

وذكروا أن بعض دور النشر نظمت معارض افتراضية لتسويق الكتب والروايات، بينما عملت أخرى على رفع معدلات إصدار الكتب الإلكترونية لتنقذ نفسها في ظل الأزمة العالمية، الأمر الذي انعكس إيجابياً على المبيعات، فيما قدمت دور نشر عروضاً وخصوماتٍ مميزة للقراء بهدف إحياء ما تبقى من صناعة النشر.





معارض افتراضية

وأكد مؤسس دار نبطي للنشر محمد عبدالله نورالدين أن الفترة المقبلة ستشهد عودة للنشاط في قطاع النشر مع زيادة الأنشطة الافتراضية للمعارض المحلية والدولية، والتي ستسبق فتح المعارض التقليدية مجدداً، إذ تفتح باباً لوصول الأعمال إلى القراء، وخاصة مع وجود رغبة للكثيرين في شراء الكتب عن بُعد، ويمكن إعداد قائمة للتواصل مع هذه الفئة من القراء.



طباعة عند الطلب

وأكد نورالدين أن دور النشر أعادت حساباتها في ظل جائحة «كورونا»، متوقعاً مضاعفة النشر الإلكتروني، وخدمات الطبع عند الطلب، وخاصة أنها تعد حلاً لكثير من الكتب التي لا يوجد طلب كبير عليها، حيث إنها لن تفعل تجارياً في حال عدم وصول الطلب على الكتاب إلى 50 نسخة على الأقل.

ويرى أن مستقبل الكتاب الورقي في خطر نسبي وليس مضاعفاً بسبب الفيروس المستجد، إذ إنه من المتوقع أن يقل معدل الطباعة الورقية لكنها ستستمر.



تجاوز الأزمة

وقال مؤسس دار نبطي للنشر: «لا نستغرب بعد تلك الأزمة العالمية أن تغلق بعض دور النشر أبوابها، إذ يواجه ناشرون صعوبات ناجمة عن تأجيل معارض الكتب التي تشكل المتنفس الأول لهم والأكثر أهمية، حيث إنه من الصعب تجاوز الأزمة بسهولة، إلا بالاستفادة من المعارض الافتراضية».





كتب إلكترونية

المؤسس والمدير التنفيذي لدار «ملهمون» للنشر والتوزيع محمد قنديل، يرى أن المرحلة المقبلة ستشهد تغيراً واضحاً في آليات الطباعة وأعداد الكتب المطبوعة، مشيراً إلى أن الفترة الماضية رصدت توجهاً صريحاً من قبل دور النشر نحو إصدار الكتب الإلكترونية بمعدلات إضافية لتنقذ نفسها في ظل الأزمة العالمية، الأمر الذي انعكس إيجابياً على مبيعات الكتب الإلكترونية.





دعم الناشرين

ولفت قنديل إلى أن مهنة النشر تعتمد بشكل عام على الدعم المعنوي والمادي وتتطلب مساندة ودعماً رسمياً للناشرين، منوهاً بأن احتمالية تقليص طباعة الكتب الورقية ارتفعت في ظل الجائحة بنسب كبيرة تراوحت بين 60 و70 %، في حين تمكنت 30 % من دور النشر من المحافظة على مستويات مبيعاتهم نتيجة لاعتمادهم على أكثر من وسيلة للعمل.

وتطرق إلى أن دار «ملهمون» نظمت معرضاً إلكترونياً في الفترة الماضية، مع تزايد تأثير الجائحة على العالم، وتم تقديم عروض وخصومات مميزة للزوار والمشاركين في المعرض بهدف إحياء ما تبقى من صناعة النشر.





مضاعفة النشر

وأكد مدير دار سما للنشر والإنتاج والتوزيع أحمد سالم عبدالقادر: «إننا نسعى حالياً لوضع خططنا بهدف مضاعفة النشر إلكترونياً وتجهيز طبعات جديدة حسب طلب العملاء في الداخل والخارج».

وأضاف: «نحن كدور نشر وتوزيع نعتمد كلياً على المعارض التي تعقد داخلياً وعلى وجه الخصوص المعارض الدولية لما لها من مساحة نشر أوسع، فالمعارض حلقة وصل مهمة بيننا وبين أكبر عدد من العملاء والزوار، ولا نخفي أن الكتاب يواجهه خطر مضاعف في ظل الظروف الصعبة، وعليه فإن الفترة المقبلة ستشهد مبيعات أقل».





الكتاب المطبوع

مدير الإعلام وعضو مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات عبدالرحمن نقي، قال إن النشر الثقافي سيتأثر نتيجة لجائحة كورونا، وخاصة الكتاب المطبوع، ولكن سيظل ميل القراء إلى المطبوع أكثر سواءً بعد جائحة كورونا أو في ظل أي أزمة أخرى.

وتابع: إن عادة القراءة ما زالت متأصلة بالكتاب عبر مصافحته والقراءة منه، حيث إنه أكثر حضوراً من الكتب الإلكترونية، الذي يمكن أن تتأثر نتيجة لانقطاع الإنترنت أو عدم توفره لدى البعض.





مكتبات عامرة

وأضاف نقي: «الكتاب المطبوع سيظل موجوداً في مكتبات المنازل العامرة والمدارس والمؤسسات التعليمية المختلفة، حيث يتيح للقراء كتابة الملاحظات عند قراءته وهو في متناول اليد، بما يتيح الرجوع إليها في وقت لاحق، لكن الكتب الإلكترونية لا تتيح ذلك للقراء».