السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

نجوم الفنون الشعبية: أحلام الطفولة والعزيمة والموهبة سر ارتياد دروب الأجداد



منهم من اشتهر بالصدفة وسار على درب الأجداد ليصون الفنون الشعبية والتراثية، وآخرون اتخذوا من رهبة الجمهور دافعاً للنجاح واستكمال المسيرة، وغيرهم من سعوا إلى تحقيق أحلام راودتهم منذ الطفولة حتى أصبحوا نجوماً في عالم الفنون الشعبية والتراثية الإماراتية.



وبين صعوبة البدايات واقتناص الفرصة وتجاوز المحن والعقبات وأسرار النجاح، يروي نجوم في عالم الفنون الشعبية قصصاً ملهمة حول دروبهم في هذه العوالم الساحرة، التي تفوح بعبق التراث وتحمل مآثر الأجداد وفنونهم المتأصلة.



حلم الطفولة

قالت أول مدربة طيور إماراتية جواهر الشامسي إن العمل في حديقة الحيوانات كان حلمها منذ الصغر، فقد كانت ترعى عدداً من الحيوانات الأليفة في المنزل ولكن لم يخطر ببالها أن تربي طيراً جارحاً، وهو ما تحقق من خلال عملها في الحديقة كمدربة طيور.

ولأن مهنة تدريب الطيور والصقور غير مألوفة للفتيات في المجتمع، كان الأمر بمثابة أكبر تحدٍ لقدراتها وطموحها، فقد دعمتها أسرتها وأصدقاؤها وقدموا لها التشجيع، وهو ما ساعدها على إثبات قدراتها، مؤكدة أنه لا يوجد مستحيل مع الإرادة والإصرار.



ألفة الطيور

وحول التحديات التي واجهتها، أكدت الشامسي: «في بادئ الأمر كانت الطيور غير معتادة على وجودي، ولكن مع التعود وإطعامها والتعامل معها استطعت كسب ثقتها والتقرب منها وتدريبها، وتوطدت العلاقة بيننا وتعلقت بها ووصلنا لمرحلة الألفة»، مشيرة إلى أنها تتعامل مع مختلف الطيور الجارحة مثل النسور والعقبان والبوم، وغيرها.





رهبة الجماهير

الشاعر الشعبي محمد سعيد المشيخي ذكر أن بدايته الفعلية في إلقاء الشعر الشعبي كانت عام 1999، حيث اكتشف موهبته في العشرين من عمره، معترفاً بأنه عانى رهبة كبيرة في اليوم الأول الذي ألقى فيه أشعاره أمام الجمهور، إلا أن تفاعل الجمهور بإيجابية معه وتشجيعهم له أسعده كثيراً وشجعه على الاستمرار.



صقل الموهبة

وأضاف المشيخي أن هذا القبول الجماهيري والتشجيع دعم موهبته، ودفعه إلى صقلها بالدراسة حيث التحق بأكاديمية الشعر النبطي في أبوظبي، وحصل على عضوية جماعة الشعر الشعبي، ليشارك بعد ذلك في مهرجانات شعرية عديدة تعنى بالشعر الشعبي، كما حصل على مراكز متقدمة في مسابقات الشعر المختلفة.





مجالسة الشعراء

بدوره، أشار راعي الشلات الشاعر صغير سعيد الكتبي إلى أنه اكتسب موهبة الشعر بالوراثة من والده الشاعر مطر معيوف الكتبي، كما تعلمها من مجالسة أشقائه وكثير من أفراد عائلته، مبيناً أنه كان يرافق والده في مجالس الشلات والشعر وتعلم الكثير منها ومن أصدقائه الشعراء، وحينما بدأ في إلقاء الشعر لقي ترحيباً كبيراً من المحيطين به ودعماً من والده.



فن الشلة

واستطاع الكتبي، رغم عمره الذي لم يتخط العقد الثالث، أن ينشر فن الشلة التراثي بين جيل العشرينات، مؤكداً أن الشلة الإماراتية مهددة بالاندثار، داعياً الآباء إلى المساعدة في تعميق حب فن الشلة في وجدان أبنائهم من خلال حضورهم لمجالس الكبار، لصون هذا الفن التراثي الأصيل.





عشق التراث

أما الشاعر وصاحب القرية التراثية في مدينة العين خلفان بن نعمان الكعبي فله قصة تتعلق بحلمه الذي طالما راوده في الصغر، وهو بناء قرية تراثية أصيلة، قائلاً: «أهوى التراث منذ طفولتي وقد بدأ الأمر معي كحلم صغير حينما كنت في الـ15 من عمري تمثل في رسومات وخربشات على الورق، وكبر معي الحلم حتى استطعت اليوم أن أحققه على أرض الواقع، بعد أن تابعت القرى التراثية التي يتم إنشاؤها عادة فلم أجدها تمثل الحياة القديمة في الماضي كما كانت عليه حقيقة».



جهود ذاتية

وعن التحديات التي واجهته في إنشاء القرية ذكر الكعبي: «حينما أعود وأفكر اليوم في كيفية تشييد هذه القرية لا أصدق نفسي، فقد توليت بنفسي التمويل والتصميم والتنفيذ وبجهودي الذاتية، بحيث تحمل القرية الطابع التراثي من مبانٍ بمواد أولية وثقافة وفكر يسعى إلى تجسيد التراث على شكله الحقيقي، وقد استعنت ببعض الأشخاص ممن لهم الخبرة في مجال التراث ومفرداته من كبار المواطنين، وساعدوني في التعرف إلى تراث الأجداد من زاويتهم ونظرتهم وذكرياتهم».





رزفة الأجداد

بينما يروي صاحب فرقة الحربية الشهيرة في العين علي بن نعمان الكعبي بداياته مع فن الرزفة بأنه توارثها عن آبائه وأجداده، مشيراً إلى أنه مارسها فعلياً في الـ12 من عمره خلال مشاركاته في أعراس أهل الفريج، مبيناً أنها كانت تمارس وقتها فقط من خلال الأداء البشري، ومن ثم دخلت عليها الطبول وحديثاً صارت تؤدى بالموسيقى.



شهرة بالصدفة

وأوضح الكعبي أن بداية مواجهة الجماهير بشكل رسمي حدثت معه منذ 20 عاماً بالصدفة، حينما تأخر صاحب أحد الفرق عن إحياء عرس بسبب عطل فني في سيارته اضطرته للعودة، وإنقاذاً للموقف تطوع بأداء هذا الفن العظيم، وإسعاد الحضور به طوال الليل، ما كان فاتحة خير له أدت إلى بداية شهرته وتعرف الجمهور عليه، وخلال تلك الفترة شرع الكعبي في تكوين فرقته الخاصة والتي تشارك حالياً في كافة المناسبات الوطنية والخاصة.