"الفنون قادرة على التأثير وتغيير المعادلة بشكل إيجابي لصالح الإنسان"، هذه هي قناعة الفنان الإماراتي ضياء علام، الذي واجه بخطوطه الفنية وألوانه (كوفيد-19)، من خلال مشاركته بعمله الفني «هذا سيمضي»، الذي كشفت عنه مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، أخيراً ويعكس قدرات الفنون على الإسهام في تضامن الإنسانية في وجه وباء فيروس كورونا المستجد.
«هذا سيمضي»
وعن مشاركته في الحملة التي تنظمها المجموعة، قال الخطاط الشاب الفنان ضياء علام: إن «حملة # الثقافة إنسانية_متحدون_دمتم_بخير، التي شارك فيها مع الفنان التونسي العالمي إل سيد، جاءت بمثابة عرض تفاعلي تشكيلي مباشرا على منصة إنستغرام، استغرق مدته أكثر من 45 دقيقة عن بُعد».
وأوضح أن «العرض يأتي ضمن سلسلة من الفعاليات التي تقدمها المجموعة على منصاتها الرقمية وحساباتها على وسائل التواصل الاجتماعي، وسعياً لتعزيز التضامن الإنساني والتكاتف المجتمعي عبر دعم الثقافة والفنون والتعليم، والتزاماً بالاستجابة الوطنية الشاملة في مواجهة الظرف العصيب الذي تمر به الإنسانية والمتمثل في انتشار وباء كورونا».
وعن الأسباب التي حفزته على المشاركة بالحملة، أوضح الفنان الشاب «أن الفن بالنسبة له وسيلة يمكن من خلالها جمع الناس معاً، حيث يسهم في وضع الأشخاص على نفس المستوى والتصور، لذلك فإنه يشعر بمسؤولية لنشر رسالة أمل واتحاد عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مؤمناً أن أفضل طريقة لتخطي الجميع هذه الظروف الطارئة هي بالاتحاد والأيمان أن غداً أفضل».
متوجهاً بالشكر لمجموعة أبوظبي للثقافة والفنون المنظمة لهذا الحدث الفني الاستثنائي، الذي جاء في ظروف إنسانية صعبة فرضت على الجميع العزلة المنزلية الذاتية والإجبارية.
مهمة إنسانية
وتابع : «شاركت في هذا العمل المشترك، «هذا سيمضي»، مع الفنان التونسي العالمي «إل سيد»، استلهاماً لقدرات الفنون على الإسهام في تضامن الإنسانية في وجه وباء كورونا المستجد، وإبرازاً لدور الفنون عبر مسيرة الحضارة الإنسانية، وخاصة في هذه المرحلة الصعبة من تاريخ الإنسانية».
واضاف: «تلك الظروف الاستثنائية، فرضت على الجميع التباعد الاجتماعي، ودور الفنان أن يحمل رسالة أمل، ويدرك أن الفن يلعب دوراً مهماً في التخفيف من الأزمات والكوارث».
وأشار علام إلى أنه «بمجرد أن طرحت الفكرة عليه من مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، التي تضع خدمة الإنسانية في المقام الأول، وجد في تلك الفعالية فرصة مثالية تعكس الرسالة الأسمى للفنان، والمتمثلة في خدمة الإنسانية في الظروف كافة وبكل الإمكانات المتاحة، لذلك أراد أن تكون موهبته الفنية سبيلاً للتخفيف من آثار هذا الظرف الذي يعيشه العالم أجمع».
ورأى علام أن «ما يميز الفعالية، أنها فريدة من نوعها على صعيد المنطقة، حيث اعتمدت على استخدام منصات مواقع التواصل الاجتماعي لتصل إلى كل مكان وتخفف على الأشخاص في عزلتهم، وتؤكد أن الفن لا يعرف حدود الزمان والمكان، وحققت الربط النفسي مع الجمهور عن طريق استقاء المشاعر والأحاسيس التي تغمرهم حالياً خلال هذه الأزمة وترجمتها إلى عمل فني تفاعلي».
وسيلة عصرية
وأكد الفنان الشاب أن «منصات مواقع التواصل الاجتماعي نجحت في توصيل الثقافة والفنون لعشاقها، حيث إنه في ظل هذه الظروف غير المسبوقة تعتبر مواقع التواصل الاجتماعي من أهم أساليب التفاعل مع الآخرين، وبالتالي يعد استخدامها أكثر أهمية من أي وقت مضى، ودور الفنانين هو استغلال هذه المنصة في إيصال رسالتهم الفنية بأسلوب يتماشى مع متطلبات الوضع الراهن».
ولفت إلى أن «الفعالية نجحت في المساهمة في التخفيف عن الأشخاص في عزلتهم، حيث ظهر هذا جلياً من خلال التفاعل الكبير للجمهور، الذي وجد أن الفن يغوص في أعماق النفس ليرتقي بها إلى قمة الإيجابية التي تساهم في تخطي هذه الفترة العصيبة»، فيما كشف، أنه يستعد خلال الفترة المقبلة على إنهاء مجموعة من الأعمال الفنية الجديدة، والتي من المقرر عرضها في مزاد علني على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي إنستغرام قريباً
لوحات ببصمة كورونا
وأكد الفنان الإماراتي أن «الأزمة الحالية التي يعيشها العالم في ظل جائحة (كوفيد-19) ساهمت في إلهام الفنانين التشكيلين بالمزيد من الأفكار الإبداعية، وساهمت وبشكل كبير في تغيير العديد من المفاهيم في حياتنا اليومية، وأثرت على أعمالهم الفنية لتعكس الواقع والظروف التي يعيشها الجميع، وكل فنان يحتاج دائماً إلى مواكبة المتطلبات المتجددة، والتوصل إلى أفكار إبداعية سواء في العمل الفني نفسه أو في وسيلة إيصال العمل الفني للجمهور».
واشار إلى أن التماسه تفاعل الجمهور مع فعاليات البث المباشر حفزه على اتخاذ قرار تنفيذ المزيد من الفعاليات المباشرة خلال الفترة القادمة، لما شهده بنفسه من مردود فاق توقعه لتفاعل الجمهور لأكثر من 45 دقيقة مع البث المباشر على منصات المجموعة.
.