الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

جلسة لـ«اتحاد الكتاب»: الانفتاح على النقد البناء أساس إثراء المشهد الأدبي

استضاف اتحاد كُتاب وأدباء الإمارات، مساء أمس الثلاثاء جلسة بعنوان «تواصل أجيال الكتابة»، بمشاركة كل من الشاعر أحمد العسم، والأديبة صالحة غابش، وأدارتها الكاتبة شيماء الحوسني.

وفي مستهل الجلسة تحدث الكاتب والأديب والشاعر الإماراتي أحمد العسم عن مسيرته الشعرية التي بدأها بصحبة مجموعة الشعراء والشاعرات الذين كانوا يتنافسون على مستوى الكتابة فيما بينهم ما دفعهم إلى تأسيس مجموعة «الشحاتين»، واصفاً تجربته مع الكتابة الشعرية بـ«الكلاسيكية» عبر الأشعار العمودية، والتي استذكرها ونشرها في جريدة الخليج عام 1984.

وتابع: «بعدها كان التمرد الإبداعي حينما أسس مع مجموعة من الشعراء مثل عبدالله السبب وأحمد المنصور مجموعة «الشحاتين» الشعرية التي لم يقبلها الكثيرون وأخرجوا بياناً يشرحون فيه رؤيتهم الإبداعية، وعبر هذه المجموعة استطاعوا أن يطووا خجلهم الأول أمام الجمهور».

وأضاف «خُيل لنا ضرورة تسمية أنفسنا باسم جاذب مثل (الشحاتين) ما قد يلفت الآخرين لنا، وكنا نجتمع في مقهى كل خميس حتى في ليالي شهر رمضان ونجم عن ذلك إصدار مجموعة شعرية».

واعتبر حركة «الشحاتين» الشعرية مختلفة عن غيرها بسبب تمردها الإبداعي.

ورداً على سؤال حيال ضعف إقبال الكتاب على التأليف الشعري باللغة الفصحى أكد وجود العديد من الشعراء المقتدرين المميزين في هذا المجال، مشدداً على أهمية النقد البناء لتحفيز الأقلام الجديدة.

ورأى أن من المهم على المثقفين والكتاب الجدد الاحتكاك بالقامات الأدبية للاستفادة منهم والتعرف على خبراتهم عن كثب، ومن ثم قرأ مجموعة واسعة من قصائده منها «حزن وحب».

الشغف بـ«لغة الضاد»

فيما ذكرت الكاتبة صالحة غابش أن مسيرتها الإبداعية في المجال الأدبي بدأت في المرحلة الابتدائية عندما نما حبها للغة العربية وهي في صفوف الدراسة، وتلمست آنذاك بفطرتها إمكانية قدرتها على خلق وصناعة مستقبل تطلع له من خلال هذه اللغة، فضلاً عن نظرتها الخيالية التي استوحتها من الأدب، فاللغة الخيالية مهمة جداً عند الكتابة للربط بينها وبين الواقع.

وعلى الرغم من كون غابش عُرفت كشاعرة إلا أنها بدأت ككاتبة قصة قصيرة.

واضافت:«عند الرجوع إلى المرحلة الدراسية الإعدادية كانت بالنسبة لي مكتبة المدرسة بيتي الدافئ، وتعرفت خلال هذه الفترة على عالم الرواية ومع مرور الوقت انتسبت لمجموعة من الشاعرات فالظروف لم تكن تسمح لنا كعنصر نسائي بالالتقاء وإجراء المقابلات تماماً كالشعراء».

وتابعت: «وظفنا حميمية التواصل العائلي والاجتماعي في كتابة النصوص، وشكلنا رابطة أديبات الإمارات من الشاعرات اللائي كن يجدن صعوبة في التواصل مع المجتمع، ورويداً رويداً بدأنا نظهر ونطبع العديد من الدواوين والكتب».

غرور الكتاب الجدد

انتقدت غابش بعض الكتاب الشباب الجدد الذين «توهموا» بأنهم مخضرمون ومحترفون لذلك لا يتقبلون النقد أو آراء الناس.

وعبرت عن سعادتها الكبيرة في دخول الكثيرين لهذا المجال إلا أنها نصحتهم بالتأني والعمل على تجسير الفجوة مع الجيل السابق لتصحيح الأخطاء والثغرات.

ونصحت غابش بأهمية التعرف على كيفية التعامل مع اللغة العربية ومفهوم الأدب وتاريخ القصيدة، وقواعدها وأهدافها، وغيرها من المجالات، فالكاتب ينبغي عليه أن يتعلم العملية الإبداعية من جذورها ولا يركز فقط على أوراق الشجر وثماره الخارجية فقط، ينبغي عليه أن يتعب ويجتهد، ولعل ما ينقص الكاتب الإماراتي هو التواصل مع المخضرمين لذلك لا بد من تجسير الفجوة بين الجيلين.

وفيما يتعلق بتأثر الكتاب الشباب بعالم مواقع التواصل الاجتماعي أكدت أن هذه الوسائل لعبت دوراً في نشر الثقافة والمعارف وإيصال اللوحات والنصوص للجمهور فهي وسيلة مُيسرة لتفعيل التواصل.

وتتطلع غابش إلى نشاط النقاد عبر مواقع التواصل أسوة بالكتاب لإثراء المحتوى الإبداعي.