الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

عبدالله المناعي: الشللية آفة «أبوالفنون».. وأخشى على المسرح من التكنولوجيا

عبدالله المناعي: الشللية آفة «أبوالفنون».. وأخشى على المسرح من التكنولوجيا



قال الفنان المسرحي الرائد عبدالله المناعي، إن الشللية آفة المسرح، رمشيراً إلى أن رغم الحضور المميز للمسرح الإماراتي إلا أنه بحاجة ماسة إلى تعضيد التعاون بين الفرق المسرحية بما يسهم في نهضتها وتطوير الحركة المسرحية المحلية بشكل عام.

وأوضح المناعي في لقائه مع «الرؤية» أنه يخشى على «أبوالفنون»، باعتباره الأداة المطورة للفكر، من الوسائل التقنية والتكنولوجيا، حيث تفاجأ بانشغال الممثلين خلال فسحات البروفات بالوسائل التقنية التي لا تسمح بتلاقح الأفكار وتدويرها.



بدايات مسرحية

وعن بداياته المسرحية، قال عبدالله المناعي: «كنا أعضاء في جمعية الشارقة للفنون الشعبية حينما بدأ عدد من الشباب طموحهم لتكوين فرقة مسرحية، تم التفكير في إنتاج عمل مسرحي مستلهم من الحياة اليومية ومشاكلها حمل عنوان (أين الثقة؟) وتم عرضه رغم أنه لا مسرح ولا قاعة ولا خشبة»

وذكر أنهم بعد هذه المسرحية انتقلوا إلى منطقة الفلج وكانوا يجتمعون تحت ظلال الأشجار وبالليل ينيرون مصابيح السيارات ويمثلون لأنفسهم، ومن ثم انتقلوا إلى مكتب محمد حمدان في شارع العروبة لعمل البروفات هناك، حتى تم تأسيس مكان للفرقة المسرحية وتم استئجار فيلا صغيرة في القادسية بدعم من الديوان الأميري خلف المستشفى الكويتي لترتفع لأول مرة لافتة «المسرح الوطني بالشارقة».

وأضاف: «تحقق الحلم واتسع رفاق الدرب من مجموعة صغيرة وهي عبدالله المناعي، محمد يوسف، علي خميس، محمد حمدان، لتعزز سابقاً بعبدالله السعداوي ولاحقاً بعبدالله العباسي وعناصر أخرى».





دعم الفنانين

نجح المناعي في تبني المخرج والممثل محمد العامري، كما شجع ودعم ودرب أحمد الجسمي، أحمد بورحيمه، حميد سمبيج وغيرهم من الفنانين الذين شكلوا نواة أساسية في المسرح الإماراتي.

وذكر: «محمد العامري أحد أبرز تلاميذي، فقد لازمني فترة طويلة خلال مسيرته الاحترافية، كما تعلم على يدي، والعامري مخرج وفنان مجتهد وعرفت أنه سيكون له مستقبل مختلف عن أقرانه».



التقنية والخشبة

يعتقد المناعي أن الوسائل التقنية والتكنولوجيا سحبت البساط من المسرح باعتباره الأداة المطورة للفكر، حيث لاحظ فرقاً في أداء الممثلين عند حضور البروفات بيبن الماضي والحاضر، وتفاجأ بانشغالهم خلال فسحات البروفات بالوسائل التقنية التي لم تسمح بتلاقح الأفكار وتدويرها، ما يجعله يخشى على «أبوالفنون» من التكنولوجيا.





شللية المسرح

وانتقد المناعي ما يحدث في المسرح من شللية، معتبرها آفة «أبوالفنون»، مشيراً إلى أن المسرح الإماراتي حاضر بقوة إلا أنه يحتاج إلى دعم للطاقات البشرية وعقول تشغل المسرح، وإذا ما اعتمدنا على العلاقات بين الممثلين والمخرجين سيتدهور أداؤه، داعياً إلى تعضيد التعاون مع الفرق المسرحية بما يسهم في نهضتها.





قراءة متعمقة

تشكلت الرؤى الفنية للمناعي ووعيه المسرحي وفقاً لثقته التي اكتسبها من بداياته الناجحة، فانحاز إلى البحث عن أشكال مغايرة ودخل غمار التجربة بعد أن تعرض لوعكة صحية جعلته يتحدى نفسه، ليؤكد أن المسرح علاج وسلاح.

وبالنسبة للمراجع والمصادر المعرفية التي أسست وعيه المسرحي العميق، في وقت لم تكن فيه الوسائط الرقمية موجودة لرفده بالمعلومات، قال إن القراءة المتعمقة في الشعر العربي وقضايا الأمة العربية واطلاعه على المنتج المرئي من المسلسلات الدرامية ساهم في تشكيل مرجعيته المعرفية.

وأضاف أن المخرج العراقي إبراهيم جلال والمسرحي الكويتي صقر رشود والفنان سعد أدرش إضافة إلى زكي طليمات أبرز الشخصيات التي أسهمت في تشكيل وعيه المسرحي، حيث حرص على الاحتكاك بهم لصقل تجربته الفنية.





هاجس التجريب

وذكر المناعي: «كنت، وما زلت، مسكوناً بهاجس التجريب ممارساً لعبته ومستمتعاً بها بمعزل عما يجري من حولي غير عابئ بالشهرة أو الجوائز وكأني مقيم في عالمي المسرحي الخاص داخل روحه ثم أخرج به أحياناً إلى العلبة الإيطالية أو إلى الساحة أو الزنزانة أو اللامكان الفارغ».

واتخذ المناعي من المسرح أداة لمناقشة قضايا الوطن وإثارة السؤال حول المشاكل الاجتماعية، سعياً لتحريك الوعي نحو حلها، وكان للموضوع القومي مساحة واسعة في معالجته وخاصة القضية الفلسطينية.



«دياية طيروها»

ومن أهم المسرحيات التي أعدها وأخرجها عبدالله المناعي هي «دياية طيروها»، والتي اعتبرها معظم المسرحيين نقطة تحول أساسي في سجل المسرح الحديث.

وعنها يقول: «النص المسرحي مأخوذ من مسرحية (مجلس العدل) لتوفيق الحكيم، حيث حاولت أن أخوض تجربة سبق أن رأيتها في أكثر من مسرح وبأكثر من فريق، ولكن كان همي أن أحافظ على روح النص»





مسيرة لا تنتهي

اختار المناعي مواصلة مسيرته بشجاعة على الرغم من الإعاقة التي أصابته عام 1994، بل دفعته إلى صياغة توليفة حوافز ساهمت في تقديمه لعروض مسرحية بعضها كان يحاول أن يكتبه عبر الارتجال المسرحي أثناء البروفات، معتمداً على ما تبقى لديه من أدوات اللغة والخيال، وسرعان ما اتجه المناعي إلى المسرح منتجاً عروضاً مسرحية لتكون خير عطاء لا يعرف حدوداً.