الثلاثاء - 23 أبريل 2024
الثلاثاء - 23 أبريل 2024

مصر.. «فرشة الوطن» كتب أصلية بنصف الثمن لمحاربة «التزوير»

حيلة مبتكرة لجأ إليها الناشر المصري خالد ناصف، بعد تراجع كبير في مبيعات الكُتب، بفعل جائحة كورونا، وسط كساد كبير في الإقبال على الشراء من منافذ بيع دور النشر، ورجوع الجمهور لما يُعرف بـ«فرشات الشارع»، والتي تبيع الكتب بأسعار أقل، والسعر الأقل لتلك الكتب مرجعه لكونها «مضروبة»، أي ليست نسخة أصلية.

حيلة خالد تلخصت في تأجير «فرشة» في الشارع ليبيع عليها النسخ الأصلية بنصف الثمن، ليضرب عصفورين بحجر واحد، فهو يقدم النسخ الأصلية للقارئ بسعر في متناول يديه، وأيضاً محاولة منه لضرب مافيا سرقة الكُتب وبيعها في الشارع.

وقف حال

ويقول الناشر المصري، لـ«الرؤية»: «منذ بداية جائحة كورونا ونسبة الكساد في سوق الكتب وصلت لـ100%، نكاد لا نبيع أصلاً لمدة 3 أشهر كاملة، لأن القارئ لديه أزمة مالية بفعل الحظر، وتوقف الأنشطة كلها، الوضع كله يمكن أن نُطلق عليه وقف حال، الكتاب في مصر يعتبر سلعة ترفيهية، وليس سلعة أساسية كما في دول أخرى، لذا توقف البيع والشراء تماماً».

بعد فك الحظر، وهو القرار الذي اتخذته الحكومة المصرية، أصبح الإقبال على شراء الكتب ضعيفاً جداً، وهو ما استرعى انتباه خالد، ليكتشف أن الكُتب المزورة توزيعها فاق توزيع الكتب الأصلية، فاستغل خبرته الممتدة لـ15 عاماً في النشر، ليحرك الماء الراكد فيما يخص سوق الكتب الأصلية.

فكرة مبتكرة

وعن فكرته، يقول: «اكتشفت أننا كأصحاب دور نشر لا نعمل على دعايتنا الخاصة سوى في موسم معرض الكتاب، وننتظر من المعرض للمعرض، ووسط تلك الفترة يظهر أصحاب الكُتب المضروبة الذين يسرقون إنتاجنا، ويقومون ببيعه بعد طباعته في مطابع مختصة، دون أي قوانين رادعة لهم».

ويستطرد: «معظم الكتب المزورة تُباع على الفرشات في الشارع، إنتاج دار النشر الخاصة بي أراه يومياً في الشارع، في البداية تواصلت مع عدد من أصحاب تلك الفرشات وقدمت لهم خصومات بلغت 50% على كتب دار الوطن، لكنهم رفضوا العرض بشكل قاطع، هم يرون أن ذلك خسارة لهم، حتى وإن باعوا كتباً أصلية، فلا يهمهم ما يُقدمون للقارئ بقدر اهتمامهم بالربح المادي».

ويتابع: «فكرت أنه ربما عرضنا على هذه الفرشات قد يكون وسيلة ردع لهؤلاء طالما لا توجد قوانين لردعهم، قررت النزول لملعبهم وفي وسط البلد قمت باستئجار فرشة أطلقت عليه «فرشة الوطن»، أبيع عليها الكتب الأصلية بنصف الثمن، ورغم تشجيع كثيرين للفكرة، فإنه وحتى الآن ما زال الإقبال على عملية الشراء ضعيفاً».

وعن سبب اهتمامه بتلك الفكرة واستمراره فيها رغم أنها لم تحقق مكسباً حتى الآن، قال ضاحكاً: «أنا دائماً ما أعتبر نفسي ناشراً مختلفاً، فأنا أعرف السوق جيداً، وأعرف أن القارئ لديه القدرة على التمييز، ولا يهمني المكسب بقدر أنها وسيلتي كتجربة جديدة لمحاربة سوق تزوير الكتب في مصر، وسأقوم بتوسيع الفكرة بمزيد من الفرشات، ليس في القاهرة فحسب، ولكن في المحافظات أيضاً».

اقرأ أيضاً : مسبار الأمل .. من الألف إلى الياء