الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

«إدارة المعرفة» في ندوة افتراضية

«إدارة المعرفة» في ندوة افتراضية

عقدت مؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة بالتعاون مع معهد المواصفات البريطانية، الأربعاء، ندوة افتراضية حول «دور إدارة المعرفة في تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة»، شارك فيها كلٌّ من حسين بن إبراهيم الحمادي، وزير التربية والتعليم، وحميد القطامي، المدير العام لهيئة الصحة في دبي، وجمال بن حويرب، المدير التنفيذي لمؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، ومراد وهبة، نائب المدير العام لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وخالد عبدالشافي، نائب مدير المكتب الإقليمي بالإنابة، مدير المركز الإقليمي للدول العربية في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ورون يونغ، الرئيس والمدير التنفيذي للمعرفة في نوليدج أسوشيتس كيمبردج، وثابت شامية، مدير أعمال التدريب، في بي إس آي الشرق الأوسط وأفريقيا.

وفي كلمته الافتتاحية، أكَّد جمال بن حويرب، المدير التنفيذي لمؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، أنَّ هذه الندوة تأتي في وقت تحتاجُ فيه البشريةُ إلى أفكارٍ خلَّاقٍة، للمساعدة على الخروجِ من جائحة «كورونا» التي عصفت بعالمنا، والوصول إلى نتائج إيجابية وأفكار مضيئة تعيننا على المُضِيِّ قُدُماً لتحقيقِ أهدافِ التَّنميةِ المستدامة.

وأضاف: «انطلاقاً مِنْ توجيهاتِ صاحبِ السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بأن تكونَ مؤسَّسةُ محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة منارةً للمعرفةِ على المستوى العالَمِيّ، وبمباركةٍ كريمةٍ مِن سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسِ مؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، وَضَعْنَا نُصْبَ أَعْيُنِنا تحقيقَ التَّنميةِ المستدامةِ لمجتمعاتِنا، مُدْرِكِينَ حَجْمَ التَّحَدِّيات التي نتغلَّبُ عليها في ظِلِّ قيادةٍ رشيدةٍ وحكيمةٍ مؤازرةٍ لطموحاتِنا في تعميمِ العلم والمعرفةِ، ونَشْرِ الأفكارِ الخلّاقةِ بينَ الأجيالِ الشَّابةِ والعملِ على رعايتِها، لاستدامةِ الأعمالِ الرياديَّةِ، وتعزيزِ فُرَصِ الحصولِ على التعليمِ الْجَيِّد».

خريطة طريق

وأوضح أنَّ أهداف التنمية المستدامة الـ17 تُشَكِّلُ أساسَ ركيزةِ أجندةِ التَّنميةِ المستدامةِ لعامِ 2030، التي اعْتَمَدَتْهَا جميعُ الدُّولِ الأعضاءِ في الأممِ المتحدةِ في عام 2015، وهي خريطةُ طريق مشتركة لتحقيقِ السَّلامِ والازدهارِ لكافةِ البشرِ، وللكوكبِ الذي نحيا عليه. ويتطلَّبُ تحقيقُ هذه الأهدافِ تضافرَ الجهود، ليسَ على مستوى الدُّولِ وحَسْب، بل بينَ مختلف المؤسَّسات والمنظَّمات. وَمِنْ هذا المُنْطَلَقِ تأتي شراكةُ مؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة مع كلٍّ مِن بَرْنامَجِ الأممِ المتحدةِ الإنمائيِّ، ومعهدِ المواصفاتِ البريطانيَّة، تماشياً مع الهدفِ الـ17 مِن أهدافِ التنميةِ المستدامة، الذي يَنُصُّ على أنَّ تحقيقَ هذه الأهدافِ ليسَ مُمْكِناً إلا بالتزامٍ قويٍّ بالشَّراكةِ والتَّعاونِ على المستوى الدوليّ.

شراكة مثمرة

وبيَّن جمال بن حويرب أنَّ مؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة تفخر بكونها الشريك المعرفي العالمي لبَرْنامَجِ الأممِ المتحدةِ الإنمائيّ، وقَدْ أَثْمَرَتْ هذه الشَّراكةُ مشروعاتٍ معرفيَّةً رائدةً على مستوى المِنْطَقَةِ العربيَّةِ والعالَم، ومِنْ أبرزِها «مؤشرُّ المعرفةِ العالميّ» الأوَّلُ مِن نَوْعِهِ على مستوى العالَمِ، وتقريرُ استشرافِ مستقبلِ المعرفةِ، الذي يَسْتَخْدِمُ أدواتٍ مُبْتَكَرَةً لقياسِ المعرفةِ بالاعتمادِ على تحليلِ البياناتِ الضَّخمةِ، وتقييمِ الوعيِ بالمهاراتِ والتكنولوجيا في 40 دولة. كما تفخرُ المؤسَّسةُ بأنها أوَّلُ مؤسَّسةٍ غيرِ ربحيَّةٍ في العالَمِ تحصلُ على شهادةِ المطابقةِ لمتطلَّباتِ نظامِ إدارةِ المعرفةِ «ISO 30401:2018»، وقد أسهمَت هذه الخطوةُ في رفعِ مستوى جودةِ برامجِ المؤسَّسةِ ومشاريعِها، والارتقاءِ بها إلى مستوى العالَمية، بشكلٍ يضمنُ تحقيقَ أهدافِها المنشودةِ، ويعزِّزُ استدامةَ الإنجازاتِ وتقديمَ الأفضلِ لجميعِ الفئاتِ المستهدفةِ من هذه البرامجِ والمشاريع. واليوم، تسعى مؤسَّسةُ محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، عبر التَّعاون مَعَ معهدِ المواصفاتِ البريطانيَّةِ، وشركةِ نوليدج أسوشيتس إلى تقديمِ الدَّعمِ للمؤسَّساتِ في المِنْطَقَةِ العربيَّةِ وخارجِها، للتوعيةِ بأهميةِ معاييرِ الآيزو الدوليَّةِ وضرورةِ تطبيقِها، بما يُسْهِمُ في رفعِ مستوياتِ التَّعاونِ وترسيخِ إدارةِ المعرفةِ والابتكارِ في مؤسَّساتِ المِنْطَقَة.

وأردف: في ظلِّ ما يشهدُه العالَمُ اليومَ مِن تحدِّيَاتٍ وتحوُّلاتٍ في مُخْتَلِفِ القطاعاتِ الاجتماعيَّةِ والاقتصاديَّةِ والصحيَّة، ومِن مبدأ التزامِنا بتعزيزِ مساراتِ إنتاجِ ونَقْلِ ونَشْرِ المعرفة، نُنَظِّمُ هذه الندوة الافتراضيَّة بالتَّعاونِ مَعَ معهدِ المواصفاتِ البريطانيَّة، والأملُ يَحْدُونا أَنْ تَعُمَّ فائِدَتُهَا مُجْتَمَعَ المعرفةِ، وتساعدَ على اتخاذِ قراراتٍ إيجابيَّةٍ لتحقيقِ تنميةٍ مستدامةٍ خاصَّةٍ في أوقاتٍ صَعْبَةٍ مثل الجوائحِ والكوارث.

نموذج إماراتي رائد

من جهته، أكد حسين بن إبراهيم الحمادي أنَّ نموذج التعلم في الإمارات يتصف بالمرونة، لأنه يُبني على ما سبق، وأنَّ الإمارات تعمل على التطوير المستمر بما يواكب قناعتها الراسخة بأنَّ النظام التعليمي فيها يجب ألا يكون قادراً على المنافسة فقط، بل من أفضل النماذج العالمية القادرة على تحقيق التنمية المستدامة، وهذا مطمح وطني توفر له القيادة الرشيدة في الإمارات كافة أشكال الدعم المادي والمعنوي لإنجاحه.

ونوّه بأهمية إدارة المعرفة، التي تعد دولة الإمارات من السبَّاقين فيها، بفضل توجيهات القيادة الرشيدة، ومتابعتها الحثيثة والتوجهات الحكومية ورؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، واستشرافه الدائم للمستقبل، وتوجيهه بالانتقال إلى مرحلة أكثر تطوراً في مفاصل العمل في الدولة من خلال الاعتماد على الخدمات الذكية.

وأوضح خلال كلمته في الندوة أنَّ التعلم الذكي بدأ يأخذ منحنى تصاعدياً في وزارة التربية منذ انطلاق مشروع الشيخ محمد بن راشد للتعلم الذكي عام 2012، وأن الخطوات التطويرية المدروسة في إعداد منظومة أثبتت جاهزيتها وفاعليتها لتوفير استمرارية التعليم عن بُعد، في ظل أزمة فيروس كورونا وتداعياتها الصحية.

وقال حسين الحمادي: إنَّ من الركائز الأساسية التي تساعد على تحقيق أفضل نواة تعلم ذكي، هي الاستناد إلى بنية تحتية حديثة ومتطورة، وتوفير الأجهزة الذكية للطلاب والمعلمين والكوادر، والمنصات التعليمية الملائمة للمواد الدراسية، كذلك يجب مواءمة المناهج الدراسية لتناسب منهج التعليم عن بُعد. ويجب أن يكون هناك أنظمة تقييم ذات مصداقية، وتدريب الكادر التعليمي على التعليم عن بُعد، كذلك تدريب القيادة التربوية على إدارة المدارس عن بُعد، والعنصر الأهم هو تدريب ودعم أولياء الأمور. وأخيراً أن يكون هناك طاقم فني على كفاءة عالية يقدم خدمات متميزة طوال اليوم.

وفيما يتعلق بإدارة المعرفة ومنظومة التعلم الذكي، بيَّن معاليه أنَّ أحد أهم المخرجات لتجربة التعلم الذكي، هو تعزيز قناعتنا بأنَّ التعلم الذكي يمكن أن يكون أسلوب تعلم أساسياً ضمن منظومتنا التعليمية، بحيث يطبق متوازياً ومشاركاً، مع التعلم الصفي عبر أسلوب التعلم الهجين، وفي هذا السياق أكد معاليه أنَّ حيثيات ومبادئ إدارة المعرفة تشكل حجر زاوية في جهودنا التطويرية المستمرة لمنظومة التعلم الذكي.

وأشار إلى أنَّ الإمارات تؤمن إيماناً راسخاً بأنَّ الاستغلال الأمثل لمبادئ إدارة المعرفة في بيئات التعلم الذكي سوف يكون له تأثير كبير في تحسين مخرجات العملية التعليمية، فمنظومة التعليم الوطنية في الإمارات تضع نصب أعينها أنَّ الهدف من حصول الطلبة على المعرفة هو القدرة على ممارستها في قطاع العمل، وليس الهدف مجرد اكتساب المعلومات وتخزينها، كما أشار إلى ذلك صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، وبذلك يكون الطالب جاهزاً للممارسة العملية الاحترافية على أرض الواقع فور تخرجه من منظومة التعليم، والأهم أن يكون قادراً على الاعتماد على نفسه في متابعة التعلم مدى الحياة.

نموذج عالمي

وأكد حميد محمد القطامي، المدير العام لهيئة الصحة بدبي، أنَّ دولة الإمارات العربية المتحدة قدَّمت نموذجاً مميزاً في مواجهة كوفيد-19، وأجادت الدولة في أنظمتها وإجراءاتها وسائر أعمالها في التعامل مع هذه الأزمة على الرغم من أنها غير مسبوقة ولم تكن هناك تجارب عالمية، وذلك بتوجيهات القيادة الرشيدة في الدولة، وقد تمَّ اتباع أفضل النظم والأساليب والإجراءات، سواء على المستوى الاتحادي أو على المستوى المحلي.

اقرأ أيضاً : مسبار الأمل .. من الألف إلى الياء