السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

«لعلها مزحة».. سرد روائي لأحوال المكان الإماراتي بأبعاد اجتماعية وتاريخية ونفسية

«لعلها مزحة».. سرد روائي لأحوال المكان الإماراتي بأبعاد اجتماعية وتاريخية ونفسية

تعد رواية «لعلها مزحة» باكورة النتاج الروائي للكاتبة الإماراتية الشابة صالحة عبيد، حيث صدرت عام 2018 عن منشورات «المتوسط» في إيطاليا، وجاءت في 224 صفحة من القطع المتوسط.

وتروي عبيد في نتاجها الإبداعي التحولات الاجتماعية في الإمارات، مستقصية أحوال المكان والإنسان في فترة زمنية تمتد منذ ثلاثينيات القرن العشرين وصولاً إلى الألفية الثالثة.

تتقاطع في الرواية شخصيتان رئيسيتان، «مسلّم» العجوز المصاب بخدش غامض، و«ميرة» جارته في الحي الذي تكاد كل البيوت فيه تكون بيتاً واحداً، إذ تحاول «ميرة» فكَّ غموض خدشه، فتذهب تلك الشخوص في رحلة زمانية ومكانية، تستقصي أحوال المكان والإنسان الإماراتيَّين وتحولاتهما في فترة زمنية محددة.

وتعبر كلُّ شخصية من الشخوص الرئيسية عن جيل من جيلين متقابلين، عاشا في تلك الفترة وتماسّا معاً على الرغم من التغير الشمولي في مستوى الآمال والأفكار لكل منهما.



15 باباً روائياً

تقع الرواية في 224 صفحة، وارتأت الكاتبة أن تكون فاتحتها الروائية أبواباً بدلاً من الفصول كما هو متعارف عليه، لتضم 15 باباً روائياً، يحمل الباب الأول «الخدش» وخاتمة الرواية «التلف» وتعتمد الرواية في أثنائها على إثارة انتباه القارئ للتحولات التي تطرأ على أمكنتها وأزمنتها.

مسلم وميرة

شخصيات الرواية، هما شخصيتان رئيسيتان ذلك الرجل العجوز المصاب بخدش غامض ويُدعى «مسلّم» إضافة إلى تلك الفتاة جارته التي كانت تحاول فك شفرة هذا الخدش الغامض وتُدعى «ميرة».

تتسلسل الأحداث لتتورط الشخصيات في رحلة زمانية ومكانية، من أجل الإنصات لإيقاع وذبذبات الأزمنة واستكشافها الأمكنة وتحولاتها في فترة زمنية تمتد منذ ثلاثينيات القرن العشرين وصولاً إلى الألفية الثالثة، وكل القوى الفاعلة والرئيسية تعبر عن اختيارات ومواقف جيلين متقابلين عايشا نفس الغلاف الزمني، على الرغم من المتغيرات والتحولات في الزمن والمكان ولعلنا نعني بالتحول، ما يصنع التجاوز ويصنع الحداثة ومستقبل النص الروائي، ونعني بهذا المستقبل وهذه الحداثة، كلّ ما يشمل الأشكال والموضوعات والفضاءات وكل التشكيل الروائي.



تحولات مكانية

اعتمدت القاصة الشابة صالحة عبيد في روايتها على التحولات المكانية، حيث تعد المكان عنصراً مهماً في الآلة الحكائية، واعتمدت على علمها بهذه الأمكنة من الداخل وعلى دراية بذاكرتها وسيرتها وتجلياتها وإيحاءاتها وأشكالها، وما برحتْ الرواية دائرة في أمكنة الحاضر والماضي، فهي تنطلق من الحاضر نحو أفق مفتوح، نحو الماضي والمستقبل في آن واحد.

بين الواقع والمتخيل

وفي أحداث الرواية تبدو الأمكنة والأزمنة والشخصيات مجرد أدوات للتعبير، وطريقة للبوح، وميدان لجميع أشكال التذكر والحنين إلى الماضي، وتحوله إلى حاضر مختلف، لكن الأماكن التي اعتمدت عليها الكاتبة انقسمت بين واقعية تعرفها المؤلفة كما يعرفها كثير من القراء، معرفة حقيقية أو تصورية، وأماكن أخرى متخيلة.



تجربة جادة

أجمع نقاد أن رواية «لعلها مزحة» امتداد لتلك التجارب الروائية الجادة في محاورة المكان بأبعاده الاجتماعية والنفسية والتاريخية، واعتبارها منجز روائي ممتلئ بالشخصيات والأزمنة، ما جعلها عملاً أدبياً قادراً على إنعاش الذاكرة الإماراتية التي تجسد فترة التحول من مجتمع تقليدي إلى مجتمع حديث منفتح.

اقرأ أيضاً : مسبار الأمل .. من الألف إلى الياء