الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

فنانون وكُتاب: «مسبار الأمل» يطلق العنان للإبداع ويشعل جذوة الخيال

فنانون وكُتاب: «مسبار الأمل» يطلق العنان للإبداع ويشعل جذوة الخيال

تتسارع وتيرة العد التنازلي الذي يفصل الوطن العربي عموماً، والإمارات خصوصاً، عن انطلاق «مسبار الأمل» في رحلة تاريخية إلى المريخ ليترجم فكرة طموحة بدأت قبل نحو 6 سنوات، حين أعلنت قيادة الإمارات عن مشروع إرسال أول مسبار عربي إسلامي إلى الكوكب الأحمر من أجل دراسة غلافه الجوي.



وإضافة إلى الأهمية الكبرى التي يمثلها حدث «الإطلاق» على صعد عديدة علمية واقتصادية واجتماعية وغيرها، يشكل «مسبار الأمل» انعكاسات عديدة وجوهرية كذلك، على المشهد الثقافي والفني، باعتباره مشروعاً محرضاً ومحفزاً لإشعال جذوة خيال الإبداع الأدبي والفني على تنوعه.





وكما يمنح «مسبار الأمل» الأمل للأمة العربية في تحقيق إنجاز غير مسبوق سيسطره التاريخ بأحرف من نور وكلمات من ذهب، يطلق العنان أيضاً للكُتاب والشعراء والمثقفين والتشكيليين والسينمائيين والمبدعين كافة للتعبير عن هذا الحدث الأهم، كل على طريقته، مستلهمين من المسبار معاني رفيعة وسامية تراوح بين الفخر والسعادة، الحلم والحقيقة، العزيمة والإصرار، المستحيل واللامستحيل.



وأكد مبدعون، استطلعت «الرؤية» آراءهم، أن أثر مسبار الأمل لن ينعكس على أعمالهم الفنية والأدبية فقط، بل سيشكل لهم دافعاً ووقوداً نحو الإبداع ودخول كافة المجالات الفنية وحافزاً للتغلب على أي عوائق أو تحديات تعترض مسيرتهم الإبداعية.

فخر يعانق الفضاء

تقول الكاتبة والملحنة والعازفة الإماراتية إيمان الهاشمي: «من الصعب وصف مشاعري حالياً بكلمات، لأن شعوري بالفخر والعزة يفوق عنان السماء ويعانق الفضاء وكل ما يمكن أن يفوق الخيال».

وتابعت: «أنا كأول ملحنة إماراتية، لدي نظرة أمل كبيرة في أن تعزف ألحاني باسم الإمارات في الفضاء، ولقد صرحت عن هذا الأمل قبل سنتين تقريباً، وما زلت أترقب حدوثه، وهذه الخطوة كبيرة نحو تحقيق حلمي وحلم جميع العرب والعالم في الوصول إلى تلك المكانة المرموقة العالمية»



نافذة إبداعية

وذكرت الهاشمي أن انطلاق العالم العربي تحت راية الإمارات يعد نقطة فاصلة وقفزة نوعية إلى مستقبل مشرق وآمال لطالما حلمنا بتحقيقها باسم البشرية والإنسانية، ولذلك من الطبيعي جداً أن يتأثر إيجابياً جميع الأدباء والفنانين والمبدعين في جميع المجالات للتعبير عن هذا الأمل القادم والحلم الجميل الذي يتحقق أمام مرأى العالم أجمع.





أمنية استشرافية

الكاتب الإماراتي عادل عبدالله حميد، يرى أن الحدث يمثل حقيقة السعي إلى التقدم العلمي أكثر فأكثر وحقيقة السعي إلى معرفة علوم الفضاء وما يحتويه عن قرب وهو حدث عالمي استثنائي، مضيفاً أن ذلك الحدث بمثابة أمنية استشرافية غرسها القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وهو ما سيشكل توجهاً وإلهاماً وحراكاً علمياً وأدبياً وتقنياً للكُتاب والأدباء والباحثين والمبدعين.

وأردف بأن ذلك الحدث سيكون له نقله نوعيه مميزة وحديثة من شأنها تغيير حقبة من سير الأدبيات والعلوم والمعارف التي تكاد تتشابه، وما كاد الناس أن اعتادوا عليها فأتت تلك المهمة لكي توقظ وتحيي الشارع الثقافي بما هو جديد، بل بما لا نعلم عنه، ويحثنا على اكتشاف عالمه وخباياه التي يجهلها العالم.

إلهام حقيقي

وأكد الفنان التشكيلي الشاب فارس الحمادي أن إطلاق مسبار الأمل يعكس بجدارة قوة إدراك العرب واعتزازهم وثقتهم بنفسهم لتحقيق طموحاتهم، فلا شيء مستحيل بعد اليوم، مضيفاً: «إننا كفانين وكُتاب، نبحث عن كل ما يلهم خيالنا وأفكارنا، ويشكل مسبار الأمل أحد تلك الفرص التي تلهمنا حقاً، وتدفعنا للتأمل في جماليات الكون، والذي سينعكس بصورة مباشرة على أعمالنا الفنية والأدبية المقبلة، كما قد يكون سبباً في اكتشاف مزيد من التقنيات التي تخدم البشرية والعلم والفن والأدب».





تصاميم الأمل

أفاد مصمم الغرافيك الإماراتي هشام المظلوم بأن مسبار الأمل عبارة عن نهج أطلقته الإمارات لخدمة الإنسانية من خلال اكتشافات علمية وبحثية جديدة، مشيراً إلى أن انعكاس فكرة المشروع على مجاله في التصميم سيكون ملحوظاً من خلال الفكرة والتوضيح، فعلوم فن التصميم موزعة في 5 مدارس تصميم وهي: التصميم الصناعي والغرافيكي وثلاثي الأبعاد والتصميم المعماري والأزياء والمجوهرات، والتي ارتبطت بطريقة أو بأخرى برحلة مسبار الأمل في الفكرة والتكوين.





روايات جديدة

الكاتبة حصة الجارودي أوضحت أن انتقال الإمارات لمرحلة الفضاء عبر مسبار الأمل يمنح المبدعين لمحة بعدم الوقوف على عتبة واحدة في سلم الإنجازات، وتابعت: «مثل هذه الخطوة تحفز الكاتب على الكتابة عن المشروع بطرق عدة، فالإجراءات الاحترازية تشمل جانبي الاحتراز ومشاعر الشخص عند مغادرته بيته وعلاقة أحبائه به، والتي قد تفرز روايات وقصصاً علمية ورومانسية وبوليسية وخيال علمي وسياسة جديدة، فالرواية لا تروي للقارئ أحداثاً في إطار زمني فحسب، بل توسع من نطاق تفكيره وتزوده بالمعرفة في مجالات مختلفة كالعلوم والسياسة والفنون وغيرها».





نصوص أفلام

أكد المخرج وكاتب السيناريو فاضل المهيري أن هذا الإنجاز التاريخي يلقي بمسؤولية كبيرة على عاتق المبدعين، مضيفاً: «إحساسنا بالفخر بوطننا الإمارات التي تمثل الأمة العربية بأكملها اليوم، يدفع المبدعين نحو التفكير خارج الصندوق وضرورة مضاعفة الجهود بعيداً عن التكاسل والتراخي، والاستمرار بتجاوز العقبات».

وتابع: «بلا شك هناك جنود مجهولون خلف نجاح هذا الحدث، مهما كانت بساطة أدوارهم فهناك الكثير من القصص الغريبة التي أتطلع لسماعها كوني كاتب سيناريو، حيث دائماً أبحث عن القصة الفريدة في مثل هذا الإنجاز، فالناس الموضحون بالصورة سيأخذون حقهم من حيث التغطية الإعلامية، كما أن سرد وسائل الإعلام لبعض القصص يلهم المبدعين لبناء سيناريو فيلم سينمائي كامل، خاصة أننا نتعلم دروساً عظيمة من فريق عمل مسبار الأمل في مواجهة التحديات، فكلما تضاعفت العقبات تتضاعف معها العزيمة».



ثورة ثقافية

بدوره، قال الكاتب والإعلامي وليد المرزوقي: «اعتدنا على الخطابات السلبية التي نجلد بها أنفسنا بعبارة (الناس وصلت الفضاء وما زلنا كما نحن)، لذلك أعتقد بأن هذا الإنجاز سيمنح أبناء الأمة العربية أملاً في إثبات مكانة العرب وتغيير التاريخ، كما أنها تشكل مصدر إلهام لملايين العرب، فالجيل الحالي والجيل المقبل سيشهد مرحلة تنوير فكري، ستمكنهم من تحقيق أهداف كبيرة بالفترة القادمة، وسيشكل ثورة ثقافية».

وأكد أنه على المبدعين شحذ الهمم من مثل هذه الأحداث التاريخية في صناعة العقول ونشر الوعي في المجتمع، مشيراً إلى أن مسؤوليته في العمل الإعلامي الذي يعكس صورة المجتمع وما يلامسه في ظل الظروف الراهنة التي يشهدها العالم في مواجهة كوفيد-19، تؤكد على العمل بجد واجتهاد لتسليط الضوء في إرسال رسالته الإعلامية والتي ستجد تأثيراً كبيراً عند الناس.

طموح عربي

الكاتب والوكيل الأدبي مانع المعيني أوضح أن اسم مسبار الأمل بحد ذاته يبعث على تحقيق الطموح ولا وجود للمستحيل في قائمة الإمارات، ويعتقد أن مسبار الأمل سيكون بوابة العرب ليعرفوا بأنه لا وجود للمستحيل، كما يفتح الباب أمام إبداعات جديدة في مجالات الكتابة والرواية والقصيدة ومختلف صنوف الفنون.

عزيمة الشباب

تقول الفنانة الشابة فاطمة البحارنة: «إننا نطمح للأشياء المستحيلة والتي تكشف لنا الأيام أنها غير مستحيلة، وهذا ما غرسه بداخلنا الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه».

وذكرت أن «مسبار الأمل» اسم على مسمى ولا يعني ذلك أننا وصلنا فقط إلى الفضاء، ولكن يثبت ذلك أنه لا يوجد أي شيء مستحيل، كما يُشيع مسبار الأمل، العزيمة والأمل في قلب كل شاب وشابة، حيث يفتح للشباب المبدعين أبواباً جديدة في العلم والاستطلاع والبحث سواء في المجالات العلمية أو الأدبية والثقافية والمعرفية.

اقرأ أيضاً : مسبار الأمل .. من الألف إلى الياء