الخميس - 18 أبريل 2024
الخميس - 18 أبريل 2024

تشكيليون: خفضنا أسعار لوحاتنا لضمان الاستمرارية في زمن كورونا

يبدو أن تأثير جائحة كورونا طال كافة المجالات، بما في ذلك حركة بيع واقتناء الأعمال واللوحات الفنية. وأكد عدد من التشكيليين لـ«الرؤية» أن أسعار اللوحات شهدت انخفاضاً ملحوظاً بمبادرة من الفنانين أنفسهم لضمان استمرارية حركة السوق الفنية.

وأشاروا إلى أهمية اقتناء الأعمال التشكيلية، معتبرين أن جمال اللوحات الفنية يساعد كثيراً في تجاوز الآثار النفسية والسلبية لأزمة كوفيد-19.

حالة غربة

أوضحت الفنانة العراقية ندى الهاشمي، أن كثيراً من الفنانين كانوا يعانون في مسألة البيع ما قبل كورونا، لافتةً إلى أن اللوحة تعيش حالة غربة للأسف، وثقافة اقتناء اللوحات غائبة بالعالم العربي، فلا توجد نخبة مهتمة بالأعمال الفنية كما هي الحال لدى الغرب.

وقالت: «أتمنى من المؤسسات والشركات اقتناء العمل المطبوع على الأقل، كونه أصبح موجوداً في كل شيء بتصاميم الأزياء والبيت من أثاث وغيره، بدلاً من العمل الفني الأصلي، فذلك يسعد الفنان كما أنه يعد مصدر تغذية بصرية بالمراكز والمدارس والمستشفيات، ما يشجع الجيل القادم على الاهتمامات الفنية والتي بدورها تخلق أجواء من التسامح بين الأفراد بعيداً عن التوتر وضغوطات الحياة».

وأشارت من جهة أخرى، إلى أن الساحة الفنية قد امتلأت بالمعارض الفنية الإلكترونية بصورة غنية، كونها مجانية، ما جعلها تشارك بأحد الأشهر في 3 معارض فنية افتراضية، بينما كانت تشارك بمعرض فني كل 6 أشهر سابقاً، والتي ساهمت بالتعريف عن أعمالها عبر منصات التواصل وأتاحت لها فرصاً للبيع كذلك.

معارض افتراضية

وأكد الخطاط الإماراتي علي الأميري أن الجائحة قد أثرت على كل شيء، بما في ذلك الفنون، فالمعارض قلت عما سبق، واتجهت الأعمال إلى صيغة المعارض الرقمية الافتراضية، ما أدى إلى غياب المناسبات والمحافل الفنية التي أثرت على الأسعار وعلى خبرة الفنانين كذلك.

الفن أساس

وقال الفنان العراقي إياد الموسوي: «في أوقات الأزمات والأوبئة يهتم الناس بأساسيات الحياة والبقاء، واقتناء الأعمال الفنية لا يعد من تلك الأساسيات باعتقاد الكثير، مع أنني أختلف معهم لأن جمال الفن يساعد كثيراً في تجاوز الآثار النفسية والسلبية لتلك الأزمات التي تصيب الإنسان كالإحباط والتخوف من المستقبل».

وتابع: «علينا أن نفرق بين سعر العمل وقيمة العمل، وغالباً ما تكون قيمة العمل الفني أكثر من سعره الذي يباع به، وبلا شك قد يساعد الحظ والعلاقات الاجتماعية ببيع اللوحات الفنية أحياناً، لكن في النهاية أصالة العمل الفني وتفرده والجماليات التي يضفيها هي التي تحدد قيمة العمل وتجعله مرغوباً لدى المتاحف والمقتنين».

سياسة الفنان

وأشار الفنان خليل عبدالواحد إلى أن الفترة القادمة ستشهد تغييراً في أسعار اللوحات، وذلك يعتمد على سياسة الفنان نفسه ووضعه، فالبعض سيقوم بتخفيض الأسعار والبعض يحتفظ بأسعاره كما كانت، وقال: «رب ضارة نافعة من وراء هذه الجائحة، فهنالك بعض الفنانين والجهات الذين قدموا تسهيلات بمجموعة من اللوحات لتشجيع المقتنين على اقتناء الأعمال الفنية وكي تستمر انسيابية الحركة الفنية».

تقديم تنازلات

لفتت المصورة الفوتوغرافية عايشة العبار، صاحبة عايشة العبار آرت غاليري في منطقة القوز بدبي، إلى أنها حاولت تخفيض الأسعار بهدف إنعاش السوق بنسبة 10% تقريباً خلال المعرض الافتراضي الذي تنظمه في الغاليري خلال الأيام القادمة، مؤكدة على ضرورة مراعاة الفنانين للوضع الراهن وتقديم بعض التنازلات، كي تستمر سلاسة سوق بيع الأعمال الفنية. وقالت: «بلا شك أمور التخفيض قد تكون صعبة على بعض الفنانين وذلك بسبب الموارد المستخدمة من زجاج وألوان ذات جودة عالية».

وأضافت أن مسألة تخفيض الأسعار حالياً لن تضر في الفترة القادمة، لا سيما في حالة زيادة طلب الأعمال بعد الجائحة والتي ستشهد ارتفاعاً بالأسعار مجدداً، وعبرت عن تفاؤلها بتحسن الوضع العام بالبيع، مع دخول الشتاء وبدء الموسم الفني الثقافي الجديد والذي تصاحبه زيارة العديد من السياح المهتمين باقتناء أعمال فنية ببصمة عربية.

في حين أوضحت الفنانة خلود الجابري أن تخفيض بعض الفنانين للوحاتهم سيكون خياراً سليماً في الفترة الحالية لضمان استمرارية البيع، ولكنها خطوة صعبة على فئة من الفنانين الذين اعتادوا على مستوى معين من أسعار الأعمال، ومن الصعب الرجوع إلى الأسعار المعتادة بعد انتهاء الجائحة، لافتة إلى أن مثل هؤلاء الفنانين يعتنون بمسألة المكسب المالي من الأعمال الفنية كونه مصدر الدخل الوحيد بالنسبة لهم.

وقالت الفنانة السعودية سندس الإبراهيم: «أرى هذه المرحلة تتجه إلى نحو إيجابي للمتلقي والفن عموماً، أما تكيف الفنان مع الحركة الاقتصادية فلا أعتقد تماماً أن الفنان يرسم ليجني ثمار عمله مادياً، إلا أن استغلال مؤسسات تعمل على جعل الفن مادياً قد دفع الفنانين إلى التفكير بالمادة. وأظن أن زمن كورونا جعل الفنان يظهر بثوبه الأصلي من العراقة والأصالة والإبداع، وبدأ المتلقي بالبحث عن هذا الفنان».