الثلاثاء - 16 أبريل 2024
الثلاثاء - 16 أبريل 2024

كُتاب ومبدعون يطالبون بخارطة ثقافية للرواية الإماراتية وتشريعات تدعم النتاج الأدبي

كُتاب ومبدعون يطالبون بخارطة ثقافية للرواية الإماراتية وتشريعات تدعم النتاج الأدبي

أوصى كتاب وأدباء وشعراء مشاركون في الجلسة الحوارية الافتراضية الافتتاحية للأسبوع الثالث من المخيم الصيفي الذي تنظمه وزارة الثقافة والشباب، بالتعاون مع عدد من الجهات المحلية، برسم خارطة ثقافية للرواية الإماراتية.

وجاءت التوصية خلال الجلسة التي عقدت تحت عنوان «الأدب الإماراتي ذاكرتنا في المستقبل»، حيث تستهدف الخارطة الثقافية تصنيف الروايات المحلية بما فيها السياسية والاقتصادية والمجتمعية، ما يسهم في رؤية زاوية لم يتطرق لها أحد من قبل ومساعدة الكتاب على التطرق إليها.

وأكد المشاركون في الجلسة على تعزيز دور الأدب الإماراتي العالمي الذي يعتمد بشكل أساسي على الكتاب أنفسهم، فيما اقترح آخرون ضرورة وجود سياسات أو تشريعات لتشكل بيئة داعمة للنتاج الأدبي على أن تكون غير محددة لنطاقاته، فضلاً عن إصدار سياسات المقارنة بين الكتاب والأدباء وغيرهم، وسياسة التفرغ الأدبي.

كما أوصى الكتاب بأهمية توحيد الجهود الخاصة بكل من الوكيل الأدبي والناقد والناشر والترجمة الأدبية، الأمر الذي يؤثر على جودة العمل الأدبي، فضلاً عن أهمية غربلة الأعمال الأدبية قبل نشرها، حيث أصبح النشر رخيص الثمن، ما أدى إلى وجود أعمال منشورة دون المستوى المطلوب، وذلك نتيجة للتعامل معها بأسلوب من الاستسهال.





صناعة الأدب

وقالت وزيرة الثقافة والشباب نورة الكعبي، إن الجلسة تستهدف مناقشة كيفية صناعة أدب إماراتي محلي وعالمي، على أن يقرأ بعيون عالمية، كما تشكل حواراً بين التجارب الواعدة والرائدة.

وذكرت أن الجلسة تسلط الضوء على المشهد الأدبي الإماراتي الراهن وكيف يمكن أن نراهن عليه كذاكرة حية في المستقبل، فالأدب عنصر رئيس في مشروع الهوية الثقافية والعبور الحضاري، ويؤدي دوره في أرشفة تجارب ووقائع الأمم.

وتابعت الكعبي: «كيف يمكن أن نجعل الأدب المحلي يؤرخ لواقعنا الريادي ويغدو ذاكرة حية للأجيال المقبلة ويترك أثراً عالمياً؟، وذلك بالتعاون مع باقة من الكتاب والأدباء والشعراء».

وتحدث في الجلسة كل من الكاتب والأديب الإماراتي ناصر الظاهري، الشاعر والكاتب ومدير أكاديمية الشعر سلطان العميمي، الكاتب والروائي حمد الحمادي، والشاعرة أمل السهلاوي.





سرديات مسائية

وتطرق الكاتب ناصر الظاهري إلى أولى كتاباته عام 1981، تحت عنوان «عندما تدفن النخيل» وهي عبارة عن موروث ثقافي وبمثابة حنين إلى الماضي، ومليئة بالمفردة المحلية الأصيلة وتعكس صورة مجتمع التراحم والبساطة في كل شيء، حيث كانت الجدة تحكي السرديات المسائية، وتوثق الواقع المحلي.

وأشار إلى أن هويتنا عربية ومنها نستطيع أن ننطلق إلى آفاق أوسع، ونستطيع أن نرى ذلك في أعمال أدبية كثيرة، وبالتأكيد أن دور الأدب الإماراتي تصحيح المفاهيم وكسر قوالب التنميط، ويمكننا أن نصل إلى العالمية عبر الترجمة الأدبية.

وذكر الظاهري أن الأدب الإماراتي في السبعينات والثمانينات كان الأقوى بكل المقاييس، حيث كان كل المبدعين في مستوى واحد من الوعي والثقافة والاتصال والتواصل الإنساني ولهم تجاربهم الصحافية والإعلامية والأدبية.





تاريخ المكان

أما سلطان العميمي فتحدث عن التراث المحلي والثقافي، خاصة أنه استطاع الانتهاء من قراءة أكثر من 100 كتاب في فترة الحجر المنزلي، مشيراً إلى أن الهوية بوجه عام لم تنشأ بشكل مستقل عن الثقافات الأخرى.

وقال: «من يقرأ في تاريخ المكان والزمان بالإمارات يجد أن العديد من الحضارات مرت في الدولة، وسيدرك مدى التواصل في الإمارات بالحضارات الأخرى، إضافة إلى الهجرات التاريخية القديمة والتشابه مع بعض حضارات البحر المتوسط وفي بعض الملامح مع اليونانيين والحكايات المتشابهة محلياً مع الخليج والعالم، ولكل ذلك مسبباته ولم يأت صدفه».

روية التفاصيل

ودعا العميمي إلى أهمية بحث أفراد المجتمع وخاصة الكتاب عن التشابهات مع الآخر، والتي تشكل جسور تواصل وقرب مع الآخر، ولجعل الرواية الإماراتية مسموعة عالمياً، على الكتاب أن يكتبوا رواية تمثل التفاصيل المحلية، حيث إن الجهد الأكبر يقع على الكاتب والتقدير والجوائز مطلوبة بلا شك، ولكن الدولة يقع عليها عاتق إبراز الهوية نفسها بما فيها الأشخاص والزمان والمكان.

وتطرق إلى عدد من الإصدارات الأدبية لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، مؤكداً أنها تجسد الواقع المحلي والسياسي والمجتمعي، وتعكس تفاصيل عالمية دقيقة، كما ضرب مثلاً بجائزة نوبل للأدب، مشيراً إلى أن فوز كاتب من دولة سانت لوسيا بالجائزة عام 1992 يعد مؤشراً على أن الأمر لا يقتصر على حجم وتاريخ الدولة بل على جهد الكاتب وبحثه وقدرته على إيصال فكرته.





ملاحق ثقافية

بينما أشار الكاتب والروائي حمد الحمادي إلى أن الملاحق الثقافية بالصحف المحلية تتداول قضايا الأدب ومستجداته والتعريف بالأدب الإماراتي، مستشهداً باستطلاع رأي أجري سابقاً، أبان أن 85 % من القراء لا يطلعون على الملاحق الثقافية، وذلك عندما كانت النخبة الثقافية تسيطر عليه، ولكن اليوم أصبح الأمر تشاركياً ولا يقتصر على رأي النخبة.



نقد تشاركي

وأضاف الحمادي: «بالنسبة للأدب الإماراتي في الملاحق الثقافية، فأرى أنها تتبع منهج المجاملة، نادراً ما أقرأ نقداً صحيحاً في الأدب الإماراتي، ولكن أصبح القراء يتجهون إلى المواقع الإلكترونية لقراءة التقييمات المحلية والعالمية حولها، بما يندرج تحت تبني مبدأ النقد التشاركي، وعلى الملاحق الثقافية أن تتحول من ملاحق دعائية إلى ملاحق ناقدة للأدب الإماراتي قبل العالمي».

وتوقع أن تشهد الفترة المقبلة غزارة أدبية بدءاً من الدورة المقبلة لمعرض الشارقة للكتاب، خاصة بعد فترة العزلة والتفرغ الأدبي التي شكلتها جائحة كورونا.



تحفيز الكتاب

من جهتها، تحدثت الشاعرة أمل السهلاوي عن تجاربها الأدبية، مؤكدة أن الكاتب بحاجة إلى التشجيع والتحفيز في بداية نشاطه الأدبي بما فيه التقدير والحصول الجوائز الأدبية.

وتطرقت إلى عدم وجود أي إصدار أدبي لها في الوقت الحالي، مبينة أن الأمسيات الأدبية لعبت دوراً مهماً في تقريب الفرد من المجتمع الأدبي الإماراتي.