الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

من أبوظبي إلى العالم..17 ألف عمل إبداعي ينشر التسامح بمعرض «المحتوى المعرفي»

منورة عجيز ـ أبوظبي

كشف الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، لدى افتتاحه اليوم الأحد، المعرض الافتراضي للمحتوى المعرفي للتسامح، عن انتقال خطة الوزارة من الإنتاج المعرفي للتسامح إلى مرحلة جديدة تتضمن إنتاج 10 آلاف عمل إبداعي في مجالات التسامح والتعايش والأخوة الإنسانية لتكون أساساً في تنظيم الدورات التالية، بعد أن نجحت الوزارة في إنتاج ألف عمل يعرضها جناح الوزارة في هذا النسخة من المعرض.

ويضم المعرض الافتراضي الذي تنظمه الوزارة، نحو 17 ألف عمل إبداعي ينشر ثقافة المعرفة والتسامح، قدمتها الجهات المشاركة، وتستمر الفعاليات التي تأتي تحت شعار «تعايش مبني على المعرفة» بالتعاون مع 150 دار نشر محلية وعربية وعالمية و87 أديباً وكاتباً ومفكراً إلى الخميس المقبل.

ويصاحب المعرض ندوات وأنشطة وأمسيات احتفالية للقراءة والتأليف، كما يشكل فرصة للناشرين والمؤلفين والجمهور العام للحوار والتعارف وتأكيد دور التسامح والتعايش في مسيرة العالم، وذلك بحضور جمع من وزراء الثقافة العرب وعدد من كبار الشخصيات العربية والعالمية المهتمة بالمجال الثقافي والإنساني محلياً وعالمياً.





تشجيع الإبداع

وأكد الشيخ نهيان بن مبارك في كلمته الافتتاحية أن المعرض يستهدف تشجيع برامج التأليف والترجمة والنشر بجميع الوسائط المقروءة والمسموعة والمرئية والتي تستهدف جميع فئات السكان وبلغات مختلفة، بالإضافة إلى تشجيع المؤلفين والمبدعين والناشرين ووسائل الإعلام لإنجاز إنتاج معرفي.

واعتبر وزير التسامح والتعايش، الإنتاج المعرفي أداة ستسهم في تحقيق التواصل بين أصحاب الحضارات والثقافات، بما يؤدي إلى إعلاء قيم الحوار الإيجابي ونبذ الأفكار الهدامة ونشر ثقافة التعايش والسلام في ربوع العالم كله.





خطى التسامح

وأكد الشيخ نهيان بن مبارك حرص الإمارات على معرفة الآخرين والإحاطة بتاريخهم وثقافاتهم وتعميق مبادئ التعارف والحوار والعمل المشترك معهم، مشيراً إلى أن الدولة تنطلق في ذلك من الإرث الخالد لمؤسس الدولة العظيم المغفور له الوالد، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.

وأضاف: «الوالد المؤسس قائد تاريخي تعلمنا منه أن التسامح والتعايش هما الحياة في سلام مع الآخرين، والانفتاح عليهم بإيجابية، هما الحرص الكامل على توفير الحياة الكريمة للجميع، وأن التعايش والتسامح في فكر زايد الخير هما الطريق إلى تحقيق التنمية الناجحة والمستدامة».

وأكد أن الإمارات بقادتها الكرام وشعبها المعطاء تسير قدماً على خطى مؤسس الدولة العظيم في أن يكون التسامح ركناً أصيلاً في مسيرة المجتمع وفي إطار التزام قوي بتنمية الإنسان وتعظيم معارفه وقدراته ودعم ارتباطه بالمجتمع من حوله.





رصيد تاريخي

شهد اليوم الأول من المعرض ندوة افتراضية بعنوان «التعايش في فكر زايد»، قدمها مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، الدكتور سلطان النعيمي، وأدارتها الدكتورة عائشة البوسميط.

واعتبر النعيمي التسامح الإماراتي رصيداً تاريخياً يعتمد على تقاليد أصيلة، كما قدم شهادة موثقة حول قيم التعايش والتسامح التي أسس لها وغرسها الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في أهل الإمارات، حتى أصبحت سمة مميزة للإمارات وكافة أبنائها.

وأكد أن الإمارات تعيش اليوم امتداداً لفكر القائد المؤسس الشيخ زايد، طيب الله ثراه، هذا الرجل الذي يعد رمزاً عالمياً للتسامح، بعد أن حول البيئة الصعبة التي انطلق منها منذ كان حاكماً للعين عام 1946 إلى بيئة تقوم على التعايش والتعاون.

وأشار إلى أن الشيخ زايد واجه الكثير من المقاومة ولكن جهوده كللت جميعاً بالنجاح، وكل ذلك موثق في العديد من المراجع العالمية ولعل أهمها ما كتبه مبارك بن لندن عن زايد في كتابه «الرمال العربية».

وأوضح أن الشيخ زايد الذي بدأ بالعين في إرساء قيم التسامح والتعايش لم يتوقف يوماً حتى عم التعايش كافة أرجاء الإمارات، ومن ثم الخليج، وكان حريصاً على أن يصل المنهج إلى العالم ليس من خلال الكلمات، وإنما بمواقفه وأفعاله وسماته الخاصة، معتبراً ما تعيشه الإمارات اليوم ثمار ما غرس الشيخ زايد.



التسامح الإماراتي بعيون غربية

وشهد المعرض أمس حفل توقيع كتاب «لماذا أنا وليس نحن» للكاتب علي أبوالريش، فضلاً عن تنظيم ألعاب تفاعلية وأسئلة عبر مواقع التواصل الاجتماعي «التميز بالتعايش».

وألقت السفيرة الكندية لدى الإمارات، مارسي غروسمان، كلمة باعتبار كندا ضيف شرف المعرض، وقدمت الدكتورة ميشيل بامبلنج أستاذ زائر من جامعة نيويورك أبوظبي، والمديرة الإبداعية لـمبادرة Lest We Forget وهي مبادرة ثقافية إماراتية برعاية مؤسسة سمو الشيخة سلامة بنت حمدان آل نهيان، رؤيتها حول التسامح والقيم الإماراتية بعيون غربية عايشت الحياة في الإمارات لسنوات.





أجندة

ويناقش المعرض غداً «الاثنين» دور التقنيات الحديثة والنشر الرقمي، وسيضيء المعرض «الثلاثاء» على المحتوى المعرفي للتعايش في عالم الطفولة.

وسيسلط المعرض «الأربعاء» على التعايش في الأندلس، باعتبار أن ذلك يمثل تجربة فريدة ورائدة في التسامح والأخوة الإنسانية، ويناقش اليوم الأخير من المعرض دور اللغة العربية ومكانتها باعتبارها لغة للتعارف والحوار والتعايش.