الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

«لماذا (أنا) وليس (نحن)؟».. دعوة للتسامح وتقبّل الآخرين يوجهها أبوالريش

منورة عجيز ـ أبوظبي

احتفت وزارة التسامح والتعايش ضمن فعاليات معرض التسامح الافتراضي للمحتوى المعرفي بالعمل الأدبي الجديد للكاتب والروائي الإماراتي المخضرم، علي أبوالريش، «لماذا (أنا) وليس (نحن)؟»، والذي يندرج تحت قائمة الكتب التي تحث على التسامح.

ويتناول الكتاب في فصوله، الكيفية التي تجعل الإنسان يتغلب على الأنا التي إذا ما سيطرت عليه، لا يرى غير نفسه ويجد صعوبة في تقبُّل الآخر، الأمر الذي يسبب حالة من اللاتسامح لديه.

ونظمت الوزارة حفل توقيع افتراضياً وندوة استضافت فيها الروائي علي أبوالريش، وأدارها الإعلامي محمد الجابري، حيث تناولت أهم الأسئلة التي أجاب عنها الكتاب، كما كشفت عن الرؤية الفلسفية لـ«أبوالريش».





وبدأ الكتاب بأسئلة في التسامح طرحها الكاتب بمنظور فلسفي، ويجيب عنها بأسلوب علمي ليؤكد أهمية التسامح وقبول الآخر في بناء الإنسان والأوطان، بما فيها كيف تنشأ الأنا، والقنوات التي تسهم في ضخ الماء الضحل الذي يسمم الأنا، وكيف للفرد أن يشفى منها.

ويسهم الكتاب في التعريف بالمنظورات الثلاثة التي من خلالها تتموضع الذات البشرية حسب «جاك لاكان»، وكيف برهنت المنظورات على أن العلاقة الوحيدة بين الأنا والآخر ترتكز على القبول.

ويجيب الكتاب عن تساؤل «كيف يكون الاختلاف جوهر الحياة وأساسها وكيف نعمق الشعور بالآخر ونوظف الاختلاف لتحقيق التكامل والتآزر لا الصراع والتنافي».

وينطلق أبوالريش بعد ذلك إلى أسئلته الوجودية، خلال 7 فصول منفصلة متصلة وكأنها فصول لعمل روائي ملحمي، فينتقل بنا مباشرة في الفصل الثاني ليضعنا أمام رأيه الفلسفي حول «وحشة الموت التي تفسخ الأنا».

ويستعرض الكتاب رؤية الكاتب للإنسانية والتي لخصها عنوانه (الأنسنة.. عقل ينحو نحو العزلة)، بعدها يتحدث عن العادة والمعتقد وكيف يمكن أن تستعبد الإنسان عادته في فصل (الاستعباد.. والوعي المستعبد)، ليسلمنا ذلك الفصل إلى مغامرات العقل.

ويصر أبوالريش في ذلك الفصل على (أن في الجنون عقلاً) ليدع القارئ يكتشف ذلك بنفسه، قبل أن يلقي به إلى السؤال الوجودي (الأنا وحش.. ضل طريق الحب) وهنا ننطلق من العقل إلى العاطفة والإنسانية التي نحن في أمسّ الحاجة إليها لكي نقاوم ذلك الوحش المتوثب في أنفسنا جميعاً.





ولا ينسى أبوالريش أن يلقي بالقارئ إلى لحظة قدرية جديدة في الصراع الذاتي للإنسان وهي (الخوف من الموت.. عدو الأنا) ليختتم كتابه بفصل يرصد (جنون العظمة.. مقبرة الأنا).

وخلال الندوة، أشاد الروائي على أبوالريش بجهود الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش الذي فتح الباب أمام المبدعين ليقدموا ما لديهم من إنتاج معرفي يمكنه أن يثري المكتبة العربية بما يدعم القيم الإنسانية الراقية وفي القلب منها التعايش والتسامح.

وأكد أن المشروع الذي تبنته وزارة التسامح والتعايش يستحق كل الإشادة والدعم، مؤكداً أن أي انطلاق إلى عالم التسامح لا بد أن يبدأ بالوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان «طيب الله ثراه» الذي كان تسامحاً يمشي على قدمين، فرسمت أفعاله وأعماله وأقواله رؤية متكاملة عن التسامح والتعايش الإنساني ليس في الإمارات فقط وإنما على مستوى العالم، وسيظل زايد في الضمير الإنساني رمزاً للإنسانية في أسمى معانيها.

وفي رده على أسئلة الحضور، قال أبوالريش الـ«أنا» والـ«نحن» بينهما صراع أزلي لا يتوقف، ويطرح عشرات بل مئات الأسئلة والتي تتمحور حول الذات، مؤكداً أن الإنسان حينما يتفكر في الكون من حوله سيكتشف أنه مجرد جزء صغير جداً من هذا الكل الضخم وهنا عليه أن يتواضع قليلاً، ويتعرف على حقيقته، مستشهداً بقول السيد المسيح (الحقيقة تحررك) و(وجهك هو الحقيقة).