الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

كتاب شباب: نتاجنا الأدبي محاولات لفهم الحياة..وسرد الحكم بعيد عن أولوياتنا

كتاب شباب: نتاجنا الأدبي محاولات لفهم الحياة..وسرد الحكم بعيد عن أولوياتنا

وصف كتاب شباب الأدب الشبابي بالمتجدد، مؤكدين أن روح الأدب وبصورة عامة شابة، منوهين بأن إبداعاتهم تحمل في طياتها همومهم ومشاكلهم، كما تعكس أحلامهم وآمالهم، مشيرين إلى أن الأدب الشبابي لا يروي الحِكم بل يحاول فهم الحياة.

وأكد كتاب ومؤلفون شباب التقتهم «الرؤية» بمناسبة اليوم العالمي للشباب الذي وافق أمس الأربعاء، ثقتهم بأن مستقبل الأدب الشبابي سيكون غزيراً جداً مع التغيرات السريعة التي طرأت على عالم النشر وبعد أن بات وصول الكتب إلى رفوف المكتبات عملية سهلة، لكنهم أبدوا تخوفهم من أن ذلك قد يهضم حق النخبة من الشباب لأنه يجعل من الجميع كاتباً.

واتفقوا على أهمية الاطلاع على التجارب الأدبية المحلية والعالمية، لتبادل المعرفة والتجارب والبحث عن النقاط المشتركة، بما يعزز من نجاحها ووصولها إلى العالمية.

وأشاروا إلى أن الوصول إلى العالمية يتطلب جهداً كبيراً ويتضمن رصد احتياجات البشر ومتطلباتهم وواقعهم والتقرب منهم ومن مجتمعاتهم.



مستقبل الثقافة

يرى الكاتب الشاب محمد الحمادي أن إعطاء مساحة لإنتاجات المبدعين الشباب من كتّاب ومؤلفين في المحافل الثقافية التي تقيمها الدولة، جاء نتيجة لرؤية الدولة في الاستثمار في الشباب وعملها على تمكينهم وتعزيز استدامة التنمية، كونهم مستقبل الثقافة المشرق.

ويؤمن بأن على من يسعى إلى أن يكون كاتباً أن يصبح قارئاً في البداية، وأن يضع هدفاً نصب عينيه ليتمكن من تحقيق حلمه وأن ينشر ثقافته التي استنبطها من الكتب التي قرأها.





ودعا الحمادي شباب المبدعين إلى الابتعاد في أعمالهم الأدبية عن الأمور التي تؤدي إلى نشر العنصرية، مؤكداً أن على الكاتب تقديم ما يسهم في نشر مبادئ الأخوة الإنسانية واحترام وتقبل الآخرين رغم اختلافاتهم.

وقال «من المهم أن يحدد الكاتب ميوله في الكتابة واختياراته الأدبية قبل البدء في التأليف والكتابة، فعلى سبيل المثال، أميل نحو القراءة والكتابة في الجوانب الإنسانية والرومانسية وأسعى إلى تسليط الضوء على المشاعر والعاطفة الإنسانية، لذا تفشل بعض محاولاتي عند الكتابة في اتجاه آخر، لكنها تنجح عندما أنطلق في المسار الذي حددته».





نضج الفكرة

يعتقد الكاتب الشاب عيسى العوضي أن الوصول إلى العالمية يفرض على الشباب إعطاء الكتابة حقها بحيث تنضج الفكرة والعمل، ناصحاً إياهم بتطبيق قاعدة أن الكتابة هي إعادة الكتابة، حتى يصبح لدينا مادة تتميز بالنضج، يمكنها أن تنافس الإصدارات الأدبية في العالم، مبدياً أسفه على ما يراه حالياً من كتابات لا يتم مراجعتها بشكل جيد وينشرها أصحابها على عجل وكأنها وجبة سريعة.

وعن أهم ملامح الأدب الشبابي، لفت العوضي إلى أنه يتسم بتعبيره عن آمالهم وأحلامهم، كما يحمل بين طيّاته معاناتهم، فالأدب الشبابي لا يروي الحِكم بل يحاول فهم الحياة.

وأكد أن مستقبل الأدب الشبابي سيكون غزيراً جداً مع التغيرات السريعة في عالم النشر وسهولة وصول كتابات الشباب إلى رفوف المكتبات، منوهاً بأن هذا الأمر جعل من الجميع كاتباً، لكنه يرى أن ذلك أمر مخيف لأنه يهضم حق النخبة من الشباب، ويدفن نتاجهم الأدبي بين أكوام من «الهراء».





نقاط مشتركة

دعا الكاتب الشاب أحمد عمر بالحمر، شباب المبدعين إلى الإبحار في الثقافة العالمية دون التفريق بين أمواجها، مع مقاربتها مع الثقافة المحلية والعربية كي تصل الكلمات والمشاركات العربية إلى مسيرة الأدب المحلي والعالمي.

وأشار إلى أن أكثر ما لفت انتباهه في الروايات العالمية الناجحة هو اقتران ودمج ما يمكن دمجه من النقاط المشتركة بين الثقافات المختلفة، فالقصص وبعض الخرافات التي رويت سابقاً تتشابه بشكل كبير في جميع الثقافات.





واستشهد على التشابه في أحداث القصص، بقصة السمكة والخاتم التي اشتهرت كثيراً في الأدب الإنجليزي وانتشرت في الأدب العربي، ولكن على يد روائيين عدة وبرؤى مختلفة.

وطالب الجهات والمؤسسات الثقافية إلى التعاون والتنسيق المشترك لاحتضان المبدعين الشباب، وصقل مهاراتهم عبر ورش الكتابة ومشروعات التطوير الذاتي والمهني المتخصصة، التي تتطلب كفاءات عالية حفاظاً على الإبداع الإماراتي وترسيخاً لمكانة الدولة على الخارطة الثقافية العربية والعالمية.





بث دماء جديدة

وصفت الكاتبة نيروز الطنبولي، الإصدارات الأدبية الشبابية بالمتجددة، مؤكدة أن روح الأدب وبصورة عامة شابة دائماً حتى لو كان من نتاجات كبار الكتاب، فـ«الشبابية» برأيها سمة مهمة يجب أن تتسم بها الإصدارات الأدبية.

ونوهت بأن الإمارات أطلقت مبادرات عدة لمساندة الكتاب الشباب ولتطوير مهاراتهم الأدبية والكتابية، ومن تلك المبادرات الناجحة، مسابقة «الكاتب الصغير في كتابه الكبير»، والتي لوحظ من خلالها، أن الأطفال أصبحوا شباباً وأبدعوا ونجحوا في كتاباتهم.





وثمنت اهتمام دور النشر المحلية بإبداعات الشباب ونشر إنجازاتهم، وحرص الكثير منها على بث دماء جديدة في القطاع الثقافي المحلي والعالمي.

وأشارت إلى أن ما يميز الإصدارات الشبابية، أن الكثير منها يبحر في ثقافة الآخر ويتسم بقوة اللغة، وذلك نتيجة لثقافتهم المتعددة التي تعتد بتراثهم وبالتجارب العالمية.

وأكدت أن الأدب الإماراتي بحاجة إلى زيادة معدل ترجمة الأعمال المحلية بلغات أخرى، والترويج للتراث الإماراتي في الخارج، داعية الكتاب الشباب إلى تسليط الضوء على إنجازات الإمارات التي وصفتها بـ«سوبر مان العرب» بعد أن تخطت كل العوائق وحققت إنجازات ضخمة في كل القطاعات، لذا من المهم أن يظهر ذلك من خلال الأدب والتراجم.