الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

سالم الحتاوي..جوهرة المسرح الخليجي لم تفقد بريقها بالغياب

سالم الحتاوي..جوهرة المسرح الخليجي لم تفقد بريقها بالغياب

خلال الجلسة الافتراضية لمؤسسة العويس

أحيت مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية مساء أمس الأربعاء عبر منصتها الافتراضية الذكرى الـ11 لرحيل المسرحي الراحل سالم الحتاوي، حيث نظمت حلقة نقاشية بعنوان «سالم الحتاوي.. من النبش في الماضي إلى الواقع» شارك فيها كل من د. هيثم يحيى الخواجة، والإعلامي ظافر جلود، وعبدالله صالح، وعمر غباش، وأدارتها الهنوف محمد.

وأكد الفنان والمخرج المسرحي عمر غباش، وهو أحد مؤسسي مسرح دبي الأهلي وجمعية المسرحيين ومهرجان الإمارات لمسرح الطفل، خلال الحلقة النقاشية أن سالم الحتاوي كان طموحاً ويحلم بأن يكون مطرباً وملحناً وكاتب أغانٍ، فقد كان الكاتب الراحل لديه تدفق من النشاط المتنوع الذي جعله يستحق لاحقاً لقباً أطلقه عليه غباش عند وفاته عام 2009، وهو «جوهرة المسرح الخليجي»، في حين ظل مدلول هذا اللقب متحققاً عبر حضور سيرة الراحل ونتاجه المؤثر في الساحة المسرحية المحلية.

ولفت غباش إلى أول لقاء جمعه بالحتاوي، حيث أخبره برغبته وميوله للكتابة المسرحية بعيداً عن التمثيل، فبدأ باستعراض نص مسرحي كتبه، والذي ساعده غباش بتطويره وبلورته لاحقاً، وهو نص «أحلام مسعود» الذي حمل عنواناً مختلفًا آنذاك، وقد حصد جائزة مسرحية عن مشاركته بأيام الشارقة المسرحية عام 1994.

شخصية استثنائية

وأوضح غباش أن شخصية الحتاوي تحمل استثنائية تكاد تكون مفقودة بالمسرحيين الشباب، فقد كان يصغي جيداً لانتقادات وملاحظات الآخرين في نصوصه وأعماله ويعمل دوماً على تطويرها، وكان لا يلتفت لأية ظروف محيطة قد تشوش أداءه وعمله، فلا ظروف العمل والأسرة والأحوال الاقتصادية كانت تؤثر به، كما أن توظيفه لبعض المشاهد التي يتم حذفها بطلب من المخرج ببعض الأعمال، حيث يعيد استخدامها وتوظيفها في عمل آخر كان سمة معروفة عنه.

ملامسة المجتمع

وأوضح الإعلامي العراقي المهتم بشؤون المسرح المحلي، ظافر جلود، مؤلف كتاب «سالم الحتاوي من النبش في الماضي إلى الواقع»، بأن فوز عمله «أحلام مسعود» عام 1994 بأيام الشارقة المسرحية، قد جعل إلهام الكتابة يتدفق، فتمكن من تأليف 4 أعمال مسرحية خلال عامين، شارك فيها دفعةً واحدة بأيام الشارقة المسرحية عام 1996 وهي: «ليلة الزفاف» و«صمت القبور» و«الملة» و«إنها زجاجة فارغة».

وتتالت لاحقاً أعمال مسرحية أخرى، لاقت صدى بالمسرح الخليجي والعربي كذلك، منها: «عرب السواحل» و«الياثوم» و«زمزمية» و«زهرة» و«الجنرال«، فاتسمت أعماله بأنها ملامسة للمجتمع وفئاته، والتي حرص على كتابتها باللهجة الإماراتية المحلية.

في حين اعتنى بالشأن العالمي، فكتب مسرحية «صمت القبور» التي تفاعل بها مع مذبحة البوسنة والهرسك، وقد كانت أول عمل مسرحي بالعربية الفصحى، ثم انتقل لاحقاً لكتابة المسلسلات الإذاعية والتلفزيونية، فكان أول مسلسل تلفزيوني «عايلة بو سالم» الذي أخرجه عمر غباش لتلفزيون دبي.

الهوية الوطنية

وأشار د. هيثم الخواجة إلى أن الحتاوي في نصوصه المسرحية أخذ على عاتقه نقل ملامح الهوية الوطنية المحلية بدقة، ووقف مع العلم والمعرفة والوعي ضد الجهل والظلم، كما أنه كان ماهراً بترتيب الأحداث بالنص المسرحي فيما يخص الصراع والحدث، وخلق صراعاً داخلياً (مونولوج) وصراع الشخصيات بين الخير والشر، فلم تغلب الأسطورة على صراع الخير والشر، وانحاز للطبقة الفقيرة البسيطة، واتسمت الحوارات بالوضوح بعيداً عن الأحاجي والألغاز.

عشق الحياة

ولفت الفنان عبدالله صالح، إلى أن علاقته بالحتاوي كانت علاقةً استثنائية أقرب للأخوة، فلطالما ترافقا رحلات السفر معاً وجمعهم المسرح معاً لأيام وليالٍ طويلة، مشيراً إلى أن شخصية الراحل الحتاوي شخصيةً تعشق الحياة وتهوى الضحك والمرح، فكان كوميدياً وخفيف الظل بامتياز.