الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

«المطايا حديث الذكريات».. مرويات شفاهية تسرد سمات «سفينة الصحراء»

«المطايا حديث الذكريات».. مرويات شفاهية تسرد سمات «سفينة الصحراء»

يستعرض كتاب «المطايا.. حديث الذكريات»، لمؤلفته الكاتبة الإماراتية مريم سلطان المزروعي، قصصاً وحكايات شفاهية حول الإبل وأهم صفاتها وميزاتها ومراحل نموها ومسمياتها وسماتها وكيفية العناية بها ودورها، باعتبارها جزءاً لا يتجزأ من حياة العربي على هذه الأرض في الماضي، ولا تزال كذلك، وعبر هذه المرويات الشفاهية من أفواه الآباء والجدات، سيتعرف القارئ إلى «سفينة الصحراء» هذا الكائن الصبور وقوة التحمل والصبر الذي يتحلى به، وهو موروث اكتسبه البدوي من آبائه وأجداده وتناقلته الأجيال.



علاقة وثيقة

يتميز الكتاب بخاصية مختلفة عن باقي الإصدارات التي تحدثت عن الإبل، حيث ركزت الكاتبة في الدرجة الأولى على البدوي وعلاقته الوثيقة بالناقة، تلك العلاقة التي تشبه علاقة الأب بابنه، وعلاقة الناقة بصاحبها التي تشبه علاقة الأم بطفلها وهو في مهده، ولا يستطيع فيها أن يفارقها لحاجته الشديدة لها.





يوميات البدوي

تضم فصول الكتاب مجموعة مع القصص والحكايات واللقاءات مع ملاك الإبل والمعاصرين من كبار المواطنين رجالاً ونساءً من كافة أنحاء الإمارات، يسردون من خلالها تفاصيل ويوميات البدوي مع الإبل، والصعوبات التي كانت تواجههم أثناء ممارستهم هذه الحرفة، وما انعكس على شخصياتهم نتيجة تعاملهم مع النوق وحياتها وما بها من أسرار لا يكتشفها أو يتعرف إليها إلا من يقترب من عالمها العميق.



زايد والإبل

ويستهل الكتاب قصصه وحكاياته بمقدمة تحمل عنوان «زايد.. والإبل»، تستعرض جهود المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في صون الإبل ورعايتها، كما تعكس بين سطورها مدى اهتمام الوالد المؤسس بالإبل، وإدراك أهميتها الكبيرة في السابق حيث كانت صديقة للبدوي ورفيقته، فهي من أنقذته وقت الجوع والعطش، ووقت الترحال أيضاً، لذلك أمر الشيخ زايد بصرف معونات لمُلّاك الإبل، وأقام السباقات والجوائز بملايين الدراهم لدعم أصحاب النوق.





حياة الآباء

وعن تفاصيل وأجواء الكتاب، قالت المزروعي: «قصدت أن يتضمن الكتاب حكايات على ألسنة كبار المواطنين، خاصة من كانت لهم قصص مع الإبل، ليكون بمثابة بث حي لحياة الآباء الأوليين ويومياتهم بكل ما تحملها من لحظات للفرح والجهد».



أقوال مأثورة

وتابعت المزروعي: «تطرقت في مقدمة الكتاب إلى اهتمام الوالد المؤسس الشيخ زايد، طيب الله ثراه، بالإبل، والاستشهاد على ذلك من خلال ما سرده كبار المواطنين من مواقف وأقوال مأثورة للمغفور له، والتي كان أبرزها ما سرده الوالد محمد بن مسلم بن حم، والوالد فرج بن حموده، وكذلك الوالد صقر سيف المحيربي، حيث سردوا أنهم كانوا في رحلة مقناص مع الشيخ زايد في المنطقة الغربية، وطلب إقامة عرضة بالإبل، وركبوا جميعاً مسافة 5 كلم تقريباً، وقام بعدها بتوزيع مكافآت على المواطنين الذي شاركوا في السباق، ليؤكد اهتمامه بهذه النوعية من السباقات».



لقاءات شفهية

وأشارت المزروعي إلى أنها قسمت الكتاب لمجموعة من الفصول المتنوعة التي تحمل عناوينها كافة تفاصيل العلاقة الوثيقة التي تجمع البدوي بالإبل، ومن بينها «البدايات.. أنا والإبل، رحلتي إلى غياثي، والسباق يشيع طاريها»، ويصل عدد العناوين إلى 12 عنواناً، جميعها معتمدة على اللقاءات الشفهية.





النساء والإبل

وأضافت أنها خصصت فصولاً كاملة لاستعراض علاقة المرأة بالإبل، حيث كان لها نصيب من هذه المرويات التي عكست ملامح الحياة البدوية وكافة تفاصيلها والتي حملت عناوين مختلفة منها «النساء والإبل، والمرأة قديماً في أبوظبي»، ما يعكس الدور الكبير الذي كانت تقوم به النساء من الناحية الاجتماعية والاقتصادية.





سدو وبشوت

وذكرت أنها تطرقت أيضاً إلى الأم البدوية التي تعلم ابنتها الأعمال الصعبة، كسلخ جلد الدابة بعد ذبحها تمهيداً لصناعة السعن الذي يستخدم لملء وحفظ الماء، كما عرجت على الصعوبات والتحديات التي واجهتها المرأة البدوية ولكنها تغلبت عليها واستفادت من الطبيعة، بكل ما فيها، حيث كانت تصنع السدو والسجاد والبشوت من صوف الإبل، وترعى الغنم والإبل وتقوم بتربيتهم، إلى جانب أن بعض البدويات كن يهتممن بالإبل.



قصص الجدات

وذكرت المزروعي أنها خصصت فصلاً كاملاً لسرد قصص وحكايات الجدَّات وحمل عنوان «من الذاكرة.. حكايات تنسجها الجَدَّات رسمت وخطت على جبين الزمن»، بينما سلطت الضوء في الخاتمة على الإنسان البدوي الذي ضرب المثل في الصبر والتحمل والقوة.